استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الغذاء مقابل التطبيع

السبت 31 أكتوبر 2020 05:31 ص

الغذاء مقابل التطبيع

هل سيكون على السوداني أن يثور مرة أخرى أو يعمل أجيرا بمزارع ومصانع إسرائيلية مقامة على أراضيه.

دولة الاحتلال بالتعاون مع عسكر السودان ومال أبوظبي السياسي ستكمل نهب ما تبقى من ثروات السودان زراعية أو حيوانية أو معدنية أو حتى بشرية.  

بيان مشترك لقادة أميركا وإسرائيل والسودان يؤكد أنه تم الاتفاق بين السودان وإسرائيل، على "بدء علاقات اقتصادية وتجارية مشتركة مع تركيز على الزراعة".

هل عجز السودان عن توفير القمح والذرة لمواطنيه ليتحجج النظام الحاكم بأن التطبيع مع الكيان الصهيوني جاء للحصول على خبر الاحتلال في الري والزراعة؟

*     *     *

هل عجز السودان، سلة غذاء العالم، عن توفير القمح والذرة لمواطنيه الجياع حتى تكون حجة النظام الحاكم في الخرطوم هي أن التطبيع مع الكيان الصهيوني جاء لصالح المواطن عبر الحصول على خبرة دولة الاحتلال في الزراعة وتكنولوجيا الري؟

وهل عجزت دولة اللاءات الثلاث، والبلد الزراعي منذ أكثر من 10 آلاف سنة، عن تدبير الخبز لمواطنيها حتى يخرج علينا نتنياهو ليؤكد نية بلاده تزويد السودان بحبوب القمح، بعد إعلان البلدين أنهما اتفقا على تطبيع العلاقات.

وهل عجزت (حكومة الثورة) عن حل أزمة الخبز التي كانت أحد أسباب خروج السودانيين على البشير، والاهتمام بقطاع الزراعة الواعد، والاستفادة من أكثر من 280 مليون فدان، من الأراضي الصالحة للزراعة لصالح المواطن، حتى يخرج علينا بيان مشترك لقادة أميركا وإسرائيل والسودان يؤكد أنه تم الاتفاق بين البلدين، السودان وإسرائيل، على "بدء علاقات اقتصادية وتجارية مشتركة، مع التركيز مبدئياً على الزراعة".

ببساطة، لن تقدم حكومة الاحتلال خبرات كبيرة للمزارع السوداني الذي سيرفض أصلا هذا التطبيع المفروض عليه من قبل السلطة الحاكمة، ليكرر بذلك تجربة شعبي مصر والأردن في الرفض القاطع للتطبيع الاقتصادي.

وفي المقابل ستسعى دولة الاحتلال بطل طاقتها إلى الاستفادة من التطبيع لصالحها، خاصة وأن عين تل أبيب ومنذ سنوات على الأراضي الخصبة والمياه الوفيرة والأيدي العاملة الرخيصة في السودان، وأنها سعت لاستغلال خيرات دولة اللاءات الثلاث وتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح والأغذية عبر زراعة مساحات ضخمة في السودان، لكن رفض الأنظمة السودانية السابقة التطبيع معها حال دون تنفيذ هذه الخطط.

قد يشهد السودان في ظل التطبيع إقامة مشروعات إماراتية إسرائيلية يتم من خلالها زراعة عشرات آلاف الأفدنة، على أن تصدر تل أبيب الغذاء السوداني لدول العالم فيما يحرم منه المواطن الذي سيواصل عملية البحث عن رغيف خبز والوقوف في طوابير طويلة أمام الأفران، وبذلك تكون أبوظبي وتل أبيب المستفيدتين من خيرات السودان، لا الشعب السوداني الذي سيعمل أجيرا في هذه المشروعات.

النتيجة النهائية للتطبيع هي أن دولة الاحتلال، وبالتعاون مع عسكر السودان ومال أبوظبي السياسي الوفير، ستكمل نهب ما تبقى من ثروات السودان سواء كانت زراعية أو حيوانية أو معدنية أو حتى بشرية، وعلى السوداني أن يثور مرة أخرى، أو يعمل أجيرا لدى المزارع والمصانع الإسرائيلية المقامة على أراضيه.

* مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان، تطبيع، غذاء، إسرائيل، أبوظبي،

بعد موجة التطبيع.. نتنياهو: نحدث ثورة في الشرق الأوسط