عقد وفدا الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" أول جلسة مفاوضات مباشرة بالعاصمة القطرية الدوحة، أمس الثلاثاء، فيما أعلن مجلس الأمن الدولي دعمه لهذه المفاوضات التي سيسعى خلالها الطرفان للخروج باتفاق ينهي الحرب.
وخلال الجلسة، استمع كل فريق إلى كلمات الفريق الآخر وسط توصيات من قادة الأطراف المختلفة بالتحلي بالصبر، وفقا لما نقلته قناة "الجزيرة" عن مصدر قالت إنه مقرب من وقائع مفاوضات الدوحة.
وأضاف المصدر أن القادة الأفغان اتفقوا على مواصلة الاجتماعات وحل المشكلات التي تواجههم عبر التفاوض والحوار.
كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة مصغرة تضم عضوين من كل وفد بهدف التواصل وتذليل العقبات، واستكمال مناقشة آليات التفاوض والإطار الزمني.
وكان ممثلو "طالبان" والحكومة الأفغانية قد شكلوا، بعد الانطلاقة الرسمية لمحادثات الدوحة السبت الماضي، لجنة اتصال مؤلفة من 10 أشخاص، عقدت أولى اجتماعاتها الأحد.
وقال الناطق باسم وفد طالبان "محمد نعيم" إن الاجتماع الذي ناقش أجندة المفاوضات الأفغانية الأفغانية، والجدول الزمني لها، كان جيدا.
وفي نيويورك، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يرحب ببدء المفاوضات الأفغانية في الدوحة.
كما يدعو القرار، الذي أعدته ألمانيا وإندونيسيا، إلى اتخاذ تدابير لبناء الثقة، من بينها الحد من أعمال العنف، ويمدد ولاية بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، المعروفة اختصارا بـ"يوناما"، حتى 17 سبتمبر/أيلول من العام المقبل.
لكن المجلس عبر عن قلقه من المستوى المرتفع للعنف في أفغانستان، خاصة من حيث الخسائر في صفوف المدنيين، وشدد على أنه لا ينبغي لـ"طالبان"، أو لأي طرف آخر أن يدعم إرهابيين ينشطون داخل أفغانستان أو في أي بلد آخر.
والأحد، التقى أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، بممثلين عن الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، وأبدى تمنياته لهم بالنجاح في محادثات السلام الجارية في الدوحة.
وكان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، أكد أنه يريد إنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة منذ ما يقرب من 20 عاما، عندما غزت واشنطن أفغانستان.
وتعاني أفغانستان حربا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي بحكم "طالبان"، لارتباطها - آنذاك - بتنظيم "القاعدة"، الذي تبنى هجمات في الولايات المتحدة، يوم 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
