برلماني إيراني بدعو لتسليم إدارة الحج إلى «التعاون الإسلامي» لعدم كفاءة السعودية

الأحد 13 سبتمبر 2015 11:09 ص

قال عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني «باقر حسيني» إن السعوديين لا يملكون الكفاءة في إدارة شؤون الحج ويجب سلبها منهم ومنحها للجنة منبثقة من البلدان الإسلامية كمنظمة التعاون الإسلامي.

وأشار «حسيني»، في تصريح نقلته وكالة أنباء فارس الأحد إلى مقتل وإصابة عشرات الحجاج يوم الجمعة في المسجد الحرام، مرجعا ذلك إلى «عدم التعقل والفهم الصحيح للظروف حيث إن المعدات والرافعات الثقيلة كان ينبغي أن تنقل من أطراف المسجد الحرام، حيث لو كان الحادث قد وقع بعد انتهاء مراسم الحج وأثناء تجمع الحجاج لكانت الخسائر أكبر بكثير ولحدثت كارثة كبرى».

وقال إن «أي شخص عاقل لا يستسيغ ممارسة نشاطات إعمارية خلال هذه الأيام وهو ما يؤكد عدم تعقل الحكومة السعودية التي لايهمها سوى تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية ولا تولي أي اهتمام بالشؤون العقيدية والمعنوية بل تريد ممارسة الاستغلال وتحقيق منافعها الخاصة».

وأضاف عضو لجنة الأمن القومي، أنه بالنظر إلى أن الكعبة الشريفة تعود إلى العالم الإسلامي كله وليس لبلد ما، لذلك من الأفضل تسليم شؤون إدارة موسم الحج والمسجد الحرام إلى لجنة من البلدان الإسلامية كمنظمة التعاون الإسلامي.

وتابع «حسيني» قائلا أنه «بالنظر إلى شن السعودية هجوما على اليمن فقد فقدت الكفاءة اللازمة في إدارة شؤون موسم الحج وأن من يطلق على نفسه لقب خادم الحرمين الشريفين يمارس العدوان على المسلمين، لذلك يفتقد للصلاحية اللازمة في إدارة شؤون موسم الحج ما ينبغي للبلدان الإسلامية أن تتصدى لهذه الممارسات».

وأكد على ضرورة أن تتخذ وزارة الخارجية الإيرانية الخطوات اللازمة في الدفاع عن حقوق المسلمين وهو ما يعد أمرا واجبا وضروريا.

هجوم صحيفة إيرانية

ومن جانبها، هاجمت صحيفة «كيهان العربي» الإيرانية، المملكة العربية السعودية بعد حادث سقوط الرافعة، قائلة إنهم «ينشرون الموت حتى في بيت الله الحرام».

واتهمت الصحيفة السلطات السعودية، بأنها غير مؤهلة لإدارة هذا المكان العظيم قبلة المسلمين، وأن المتسبب بالحادث هو إهمال السلطات وعدم أهليتها، مشيرة إلى أن حادثة الحرم المكي أدمت قلوب المسلمين الذين شهدوا كيف سفح الدم المسلم البريء في صحن بيت الله الحرام، بحد قولها.

ولفتت إلى أنه رغم تحذير دائرة الأرصاد الجوية في مكة المكرمة من وقوع عواصف شديدة وأمطار غزيرة، فإن القائمين على المشروع لم يتخذوا أي إجراء احترازي متجاهلين هذا التحذير.

واستدركت بالقول، إن «الأنكى من ذلك أن هذه الرافعة التي هي الأكبر من نوعها منصوبة قبل شهر رمضان بلا عمل؛ ولو كان المشرفون على إدارة الحرم يتحلون ببعد النظر وأخذ الحيطة لأبعدوا هذه الرافعات قبل حلول موسم الحج درءا لأي خطر محتمل. فكيف وهم يعلمون علم اليقين أن مكة المكرمة تتعرض باستمرار للعواصف والأمطار الغزيرة ولم يحركوا ساكنا؟».

