تتعرض السلطات الصحية المحلية  في ألمانيا لضغوط غير مسبوقة جراء الموجة الثانية لتفشي فيروس كورونا المستجد، إذ بلغت عودة انتشار الإصابة بالفيروس معدلات تنذر بالخطر، ونتيجة لذلك تعكف بعض حكومات المدن على إجراء تغيير جذري في استراتيجياتها.

وقال "ستيفن سيبرت"، المتحدث باسم المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل": "هناك زيادة كبيرة في الإصابات الجديدة، ونسبة الحالات بين السكان المسنين آخذة في الازدياد، والمستشفيات وأقسام العناية المركزة تمتلئ بمرضى كوفيد-19"، وفقا لما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز".

و أضاف: "في كثير من المجتمعات لم يعد من الممكن إجراء تتبع مناسب للمخالطين. أعداد الإصابات مرتفعة للغاية".

وفي السياق، قال مسؤولون في برلين الأسبوع الماضي، وهي واحدة من أسوأ بؤر فيروس كورونا في ألمانيا، إنهم سيتركون الأمر الآن للأفراد المصابين لعزل أنفسهم وإبلاغ كل من كانوا مخالطين بهم لإجراء الاختبار الفيروسي، وهي الوظيفة التي كانت تقع في العادة على عاتق السلطات الصحية.

وأوضحت وزيرة الصحة في برلين "ديليك كالايشي": "إننا نركز بشكل أكبر على المسؤولية الفردية"، مضيفة أن اقتفاء أثر المخالطين سيتم الآن للمجموعات المعرضة للخطر مثل مرضى المستشفيات وسكان دور الرعاية أو المشردين.

وأشار "نيكولاي سافاسكان" مسؤول السلطة الصحية في منطقة نويكولن الجنوبية في برلين، إلى أن التتبع الفردي للمخالطين نجح في مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين، عندما كان الوباء في بداية انتشاره بألمانيا، "لكن عمل التحري المفصل هذا لا يناسب الموقف الذي يكون فيه مصدر العدوى منتشرا ومتفشيا على مساحة كبيرة" حسب قوله.

وأضاف: "لا يزال احتواء الفيروس عنصرا أساسيا في استراتيجيتنا، لكن لم يعد بإمكاننا أن نكون دقيقين للغاية في تتبع المخالطين".

ومن جانبه، قال "رينيه جوتشالك"، مسؤول السلطة الصحية في فرانكفورت، إنه يتخذ نهجا مشابها، مبينا أن إدارته تركز الآن على الأشخاص المصابين الذين يعيشون مع أقارب مسنين أو شريك مريض، وتتجاهل تفشي الفيروس في العائلات الشابة، وفقا لما أوردته قناة "زد دي إف تي في" الألمانية.

وبعد يوم واحد فقط من ظهور "جوتشالك" على شاشة التلفزيون، أبلغت ألمانيا عن 14 ألفا و714 إصابة جديدة يوم الثلاثاء الماضي، وهو رقم قياسي.

يشار إلى أن عدد المصابين بفيروس كورونا حول العالم تجاوز حاجز 46 مليونا، وأدى الفيروس إلى وفاة أكثر من مليون و200 ألف، وسط مخاوف من تداعيات كارثية للموجة الثانية من تفشي الوباء.