استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لبنان.. مبادرة ماكرون و«ما بعد المجهول»

السبت 3 أكتوبر 2020 06:53 ص

لبنان..  مبادرة ماكرون و«ما بعد المجهول»

بمجرد تقديم مصطفى أديب خطاب اعتذاره عن تشكيل الحكومة كان رد الفعل المباشر هو التساؤل: ماذا بعد؟ وإلى أين يتجه لبنان؟

إذا خسر ترامب انتخابيا سيكون وزن إيران أقوى وكذلك وزن «حزب الله» وسيقدم ردا قويا وعمليا على اتهامات ماكرون القاسية للحزب.

الحرب في لبنان ستفرض توازن قوى جديد لمصلحة «حزب الله» وإيران أو لمصلحة إسرائيل وأمريكا مما سيهمش مبادرة ماكرون.

*     *     *

ولم يجد البعض من إجابة إلا القول إن لبنان «يتجه إلى المجهول»، إجابة بائسة، بقدر ما هي يائسة، لأن أقدار الأمم والشعوب لا تتوقف عن التحرك دائماً إلى الأمام مهما كانت العقبات، وربما يأتي الانفراج وسط كل عتمة هذا المجهول.

ولعل هذا ما يشغل الكثير من اللبنانيين للبحث عن مستقبل لبنان بعد عبور هذا النفق المجهول، ولعل في أول رد فعل للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على اعتذار مصطفى أديب ما يحمل مؤشرات لذلك.

ففي مؤتمره الصحفي الذي عقده عقب إبلاغه هذا الاعتذار، ورغم أنه كان عصبياً ومتوتراً، إلا أنه كشف عن توجه فرنسي ثابت نحو لبنان من أجل «تخليق الأمل» بتأكيده على أن «خريطة الطريق الفرنسية هي الخيار الوحيد ولا تزال مطروحة».

لكنه كان في الوقت نفسه أكثر تحديداً في تحميل مسؤولية إفشال مهمة أديب في تشكيل الحكومة لأطراف بعينها، وكان حريصاً دائماً على تجنب الصدام معها على مدى ما يقرب من شهرين من كارثة انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب الماضي.

في هذا المؤتمر الصحفي قال ماكرون إن ما حدث في الأيام القليلة الماضية يوضح أن «الطبقة السياسية اللبنانية لا تريد احترام تعهداتها لفرنسا»، وزاد بالقول: «أراد البعض تعزيز معسكرهم وليس قوة لبنان بجعل تشكيل الحكومة قضية طائفية».

ويبدو أنه قرر الدخول في مواجهة صريحة خلال الأسابيع الستة التي أعطاها كمهلة أخرى، (وربما لا تكون أخيرة)، لتشكيل حكومة جديدة في إطار المبادرة الفرنسية، وقال إن «حركة أمل وحزب الله في لبنان قررا أنهما لا يريدان التغيير، وتعنّتا في تسمية وزرائهما».

واعتبر أن «حزب الله لا يمكن أن يكون في الوقت نفسه جيشاً يحارب إسرائيل، ومجموعة تحارب في سوريا، وحزباً يحظى باحترام في لبنان، عليه أن يثبت أنه يحترم اللبنانيين. وفي الأيام الأخيرة أظهر بوضوح عكس ذلك». كما أنه أشار إلى «أنه لا يمكن أن يكون حزب الله ميليشيتا عسكرية وحزباً سياسياً مسؤولاً».

هكذا حدد الرئيس الفرنسي أبرز معالم تحركه في الأسابيع القادمة. فالواضح أنه لن يكون وسيطاً بعد أن بات أقرب إلى مواقف الفريق اللبناني الآخر، وحديثه عن الحزب باعتباره «ميليشيات عسكرية»، وانتقاده لأدوار الحزب في القتال ضد إسرائيل، والقتال في سوريا يعني أنه يتبنى مواقف الأطراف اللبنانية الداخلية، وأطراف أخرى خارجية، وبالتحديد الولايات المتحدة، وإسرائيل التي تطالب بنزع سلاح «حزب الله» كشرط أساسي للتسوية السياسية في لبنان.

مثل هذه التسوية يمكن أن تفاقم الأزمة اللبنانية، والدفع بها إلى مآلات الأزمات العربية الأخرى المتفاقمة في أخطارها المؤجلة في حلولها، لأن إيران، وهي الطرف الإقليمي الآخر الداعم لحزب الله، لن تقبل بتسوية من هذا النوع، ولن تسمح بها.

ومن ثم سيتفاقم الاستقطاب اللبناني الداخلي، جنباً إلى جنب من الاستقطاب الدولي الإقليمي، وسيبقى حل الأزمة اللبنانية معلقاً بمآلات التطورات المحتملة في الأزمة الأمريكية- الإيرانية.

لذلك، هناك من يرجح أن الأسابيع الستة التي حددها ماكرون كمهلة أخرى لإنجاح مبادرته لم تكن اعتباطية، فخلال هذه الأسابيع، خاصة في نهايتها، سوف يتكشف الكثير من الغموض الذي يكتنف الأزمة اللبنانية، حيث من المحتمل أن يواجه لبنان أياً من هذين الاحتمالين:

- الأول، أن تفجر الولايات المتحدة وإسرائيل حرباً ضد إيران، ربما يكون لبنان ساحتها الرئيسية، على أمل أن تكون مثل هذه الحرب بمثابة «رافعة» لفرص الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الانتخابات التي ستتم يوم 3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

- الاحتمال الثاني، فهو أن تشهد نهاية هذه الأسابيع فشلاً انتخابياً للرئيس ترامب، وهذا معناه إعادة مراجعة كل الأجندة الأمريكية في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها العلاقة مع إيران، ومن ثم يمكن الهبوط بسقف التصعيد في الأزمة اللبنانية.

هذا يعني أن تحديد ماكرون لمهلة الأسابيع الستة لم يكن اعتباطياً، لكن حدوث أي من الاحتمالين المشار إليهما سيضع نهاية مؤسفة للوساطة الفرنسية، وللدور الفرنسي، لأن الحرب في لبنان ستحدث حتماً معادلة توازن قوى جديدة، ربما تكون في مصلحة «حزب الله» وإيران، وربما تكون في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة، وفي الحالتين لن يكون للمبادرة الفرنسية دور محتمل في تحديد مستقبل لبنان بعد هذه الحرب.

وفي حال فشل الرئيس ترامب انتخابياً، سيكون وزن إيران أقوى، وسيكون وزن «حزب الله» أقوى هو الآخر بالتبعية، وسيكون في مقدوره الرد القوي والعملي على الاتهامات القاسية التي وجهها ماكرون للحزب.

وعندها سيكون الطرف الفرنسي هو الطرف الأكثر حرصاً على البحث عن إيجاد «مآل أكثر أمناً» للأزمة اللبنانية من أعماق المجهول الذي تغرق فيه الأزمة.

* د. محمد السعيد إدريس باحث بمركز الأهرم للدراسات.

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

ماكرون يدعو لضم السعودية للاتفاق النووي.. وينوي زيارة لبنان