هآرتس: هذا ما خسرته مصر والأردن جراء التطبيع الإماراتي البحريني

الجمعة 18 سبتمبر 2020 07:07 م

اعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن مصر والأردن تشعران بمخاوف من اتفاقيتي التطبيع التي وقعتهما الإمارات والبحرين مع (إسرائيل) قبل أيام.

مبعث القلق، كما يقول المحلل الإسرائيلي "تسفي برئيل"، في مقاله بالصحيفة، أن القاهرة وعمّان تشعران بأن تلك الاتفاقيات تراجع ملموس في مكانة الدولتين لدى الولايات المتحدة، وتضر بقدرتيهما على التأثير على مواقف وسياسات (إسرائيل).

لكن مصر والأردن، لا تملكان الكثير للاعتراض أو إبداء المخاوف العلنية، بحسب "برئيل"، فإن المساعدات الإماراتية واستشاراتها الضخمة في مصر إلى جانب كون النظام المصري جزءا من الحلف السعودي - الإماراتي ضد الحوثيين في اليمن، فضلاً عن شراكته مع الإمارات في الحرب في ليبيا  ضد حكومة الوفاق، كلها أسباب تلزم النظام المصري بالدفاع عن اسم الإمارات، وصد كل انتقاد ضدها وتفضيل المصلحة الاقتصادية - العسكرية على وحدة الموقف العربي الذي يطالب بإنقاذ فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.

ويرى الكاتب أن الأردن لا يختلف حالا عن مصر، فقد تلقت عمّان في العام الماضي 300 مليون دولار مساعدات من الإمارات، وحصلت في السنوات الأخيرة على مساعدات تصل لنحو 1.5 مليار دولار، ناهيك عن أن 300 ألف مواطن أردني يعملون في الإمارات ويحولون سنوياً ما يوازي ملياري دولار.

وأضاف أن مصر والأردن كانتا، إلى الآن، المفضلتين في واشنطن، وحظيتا ليس فقط بالدعم الساسي، وإنما أيضاً بدعم مالي سخي: "مصر بسبب معاهدة كامب ديفيد، والأردن بفضل التعاون الأمني الوثيق مع إسرائيل".

وأضاف أن "الأهم من ذلك هو علاقاتهما المميزة مع إسرائيل، والتي كانت رافعة لتأثيرهما على سلوك القدس في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي الأماكن المقدسة، التي تقع تحت الوصاية الأردنية وفقاً للاتفاقيات مع الأردن".

وعلى سبيل المثال، تشعر مصر بالقلق من التقارير التي تتحدث عن ضغوط إماراتية على السودان لتسريع التطبيع مقابل دعم إماراتي وتعاون ومساعدات زراعية إسرائيلية، بعد أن كانت القاهرة هي أدارت المحور المصري السوداني في جزء من مواجهتها لسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا. وتخشى من أن تمنح الخرطوم أبوظبي دوراً كوسيط يضر بالمصالح المصرية.

وتتطلع أبوظبي أيضا إلى الاستثمار بكثافة في ميناء إيلات الواقع على ساحل خليج العقبة في البحر الأحمر، كنقطة لتفريغ صادراتها النفطية فيه، ومن هناك عبر أنبوب النفط التاريخي منذ أيام الشاه الإيراني، إلى ميناءي عسقلان وأشدود، بما يخفض بنحو 12-18% من البضائع والمنتوجات الإماراتية التي تمر عبر قناة السويس، وهو ما يمثل ضربة كبيرة للاقتصاد المصري.

وترتكز هذ المخاوف على مذكرة التعاون التي تم توقيعها بين الشركة المسؤولة عن ميناء إيلات وشركة "دي بي" الإماراتية، مؤخرا، لا سيما أن الشركة الإماراتية ستشارك في مناقصة شراء شركة أحواض السفن الإسرائيلية التي سيتم قريباً بيعها للقطاع الخاص.

ومع استثمار الرئيس المصري مليارات الدولارات لإنشاء تفريعة لقناة السويس، تم جمع قسم كبير منها عبر بيع سندات دين للمواطنين المصريين أنفسهم، ترى القاهرة أن هذا التطور يهدد كل الوعود والتعهدات التي قطعها "السيسي" نفسه في حينه بشأن الفوائد التي ستعود على مصر أيضاً من خلال بناء مراكز تجارية كبيرة، ومشاريع صناعية على شواطئ القناة.

وتساءل "برئيل": "ماذا سيكون مصير كل هذه التطلعات والآمال إذا قررت الإمارات تحويل صادراتها عبر ميناء إيلات؟".

وعلى الجانب الآخر، يرى "برئيل" أن الأردن قلقة من أن يؤدي اتفاق الإمارات والبحرين مع (إسرائيل)، وانضمام السعودية لاحقا، إلى تراجع الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس (المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ومجمل المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المحتلة)، لتصبح الرياض "صاحبة الشأن في كل المقدسات الإسلامية".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

التطبيع الإماراتي الإسرائيلي تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل

الإمارات.. ميثاق فلسطين ضد التطبيع يجمع 2 مليون و100 ألف توقيع

يديعوت أحرونوت تحتفي بتدريس الإمارات طلابها اتفاقية التطبيع

الشرق الأوسط بعد التطبيع.. السعودية أبرز الخاسرين وإسرائيل الرابح الأكبر

ملياردير إسرائيلي يكشف كواليس التطبيع.. كيف أطال لسانه على بن سلمان والسيسي؟

من مصر إلى الإمارات.. وقائع مسيرة التطبيع الكارثي مع إسرائيل

مصادر: قلق مصري كبير من تطبيع السودان مع إسرائيل

و. س. جورنال: الشعوب العربية لن تطبع مع إسرائيل.. ومصر خير مثال

صحيفة: لقاء سري بين وزيري خارجية إسرائيل والأردن

الإمارات الباب الخلفي للاستثمار الإسرائيلي بشركات الجيش والمخابرات المصرية