وتابعت الصحيفة هجومها قائلة، إن «ما يضاعف من مسؤولية آل سعود في تقصيرهم وتمهلهم عن القيام بالواجب هو اعتراف الأمير خالد بن فيصل أمير مكة بوجود خطأ في تثبيت الرافعة، وأن عدم اتخاذ إجراءات السلامة أدى إلى سقوط هذه الرافعة، ولولا جسر الطواف الذي وقعت عليه هذه الرافعة لسالت أنهار من الدماء في باحة المسجد الحرام وكفى الله المسلمين المزيد من الخسائر بالأرواح».

صحيفة «الرياض» ترد

وفي المقابل، ردت صحيفة «الرياض» في افتتاحيتها على هذه الادعاءات بالقول: «من المؤسف أن يستغل هذا الحادث قصدا أو من غير قصد من قبل تجار الأزمات من المغرضين أو الحاقدين أو الجهلة، الذين يهوون الاصطياد في المياه العكرة، لأغراضٍ الهدف منها زعزعة نفوس المطمئنين من الحجاج، وإشاعة وقوع قصور في أداء الجهات المعنية بالحج».

واضافت أن «المملكة اعتادت قبل انطلاق موسم الحج إثارة مثل هذه المواضيع من بعض وسائل الإعلام، التي تتبع صغار الزلل وتعمل على تضخيمها، فما بالنا بحادث أليم كالذي وقع أمس الأول. لقد وجدنا بعض وسائل الإعلام الغربية تحلل ما حدث بشكل علمي ومهني عندما تصف الحالة الجوية العنيفة التي ضربت مكة وتحديدا منطقة الحرم وكيف أدت هذه الظروف المناخية إلى وقوع 50 صاعقة وانخفاض درجة الحرارة في ساعتين لأكثر من 20 درجة نتيجة تلك الظروف، لكن المؤسف أن نجد بعض وسائل الإعلام في منطقتنا تخرج هذا الحادثة من سياقاتها وتوظفها بشكل مثير للاشمئزاز».

وتابعت الصحيفة قائلة «مع كثافة التداول المعلوماتي الحاصل اليوم بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، فيجدر بنا أن نكون أكثر وعيا ومسؤولية تجاه ما يصلنا وضرورة أن نخضع عقولنا لمعيار المعرفة والعلم، وضرورة أن نكون على ثقة بالجهود التي تبذل في سبيل إنجاح موسم الحج وضرورة الصبر من أجل الحصول على نتائج التحقيقات التي ستنشر في وقت لاحق وعدم استعجال أو ارتجال أي معلومات أو آراء قد تضر ولا تنفع».

يشار إلى أن حادثة المسجد الحرام وقعت الجمعة الماضية وأسفرت عن مقتل 107 وإصابة نحو 238 حاجا من مختلف البلدان الإسلامية، من بينهم 5 قتلى إيرانيين و7 آخرين مصابين.

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران حج

بالصور.. العاهل السعودي يتفقد موقع سقوط «رافعة الحرم» ويطمئن على المصابين

بدء إصلاح الأضرار الناجمة عن سقوط رافعة الحرم المكي

مسؤول سعودي: حادث سقوط الرافعة لن يؤثر على موسم الحج هذا العام

ارتفاع ضحايا سقوط الرافعة بالحرم المكي إلى 107 قتلى و238 مصابا

وفاة 87 شخصا وإصابة أكثر من 180 آخرين نتيجة سقوط رافعة بالحرم المكي

أمن الحرم والحوادث الطبيعية

«محمد بن نايف»: المملكة لن تسمح باستغلال موسم الحج لأغراض سياسية

قرابة مليوني حاج يقفون على صعيد عرفه لأداء الركن الأعظم من الحج

الطريق إلى مكة والقدس: كيف تهدد السياسة حرية الوصول إلى الأماكن الدينية؟