مذبحة انتخابية مرتقبة للجمهوريين في مجلس الشيوخ

الخميس 15 أكتوبر 2020 10:06 م

يبدو أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ليس الجمهوري الوحيد المعرّض للخطر في الانتخابات. فبينما يتراجع سيد البيت الأبيض في الاستطلاعات قبل 20 يوما على الاقتراع، يكافح حزبه للمحافظة على الأغلبية التي يحظى بها في مجلس الشيوخ.

وقد يكون من الصعب تحقيق هذا الهدف في وقت يبتعد بعض الموالين للحزب عن الرئيس وطريقة تعاطيه مع أزمة تفشي كوفيد-19، بينما ينظّم الديمقراطيون حملات قوية في الولايات التي تعد حاسمة بالنسبة لنتيجة الانتخابات.

وتفاقم أول مناظرة لـ"ترامب" واجه فيها خصمه الديمقراطي "جو بايدن"، والتي رفض الرئيس خلالها إدانة النزعات القومية لشريحة من البيض، إضافة إلى خطوته المثيرة للجدل لترشيح قاضية جديدة لتولي مقعد في المحكمة العليا مع اقتراب موعد الاقتراع، الضغط على الجمهوريين الذين ينوون الترشح في انتخابات على نطاق أصغر.

وبين الشخصيات الجمهورية التي تواجه صعوبات السيناتور "ليندسي جراهام"، وهو يترأس جلسات الاستماع لتثبيت مرشحة "ترامب" للمحكمة العليا "إيمي كوني باريت". ويخوض "جراهام" معركة من أجل مسيرته السياسية في كارولاينا الجنوبية في وجه خصم يحظي بتمويل كبير بدرجة غير متوقعة.

ويحظى الجمهوريون بغالبية 53 مقعداً في مجلس الشيوخ مقابل 47، لكنهم يتخلّفون في أربعة سباقات انتخابية على مقاعد يسيطر عليها الجمهوريون بينما لا يبدو أنهم في وضع جيد في سباقات غير معروفة النتائج في خمس ولايات أخرى.

وإذا فاز الديمقراطيون بثلاثة مقاعد وبالبيت الأبيض في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، فسينتزع الحزب مجلس الشيوخ، بينما يكون لنائبة الرئيس "كامالا هاريس" القول الفصل في حال تعادلت الأصوات (50 مقابل 50).

وقال السيناتور عن ديلاوير "كريس كونز"، الحليف المقرّب من "بايدن"، لفرانس برس في وقت متأخر الثلاثاء، "أشعر بالتفاؤل" حيال فرص الديمقراطيين.

وأضاف "أعتقد أنه إذا جرت الانتخابات اليوم، فسيسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ".

وأشار موقع التحليلات الإحصائية "فايف ثيرتي إيت.كوم" إلى أن فرص الديمقراطيين في استعادة مجلس الشيوخ تبلغ 68 من 100.

"مذبحة بمقاييس ووترجيت"

وحتى السناتور المحافظ "تيد كروز" الموالي لترامب حذّر على التليفزيون الوطني من أن الجمهوريين قد يواجهون "مذبحة بمقاييس ووترجيت" في نوفمبر/تشرين الثاني.

وأما السناتور عن تكساس "جون كورنين"، الذي يخوض معركة أصعب من المتوقع لإعادة انتخابه، فامتنع عن القول إن على الجمهوريين الذين يواجهون صعوبات التخلي عن "ترامب" حتى لا يتسبب بهزيمتهم.

وقال لفرانس برس "إنه يحظى بشعبية كبيرة في بعض هذه الولايات، لذا أعتقد أن ذلك سيكون قرارا سيئا".

لكن كورنين رفض توضيح إن كان الرئيس يشكّل دعما له في تكساس.

وقال "آمل بأن يكون أدائي بأفضل منه في الولاية".

