كثفت شركة أبل الأمريكية مساعيها  لاستبدال بحث جوجل على أجهزتها، حيث بدأت إظهار نتائج البحث الخاصة بها في نظام التشغيل "آي أو أس 14" (iOS 14).

وكانت أبل تستخدم نتائج من محرك البحث جوجل، لكنها بدأت حاليا البحث عن بديل لجوجل، وذلك وفقًا لتقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز.

وظهرت مؤشرات تلك المساعي بالفعل بعد التغييرات في نظام التشغيل "آي أو أس 14" في أغسطس/آب الماضي، كما كشف موقع "كوي ولف" (Coywolf) أن أبل بدأت توظف خبراء في البحث.

وجرى التعجيل بتلك الخطوات، في أعقاب رفع وزارة العدل الامريكية  دعوى قضائية ضد ما وصفته بالاحتكار الذي تمارسه جوجل في مجال البحث على الإنترنت.

وقالت الدعوى إن عملاق البحث يستخدم أساليب غير قانونية لحماية احتكارها للبحث.

وكشف تقرير صحيفة نيويورك تايمز أن جوجل تدفع لشركة أبل ما يقدر بنحو 8 إلى 12 مليار دولار سنويا كي تدمج أبل في منتجاتها محرك بحث جوجل.

والآن، تقول فاينانشيال تايمز إن دعوى مكافحة الاحتكار تلك دفعت شركة أبل إلى بدء العمل على محرك البحث الخاص بها بشكل أكثر إلحاحا.

كما تنقل الصحيفة عن خبراء قولهم إن برنامج "أبل بوت" (Applebot) أظهر نشاطا متزايدا في الأسابيع الأخيرة، مما يعني أنه يجوب الويب لجمع أكبر قدر من البيانات، والتي ستكون مفيدة في بناء محرك بحث.

و"أبل آبوت" هو من برامج "ماسح الويب" (web crawler)، التي تتصفح الشبكة العالمية بطريقة منهجية وآلية ومنظمة لتوفير بيانات حديثة لمحرك البحث.

وقد تعني الدعوى القضائية لوزارة العدل ضد جوجل أن الاتفاقية الحصرية بين جوجل وأبل ستنتهي، مما يمنح أبل حافزا جديدًا للتركيز على بناء منتج البحث الخاص بها.

وبالنسبة لشركة تحب التحكم في معظم جوانب منتجاتها (مثل أبل)، فيبدو كأن هذا الأمر لا يحتاج إلى تفكير، خاصة عند النظر إلى موارد أبل الهائلة، بحسب موقع "مشابل".

لكن نسخ أحد منتجات جوجل الناجحة ليس بالأمر السهل، وهذا ما تعلمته أبل بعد الإطلاق الأولي لتطبيق خرائطها "أبل مابس" (Apple Maps)، الذي عانى من عيوب كثيرة وضعف في الأداء مقارنة بتطبيق خرائط جوجل الأشهر (Google Maps).

وينطبق هذا بشكل خاص على عمليات البحث التي سيطرت عليها جوجل لمدة عقدين، مع وجود عدد قليل جدا من المنافسين الذين أثروا في حصتها في السوق.

 ولم تعلق أبل على رواية فاينانشيال تايمز، وقال بعض الخبراء إن أبل لا يمكنها اللحاق بجوجل عندما يتعلق الأمر بالبحث، لكن إذا ضغطت الحكومة الأمريكية بقوة في قضية الاحتكار المذكورة، فقد تضطر أبل إلى تجربة محرك البحث الخاص بها بشكل جدي.