كشفت مصادر مطلعة أن المسؤولين المصريين عبروا عن مخاوف كبيرة من أن عملية التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب قد تفقد القاهرة نفوذها في السودان.
وأوضحت المصادر أن رئيس الوزراء السوداني "عبدالله حمدوك" امتنع في البداية عن الموافقة على التطبيع مع إسرائيل، "لكنه وافق لاحقا بعد أن زادت الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة من حجم المساعدات التي ستمنحها للسودان"، وفقا لما نقلته صحيفة "مدى مصر" المصرية المستقلة.
وأضافت أن "حمدوك" كان يصر على أن التطبيع هو عملية تدريجية كانت تتبلور على مدى عامين، وذكر سابقا أن الحكومة الانتقالية "ليست مخولة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل"، مشيرا إلى أن "مثل هذه الخطوة يجب أن تأتي بعد تشكيل حكومة منتخبة ديمقراطيا"، لكنه بات الآن أقل قلقا بشأن رد الفعل المحتمل تجاه التطبيع.
وأشارت المصادر إلى أن بعض دوائر السلطة في القاهرة قلقة بشأن سماح التقارب الإسرائيلي مع السودان بتأسيس منظمات إغاثة، ما يمنح تل أبيب نفوذا كبيرا في السودان.
وزارت عدة وفود سودانية القاهرة خلال الأيام الأخيرة لاطلاع المسؤولين المصريين على تفاصيل المفاوضات مع إسرائيل. ومع ذلك، أشار مسؤول مصري مُقرب من أطراف السلطة الرسمية إلى أن مصر "منزعجة للغاية بشأن الموجة الثانية من التطبيع التي تلت اتفاقات التطبيع الإسرائيلية مع الإمارات والبحرين في الشهرين الماضيين، إذ لم يتم إبلاغ أو طمأنة مصر بشكل كاف عن الغاية الحقيقيّة لهذه الصفقة"، بحسب "مدى مصر".
ولفتت الصحيفة المستقلة إلى أن مصر لطالما كانت المُتحاور الرئيسي مع إسرائيل على مدى السنوات الأربعين الماضية، منذ أن أصبحت أول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل بعد معاهدة كامب ديفيد للسلام سنة 1979، لكن نفوذها تضاءل على مدى العقد الماضي، مع بروز الإمارات والسعودية كوسيطين إقليميين، ولذا فإن قرار الإمارات والبحرين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بمباركة السعودية، يهدد بتهميش نفوذ القاهرة في المنطقة.
وفي وقت سابق من الجمعة الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أن المسؤولين في واشنطن والخرطوم توصلوا إلى اتفاق بشأن إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بالإضافة إلى رفع العقوبات التجارية عنه المفروضة منذ سنة 2017.