وأما السيناتور الذي يرجّح أن يخسر مقعده فهو الديمقراطي دوغ جونز في ألاباما المحافظة. وباستثنائه، يتوقع الديمقراطيون تحقيق مكاسب.

وتعد أريزونا وكولورادو ومين الولايات الثلاث التي تميل للديمقراطيين منذ شهور، ويخشى الجمهوريون من أن يضر بهم الرئيس.

وسُئلت السناتورة عن أريزونا مارثا ماكسالي والسيناتور عن كولورادو "كوري جاردنر" في مناظرات مؤخرا مع منافسيهما الديمقراطيين إن كانا فخورين بدعمهما لترامب. وتجنّب كلاهما الإجابة.

وقالت "ماكسالي"، الطيارة العسكرية المتقاعدة التي تتخلّف عن رائد الفضاء "مارك كيلي" بثماني نقاط في الاستطلاعات "أشعر بالفخر لقتالي من أجل أريزونا كل يوم".

وأما "سوزان كولينز" من ميْن، الولاية التي صوتت على غرار كولورادو لصالح منافسة الرئيس "هيلاري كلينتون" في 2016، فوقفت مؤخرا في وجه الرئيس إذ عارضت محاولته الدفع بمرشحته للمحكمة العليا قبل وقت قصير من موعد الانتخابات.

لكن "ساره جدعون"، رئيسة برلمان ميْن الديمقراطية التي تنافس كولينز، فتصدرت كل استطلاع مهم تقريبا جرى في الولاية هذا العام.

كما أن كارولاينا الشمالية تميل إلى اليسار، حيث خسر الجمهوري "توم تيليس"، الذي على غرار "ترامب" أصيب بفيروس كورونا المستجد مؤخرا، 4.3 نقاط في الاستطلاعات لصالح "كال كانينجهام".

وجاء ذلك على الرغم من فضيحة رسائل نصية جنسية أقر بها كانينجهام.

انتخابات غير معروفة النتائج

لطالما أظهرت خارطة مجلس الشيوخ لعام 2020 تفضيل الديموقراطيين، في وقت يدافعون عن 12 مقعدا مقابل 23 للجمهوريين.

لكن اليوم حتى ولايات مثل أيوا وجورجيا وكارولاينا الجنوبية ومونتانا تبدو غير معروفة النتائج، في تطور استثنائي بالنسبة للديمقراطيين.

وهناك مقاعد أخرى قد تدخل السباق بما فيها تكساس وألاسكا وكانساس وحتى مقعد زعيم الغالبية الجمهورية "ميتش ماكونيل" في كنتاكي.

وفي كارولاينا الجنوبية، يبدو أن "جراهام" أمام مشكلة سياسية مزدوجة إذ يجد نفسه بين ولائه لترامب وتراجعه عن تعهّده عدم المضي قدما بترشيح قاض للمحكمة العليا خلال عام الانتخابات.

وقال "جراهام" الثلاثاء "في ما يتعلّق بكيفية تأثير ذلك على الانتخابات، فسنعرف مع مرور الوقت".

لكنه تجاهل المؤشرات إلى أن إدارته لعملية تثبيت القاضية قد تكلفه مقعده في مجلس الشيوخ.

وأصر على أن "هذه ليست حتى فكرة بعيدة بالنسبة لي. ثقوا بي، أعرف كارولاينا الجنوبية. أيمي باريت مناسبة لكارولاينا الجنوبية".

في الأثناء، يتقدم خصمه جيم هاريسون. وأعلن الديموقراطي أنه جمع 57 مليون دولار في الفصل الثالث من العام، محطّما المبلغ القياسي الفصلي السابق لأي مرشح لمجلس الشيوخ الأمريكي.

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

الجمهوريون ترامب ووتر جيت

إلهان عمر: الجمهوريون سيفقدون عقلهم لو تم ترشيح مسلمة للمحكمة العليا

احتجاجات مقتل بليك.. الجمهوريون للأمريكيين: ترامب أو الفوضى

الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي معلقة حتى يناير