قالت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من «حزب الله» أن رئيس المكتب القومي السوري اللواء «علي مملكوك» زار القاهرة في الثلث الأخير من الشهر الماضي بعيدا عن الأضواء.
وقالت الصحيفة أن هناك إقدام من دول عربية على خطوات انفتاحية تجاه سوريا. فبعد إعلان تونس مؤخراً إعادة العلاقات الدبلوماسية، رفعت القاهرة التواصل مع دمشق إلى مستوى رئاسي.
الصحيفة وصفت زيارة «مملوك» للقاهرة والتي جاءت عقب زيارته للسعودية بأنها «ناجحة»، وأن الطرفين «راضيان عن نتائجها».
والتقى «مملوك» خلال زيارته للقاهرة عدداً من كبار المسؤولين في الجيش والاستخبارات والأمن. كما استقبله الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الزائر السوري بحث مع مضيفيه المصريين في التعاون الأمني بين البلدين في مواجهة الإرهاب، وفي آفاق الحل السياسي في سوريا والمبادرات المطروحة وخطة المبعوث الدولي «ستيفان دي ميستورا» والمساعي لعقد «موسكو 3». وقد جرى التوافق على «ضرورة أن تلعب مصر دوراً أكبر في الشأن السوري لما تشكله سوريا من عمق استراتيجي للأمن القومي المصري».
وبحسب المصادر، فقد سمع «مملوك» من المسؤولين المصريين تأكيدات بأن القاهرة ترى أن الحلّ للأزمة السورية «لا يمكن إلا أن يكون سياسياً»، وأنها «تعتبر أن البلدين يواجهان عدواً مشتركاً يتمثّل في جماعة الإخوان المسلمين (وضمناً تركيا) التي تشكّل خطراً على مصر أكبر مما تشكله على سوريا»، بحسب الصحيفة.
وأبلغ المسؤولون المصريون ضيفهم السوري أن «القاهرة مؤمنة بأن النظام في البلدين يرتكز على قوة جيشيهما اللذين يشكّلان قاعدة أساسية للحكم فيهما».
كما تم الاتفاق خلال الزيارة على إعادة تفعيل العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وصولاً الى إعادة تبادل السفراء قريباً. علماً أن مصادر أشارت أخيراً الى أن القاهرة تستعد لتسمية الدبلوماسي «أحمد حلمي»، الذي كان في عداد طاقم سفارتها في بيروت، قنصلاً عاماً مصرياً في سوريا.
وكانت دمشق سحبت في فبراير/شباط 2012 سفيرها في القاهرة «يوسف الأحمد» بعدما استدعت مصر نظيره في سوريا «شوقي اسماعيل» للتشاور، في سياق الحصار الدبلوماسي الذي فرضته دول عربية وغربية، على رأسها السعودية ودول الخليج، على سوريا بذريعة «رفضها الانصياع لقرارات الجامعة العربية لحل الأزمة».
انفتاح العلاقات
وكان الرئيس «بشار الأسد» شدّد في مقابلته مع قناة «المنار»، في 25 أغسطس/آب الماضي، على أن «العلاقات بين سوريا ومصر هي التي تحقق توازناً على الساحة العربية»، وأن سوريا «تعتقد بأنها في الخندق نفسه مع الجيش والشعب المصريين في مواجهة الإرهابيين».
ولفت إلى أن التواصل بين البلدين «مباشر وعلى مستوى مسؤولين مهمين، وتحديداً أمنيين». وأكّد أن «عدداً من المؤسسات في مصر رفضت قطع العلاقة واستمرت بالتواصل وكنا نسمع منها خطاباً وطنياً قومياً أخوياً».
وبالتزامن مع زيارة «مملوك» للقاهرة، سُجّل انفتاح اعلامي مصري على دمشق تمثّل في زيارة وفد إعلامي كبير، بالتنسيق مع الخارجية المصرية، في 20 الشهر الماضي، العاصمة السورية حيث التقى عدداً من المسؤولين وجال على بعض المحافظات السورية.
وخلال الزيارة، أجرى وزير الخارجية «وليد المعلم» حوارات مع رؤساء تحرير صحف مصرية، ومع قناة «النهار»، في أول إطلالة لمسؤول سوري على التلفزيون المصري منذ خمس سنوات.
ودعا «المعلم» القاهرة إلى لعب دور في حل الأزمة السورية، وكشف عن تعاون أمني مشترك لمكافحة الإرهاب، وهاجم تركيا وجماعة الإخوان المسلمين. وقد أغضبت الزيارة الدوحة التي شنّت، عبر قناة «الجزيرة»، هجوماً حاداً على القاهرة.
وعلمت «الأخبار» أن رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء «علي مملوك» زار مسقط مؤخراً في إطار البحث في الدور العُماني بتوفير مسعى عربي جدي للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وزار وزير الخارجية السوري «وليد المعلم» مسقط مطلع الشهر الماضي والتقى نظيره العماني «يوسف بن علوي».
وكانت زيارة «المعلم» للسلطنة الأولى لمسؤول سوري إلى دولة خليجية منذ اندلاع الأزمة السورية. علماً أن مسقط لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع دمشق.