مستشار أردوغان يوجه رسالة شديدة اللهجة للحالمين بنظام السيسي

الخميس 1 أكتوبر 2020 09:51 ص

قال "ياسين أقطاي" مستشار الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إن الرسالة التي وجهها الأخير إلى الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" عبر قنوات استخباراتية "لم تنقطع يوما" أوّلها بعض السياسيين، ولم يفهمها الإعلاميون في مصر.

وأضاف "أقطاي"، في مقال نشره موقع "الجزيرة.نت"، أن السياسيين المصريين أولوا الرسالة على أنها علامة على أن تركيا عادت أخيرا لتقف في صف مصر، وأنها تحاول التودد إلى مصر، لدرجة البدء بتحضير قائمة بالمطالب لقبول العرض التركي.

واستشهد، في هذا الصدد، بما ورد على لسان وزير الخارجية المصري "سامح شكري"، الذي علق على الرسالة قائلا: "الكلمات اللطيفة لا تكفي، إننا ننظر إلى الأفعال".

وأوضح أن "شكري" كان يقصد بذلك انسحاب تركيا من سوريا والعراق وليبيا رغم أن هذه القضايا لا شأن لمصر بها.

وتابع مستشار الرئيس "أردوغان" قائلا: "من فرط الحماس تجاه هذه الفكرة، بدأ ممثلو الوسط الإعلامي بتقديم شروطهم قبل السياسيين، التي تنطلق من موقف تركيا من مصر".

وشملت المطالب، وفق "أقطاي"، المطالبة بتسليم المعارضين المصريين في تركيا، وإغلاق جميع القنوات التي أسسوها في إسطنبول؛ ووصلت إلى حد المطالبة باعتذار الرئيس "أردوغان" من "السيسي".

وعقب "أقطاي" على ذلك، قائلا: "ينطبق على هؤلاء المثل التركي القائل (الدجاجة الجائعة ترى عنابر القمح في أحلامها)".

وتساءل: "بأي أحلام غاص هؤلاء حتى يروا أردوغان يسلم هؤلاء الأبرياء الذين لجؤوا إليه إلى هذا النظام الظالم بعد ما عانوه من قهر وقمع في بلادهم؟ وما هي الحالة النفسية، التي تسيطر عليهم لدرجة جعلتهم يحلمون بأن أردوغان يعتذر من السيسي؟"

وتابع أقطاي: "وكيف لشخص مثل السيسي، الذي لم يتردد في قتل الآلاف من أبناء شعبه بلا رحمة، وتدمير حياة الملايين من المصريين، أن ينتظر الاعتذار من أحد في الوقت الذي هو مطالب فيه بالاعتذار من شعبه في المقام الأول؟".

وأكد: "على النقيض مما وقع تأويله، كان المقصود من رسالة أردوغان أن مصر تظن أنها بالوقوف ضد تركيا تستطيع إلحاق الضرر بمصالحها؛ لكنها في الحقيقة لا تضر سوى نفسها، ونحن نكن الاحترام للشعب المصري وتاريخه وهويته والقيم التي يمثلها".

وقال مستشار "أردوغان" إن "موقف نظام السيسي بخصوص ما يحدث في البحر المتوسط لا يخلو من الغرابة؛ فمن خلال هذه الاتفاقيات تسعى كل دولة لخدمة أكبر قدر من مصالحها باستثناء مصر، التي تشارك من خلال التنازل عن جزء كبير من حقوقها لصالح أطراف أخرى".

وذكر أن "الاتفاق المصري اليوناني يضر بمصلحة مصر بشكل واضح، ولا يضر بأي شكل من الأشكال بتركيا؛ لأنه لا يعنيها في شيء، ولا داعي لمثل هذه التصرفات اللاعقلانية من قبل الإدارة المصرية الحالية؛ لأنها بذلك يتضر شعبها وتاريخها وجيشها بشكل كبير".

وأضاف: "من الواضح أن مصر لا تسير وفق خطة سياسية موضوعة من قبلها، وإنما تحرّكها توجيهات خارجية، ناهيك عن أنه لا فائدة ترجى لتركيا من إقامتها علاقات مع نظام السيسي في الوقت الحالي لعدة أسباب من بينها غياب بيئة اقتصادية في مصر تشجع على الاستثمار".

 وتابع: "بالنظر إلى السبب الذي يقف وراء إيقاع مصر لنفسها في هذا المأزق، من الواضح أن الوقوف ضد تركيا كان مغريا".

ومضي قائلا: "فيما يتعلق بهذه النقطة بالتحديد، بعث الرئيس أردوغان رسالة إلى مصر أوضح فيها أن الخلافات المعروفة مع السيسي لا تحتم على مصر تبني مثل هذا الموقف، الذي من شأنه أن يضر بحقوق المصريين في البحر المتوسط، مشيرا إلى أنهم غير مجبورين على ذلك، وقد وصلت هذه الرسالة من خلال قنوات تواصل استخباراتية لم تنقطع يوما".

 وخلص "أقطاي" في مقاله قائلا: "لا تتمتع مصر اليوم باستقلال حقيقي يسمح لها بممارسة سياستها الخاصة، ما يحرمها من الإرادة الحرة، التي تمنحها حق اختيار إنشاء علاقات مع تركيا تخدم مصالحها؛ لهذا السبب، يقحم السياسيون المصريون أنفسهم في مسائل أساؤوا فهمها خدمة لمصالح الداعمين لهم، وذلك من خلال المطالبة بتحقيق أجندات بعيدة كل البعد عن الشأن المصري، وهم بهذا الشكل يحاولون ترفيع مكانتهم لدى الأطراف المانحة، ويُعلنون بأمر من المحور الممول لهم عن طي صفحات مرحلة لم تبدأ بعد".

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

ياسين أقطاي عبدالفتاح السيسي العلاقات المصرية التركية

أردوغان: سنواصل رفع رايتنا في منطقة الخليج إلى الأبد

شكري ردا على مستشار أردوغان: مصر لم ولن تفرط في نقطة واحدة من مياهها