اتهم مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق، "جون برينان"، الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وصهره ومستشاره "جاريد كوشنر"، ومسؤولين بالبيت الأبيض بالسماح لولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" بتنفيذ اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".
وقال "برينان"، خلال مقابلة مع "سي إن إن" الأمريكية، إن "علاقة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية علاقة مهمة ويجب مواصلتها، بسبب المصالح الأمريكية الاستراتيجية والطاقة وغيرها من المسائل".
وتابع: "لكن على قدر أهمية هذه العلاقة فإن علينا محاسبة السعوديين وغيرهم على أي نوع من الفظائع التي ترتكب في حقوق الإنسان، لكن مع الأسف فقد منح دونالد ترامب وجاريد كوشنر والبيت الأبيض ولي العهد محمد بن سلمان تصريحا بهذا القتل المروع وتقطيع أوصال جمال خاشقجي".
وأضاف "برينان" أنه على الرغم من بعض الإصلاحات التي قام بها "بن سلمان" إلا أنه حاكم متسلط قام بقتل وتعذيب الكثير من السعوديين بمن فيهم الناشطات، وهو أمر للأسف تجاهله دونالد ترامب.. وعند سؤاله (ترامب): لماذا؟ بكل بساطة أجاب: المال".
وتابع: "دونالد ترامب يرى الحياة والعالم من خلال المال".
وفي رده على سؤال حول مدى تصديق "ترامب" لما وصلت إليه المخابرات الأمريكية بمسؤولية "بن سلمان" عن مقتل "خاشقجي"، أجاب: "بالتأكيد، وبحكم أنني عشت في السعودية خمس سنوات، فإن جريمة كهذه لا يمكن أن تحدث دون أن يتم التصريح بها من أعلى السلطات. ولا أعتقد أنه من الممكن أن يُقدم الملك سلمان على فعل كهذا مطلقا، لكن نجله ولي العهد يسيطر على أجهزة الأمن والمخابرات، وهذا ما يعرفه جيدا دونالد ترامب ويواصل السماح لهؤلاء الحكام المتسلطين بفعل أشياء مروعة، وهو لا يقبل هذه التصرفات وحسب بل يشجعها من خلال كلماته وأفعاله".
Former CIA Director @JohnBrennan: “We have to hold the Saudis as well as others to account for any type of human rights atrocities… [But] Donald Trump and Jared Kushner and the White House have given MBS… a pass for that horrific murder and dismemberment of Jamal Khashoggi.” pic.twitter.com/IqpbLG0yxl
— Christiane Amanpour (@camanpour) October 9, 2020
يذكر أن الكاتب الأمريكي، "بوب وودوارد" قال، في كتاب جديد له تحت عنوان "غضب"، إن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تفاخر بأنه حمى "بن سلمان" من عملية فحص دقيق، كان سيخضع لها من قبل الكونجرس، بعد اغتيال "خاشقجي".
ووفقا لكتاب "وودوارد"، فإن "ترامب" اتصل به في 22 يناير/كانون الثاني، بعد فترة قصيرة من حضوره المنتدى الاقتصادي في دافوس بسويسرا، وخلال المحادثة ضغط الصحفي المخضرم، على الرئيس للحديث معه عن قضية "خاشقجي".
وقال "وودوارد" لـ"ترامب" خلال محادثتهما: "الناس في واشنطن مستاؤون من مقتل خاشقجي.. لقد قلت إن عملية قتل خاشقجي من أكثر الأشياء وحشية، قلتها بنفسك".
ورد "ترامب" قائلا: "لكن إيران تقتل 36 شخصا يوميا"، وهنا عاد "ووداورد" وواصل ضغطه على "ترامب" بشأن دور "بن سلمان" المحتمل في إصدار الأمر بقتل "خاشقجي"، فعلق "ترامب" قائلا بفخر: "لقد أنقذت (مؤخرته) تمكنت من إقناع الكونجرس بتركه وشأنه.. ودفعتهم للتوقف عن ملاحقته".
وكانت وكالات استخبارات غربية كثيرة، بينها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، قد تحدثت بشكل مباشر عن أن "بن سلمان" يتحمل المسؤولية كاملة عن اغتيال "خاشقجي"، لكن "ترامب" لم يأخذ ذلك على محمل الجد، لاعتبارات تتعلق بعلاقته مع ولي العهد وحاجته إلى إنعاش الاقتصاد الأمريكي باستثمارات وصفقات سعودية.
وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قتل "خاشقجي" داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، وباتت القضية من بين الأبرز والأكثر تداولا في الأجندة الدولية منذ ذلك الحين.
وعقب 18 يوما من الإنكار، قدمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للحادث، أعلنت مقتل "خاشقجي" إثر "شجار مع سعوديين"، وتوقيف 18 مواطنا في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة حتى الآن.