تلجراف: تركيا صنعت مجدا جديدا بعد حرب أذربيجان وأرمينيا

الأربعاء 11 نوفمبر 2020 04:42 م

قالت صحيفة "تلجراف" البريطانية إن تركيا هي الرابح الأكبر من الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، معتبرة أن شهرة أنقرة ومجدها سيرتفعان بعد حشد دعم الدول الآسيوية لباكو.

جاء ذلك في مقال للكاتب "جيمس بيلنر"، نشرته الصحيفة، مساء الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني.

وذكرت الصحيفة أن روسيا ربما تكون أمّنت السلام في جنوب القوقاز بإبرام اتفاق لإنهاء نزاع استمر 6 أسابيع بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم قره باغ، لكن تركيا انتصرت في الحرب.

واعتبر الكاتب أن دعم أنقرة السياسي القوي إلى جانب طائراتها المسيرة المتطورة ومشورتها العسكرية البارعة أدت إلى ميل الكفة لصالح أذربيجان، وسمح للأخيرة بالتقدم في مواقع أرمينية كانت تعتبر الحصن الجبلي المنيع لإقليم قره باغ.

ووفق الصحيفة، فإن "الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، قال الأسبوع الماضي، إن جنود بلاده سيطروا على بلدة شوشة، وأن هدفهم التالي هو ستيباناكرت، عاصمة إقليم ناغورني قره باغ، بيد أن الآرمن نفوا خسارتهم لمنطقة شوشي، كما يسمونها، لكن اتضح أن أذربيجان حققت انتصارات عسكرية كبيرة".

وقالت الصحيفة البريطانية إن رئيس الوزراء الأرميني "نيكول باشينيان"، ربما لم يكن لديه خيار سوى الموافقة على اتفاق سلام مذلّ يضمن هيمنة أذربيجان ويجبر جنوده على مغادرة المنطقة المحيطة.

وعزا الكاتب الفضل في انتصارات أذربيجان الكبيرة إلى تركيا، قائلا إن الأخيرة ستحصد الآن الثمار السياسية.

وزعم الكاتب أن للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، سياسة خارجية "توسعية"، مستشهدا بوجود قوات لبلاده في "سوريا وليبيا، والآن يحظى بنفوذ كبير في جنوب القوقاز".

تجدر الإشارة إلى أن تدخل تركيا في سوريا هو لحماية أمنها القومي، ويتماشى مع اتفاق موقع بين أنقرة ودمشق قبل أكثر من عقدين.

وسبق أن قال "أردوغان" إن اتفاق أضنة الذي وقع بين أنقرة ودمشق عام 1998 يضمن لتركيا حق التدخل في سوريا عند حدوث أمور تهدد الأمن القومي؛ لذلك فإن أنقرة ليست بحاجة لدعوة من أي جهة حتى تتدخل في سوريا لحماية أمنها القومي وأرواح مواطنيها.

كذلك يأتي دعم تركيا لليبيا بموجب اتفاق تعاون أمني عسكري تم بين حكومة أنقرة وحكومة طرابلس المعترف بها دوليا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بناء على طلب من الأخيرة، بحسب ما أكدت الرئاسة التركية.

أما أذربيجان فبينها وبين تركيا مجلس للتعاون الإستراتيجي رفيع المستوى، يعكس عمق العلاقات وحجمها على كل الصعد، بما فيها العسكري والاقتصادي.

وسبق أن أكد "أردوغان" أن بلاده ستواصل تقديم شتى أنواع الدعم لأذربيجان في نضالها لتحرير أراضيها من الاحتلال الأرميني.

ولطالما أكدت أنقرة على ضرورة انسحاب أرمينيا من الأراضي الأذربيجانية المحتلة، لإرساء السلام والاستقرار بالمنطقة، ووقوفها بجانب أذربيجان في قضيتها العادلة.

الصحيفة البريطانية نوّهت إلى دفع أنقرة حكومات آسيا الوسطى، بصلاتها التركية والإسلامية، لدعم أذربيجان، مضيفة أن شهرة ومجد تركيا سيرتفعان إثر ذلك.

واعتبرت الصحيفة أن أرمينيا ورئيس وزرائها "باشينيان" هما الخاسران الأكبران، مضيفة أن فكرة وجود جيش أرميني متفوق عسكريا على خصمه يدافع عن ناغورني قره باغ من أذربيجان هو أمر أساسي لأرمينيا الحديثة.

وتابعت: "إن فقدان باشينيان للسيطرة على المنطقة بعد عامين فقط من وصوله إلى السلطة من المحتمل أن يقطع مسيرته السياسية".

ووجدت الصحيفة أن الحرب بين أرمينيا وأذربيجان أظهرت مساحة روسيا المحدودة للمناورة في جنوب القوقاز، وهي الآن بحاجة للدعم التركي لفرض الاستقرار.

وبالنسبة للغرب، قالت الصحيفة إنه بدا بأنه غير مهتم وغاب عنه أهمية الحرب بسبب انشغاله بفيروس "كورونا" والهجمات الإرهابية والانتخابات الرئاسية الأمريكية.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

تركيا أذربيجان أرمينيا الحرب الأرمينية الأذربيجانية

أردوغان: أنباء جيدة عن قرة باغ.. النصر قريب

الفائزون والخاسرون من وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا

فايننشال تايمز: تركيا اخترقت مجال النفوذ الروسي بعد انتصار أذربيجان

أكار يعلن وصول عسكريين أتراك إلى أذربيجان.. لماذا؟

مسؤول أرميني سابق: تركيا قوة عظمي لم نتحمل الوقوف أمامها

تركيا وأرمينيا بعد حرب قره باغ.. لماذا ترجح التوقعات تعاون أعداء الأمس؟