المصالح أولا.. تقرير ألماني يستعرض أهم خلافات أردوغان وماكرون

الجمعة 30 أكتوبر 2020 05:37 م

استعرض تقرير لموقع "دويتشه فيله" الألماني، مواطن الخلاف بين الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" ونظيره التركي "رجب طيب أردوغان"، مشيرا إلى أنه ربما يكون للخلاف دوافع شخصية، لكنه بوجه الخصوص دليل على وجود نزاعات حول مصالح استراتيجية لكلا البلدين. 

ولفت التقرير إلى أن أهم النزاعات الحالية هي "السياسة التوسعية لتركيا"، والتي تواجهها في فرنسا معارضة قوية، بحيث أن البلاد تعتبر نفسها قوة نظامية في منطقة البحر المتوسط.

ففرنسا لا تريد القبول بحقيقة أن تركيا تقوم منذ شهور بالتنقيب عن الغاز في المياه قبالة قبرص والعديد من الجزر اليونانية؛ لأنها تطالب بالمناطق البحرية هناك لنفسها. 

ولهذا اختارت باريس علنا مساندة اليونان التي تعتبر الأنشطة التركية غير قانونية. 

أسباب اقتصادية

وإلى جانب مصالح استراتيجية، تلعب هنا أيضا أسباب اقتصادية دورا. وعُلم في سبتمبر/ أيلول الماضي 2020 أن اليونان تعتزم شراء 18 قطعة من المقاتلة الفرنسية "رافال". وهذه صفقة مهمة بالنسبة إلى شركة السلاح الفرنسية "داسو".

ليبيا

على صعيد الحرب في ليبيا توجد فرنسا وتركيا في معسكرين مختلفين. ففي الوقت الذي يدعم فيه "ماكرون" زعيم قوات "خليفة حفتر"، يقف الرئيس التركي إلى جانب الحكومة المعترف بها دوليا. 

وسياسة الحكومة الفرنسية في هذا الإطار مثيرة للجدل بين شركاء الاتحاد الأوروبي. وعلى هذا النحو عارضت فرنسا محاولة في بروكسل لإصدار قرار منتقد لـ"حفتر".

وبالنسبة إلى باريس، تبقى هنا أيضا مصالح اقتصادية في الواجهة. فشركات فرنسية تستغل موارد نفطية في شرق ليبيا، معقل الجنرال "حفتر"، ولاسيما شركة توتال النفطية التي تعمل في ليبيا منذ عقود.

وتركيا من جهتها تتطلع إلى دور ريادي بين الدول الاسلامية في منطقة البحر المتوسط، ودعم الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس. وبمساندة تركية نجحت في هذا العام بصد هزيمة عسكرية حاسمة في آخر لحظة ضد "حفتر".

ناغورني كاراباخ

وفي النزاع حول إقليم "ناغورني كارباخ" بين أرمينيا وأذربيجان، ترى الحكومة الفرنسية أنها مدعوة للتحرك. ويعيش في فرنسا 600.000 أرمني، وهي أكبر جالية أرمنية في المهجر. 

وكإحدى الدول الغربية الأولى، وضعت باريس إنكار القتل الجماعي بحق الأرمن في عام 2006 تحت التجريم.

وحتى لو أن باريس تتحفظ في تقديم الدعم المباشر وتحاول التوسط، فإن ساسة فرنسيين يحاولون باستمرار البحث عن التقارب مع الأرمن، في الوقت الذي تدعم فيه أنقرة أذربيجان بالأسلحة.

ويرفع الرئيس "ماكرون" في هذا النزاع اتهامات مباشرة ضد الحكومة التركية. وقال بأن أنقرة أرسلت مئات المرتزقة إلى منطقة الحرب، وبهذا تم تجاوز خط أحمر.

والضغط على الرئيس الفرنسي يأتي أيضا من داخل حزبه. فالعديد من نواب الجمعية العامة يطالبون الحكومة بالاعتراف باستقلال منطقة ناغورني كارباخ المتنازع عليها.

"ماكرون" و"أردوغان"

والعلاقات الشخصية بين رئيسي الدولة محطمة. ففي النزاع حول موارد الغاز في البحر المتوسط راهنت القيادة التركية على خطاب عنيف ووصفت "ماكرون" بأنه "يرغب أن يكون نابليون".

والخلاف حول الرسوم الكاريكاتورية للنبي "محمد" زاد من حدة الخصومة. حيث طالب ماكرون "باسلام التنوير" وقال بأن بلاده لن تتخلى عن تلك الرسوم "حتى لو تراجع آخرون عن ذلك".

وتدخل الرئيس التركي في الجدل واتهم "ماكرون" بمعاداة الإسلام، واقترح على الرئيس الفرنسي الخضوع لعلاج نفسي. وعلى إثرها استدعت باريس سفيرها من أنقرة بشكل مؤقت.

نزاع حول " شارلي إيبدو"

بعدما أعلنت الحكومة الفرنسية أنها ستتحرك بشكل أقوى ضد مجموعات إسلامية، رد "أردوغان" بالدعوة إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، وهذا مطلب يتم الترويج له حاليا في بلدان إسلامية أخرى.

والنسخة الجديدة لمجلة "شارلي إيبدو" من شأنها تأجيج هذا النزاع بنشر رسم كاريكاتوري يسخر من الرئيس التركي.

و"أردوغان" يعتبر أن مسؤولية هذا الرسم يتحملها الرئيس "ماكرون".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أردوغان ماكرون ليبيا شرق المتوسط

أردوغان عن ماكرون: بحاجة لاختبار عقلي