اعتبر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن اتفاق التطبيع السوداني مع إسرائيل يعد بمثابة تحول تاريخي وفرصة استراتيجية بعيدة المدى.
وقال المعهد إن هذا الاتفاق تكمن أهميته بشكل أساسي في قيمته الرمزية، وليس في المكاسب المباشرة أو السريعة الخاصة بتطبيع العلاقات بين الشعبين.
وأضاف المركز أن تاريخية هذا الاتفاق، تعود إلى الرفض التاريخي للتطبيع الخاص بالسودان الذي دائما ما كان يعلن التزامه باللاءات الثلاث التي تم إقرارها على أرضه في القمة العربية بالخرطوم عقب حرب الأيام الستة عام 1967 والتي خلالها احتلت إسرائيل أراضي جديدة من فلسطين وسوريا ومصر.
و"اللاءات الثلاثة" التي تم إقرارها في قمة الخرطوم هي "لا سلام مع إسرائيل.. لا اعتراف بإسرائيل.. لا مفاوضات مع إسرائيل".
وأشار المركز إلى أنه "على المدى الطويل ، قد يكون موقع السودان كجسر بين شمال أفريقيا العربية وأفريقيا جنوب الصحراء مفيدًا اقتصاديًا ودبلوماسيًا لإسرائيل".
ومع ذلك، وفق المركز، فإنه "على المدى القصير، ونظرًا للدعم الشعبي السوداني المستمر للقضية الفلسطينية من جهة، والهشاشة السياسية العامة للبلاد منذ الإطاحة بالديكتاتور عمر البشير العام الماضي من ناحية أخرى، فمن غير المرجح أن يولد الاتفاق دفئا في العلاقات بين الشعبين مثلما هو متوقع من الاتفاقات الإسرائيلية الإماراتية والإسرائيلية البحرينية الموقعة في الأشهر الأخيرة".
وبين أن السودان كان حليفًا قويًا لإيران، وبالتالي فإن اعتبار الدولة الأفريقية التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة من بين أصدقاء إسرائيل، هو بالتالي تحول ملحوظ في التاريخ.
والجمعة الماضي، أعلن وزير الخارجية السوداني "عمر قمر الدين"، أن الحكومة الانتقالية وافقت على تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي.
وبذلك يصبح السودان الدولة العربية الخامسة التي توافق على تطبيع علاقاتها مع العدو الإسرائيلي، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين (2020).
