أعلن وزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس»، أن بلاده لن تطالب برحيل رئيس النظام السوري «بشار الأسد» كشرط مسبق لمحادثات السلام.
ونقلت صحيفة «لو فيجارور» اليومية الفرنسية، عن «فابيوس» قوله، اليوم الثلاثاء: «إذا اشترطنا حتى قبل أن تبدأ المفاوضات أن يتنحى الأسد فلن نحقق الكثير»، بحسب وكالة «رويترز».
وتمثل التصريحات تخفيفا في موقف فرنسا تجاه «الأسد» الذي أزهقت حربه المستمرة على الشعب السوري منذ أكثر من أربع سنوات أرواح أكثر من 300 ألف شخص، بحسب المعارضة السورية.
وقال «فابيوس» في المقابلة أيضا إن «فرنسا تعتقد أن الحل الدبلوماسي سيتطلب إنشاء حكومة وحدة وطنية تضم عناصر من حكومة الأسد لتجنب تكرار الانهيار الذي حدث في العراق».
والأسبوع الماضي، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي «مانويل فالس» أن فرنسا ستدعم تدخلا عسكريا بريا لائتلاف من الدول المجاورة لسوريا، لكنه قال إن التدخل الأحادي الجانب هناك غير ممكن. (طالع المزيد)
وقال «فالس» في كلمة أمام البرلمان في بداية نقاش حول قيام فرنسا بشن غارات جوية في سورية «أي تدخل بري، بمعنى قوات برية من جانبنا أو من دول غربية أخرى، سيكون غير ملائم وغير واقعي».
وتابع «لكن إذا كان هناك ائتلاف من دول المنطقة سيتم تشكيله للتدخل وتحرير سوريا من طغيان «الدولة الإسلامية»، فستحظى هذه الدول بكل الدعم من فرنسا».
وعدلت الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل مماثل أيضا مواقفهما بشأن سوريا في الوقت الذي تزيد فيه روسيا دعمها لـ«الأسد» بتعزيز حشدها العسكري هناك.
وقال وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» السبت الماضي، إن توقيت رحيل «الأسد» عقب إبرام اتفاق سلام سيكون قابلا للتفاوض.
وكانت صحيفة «لوموند» الفرنسية ذكرت قبل نحو أسبوعين، أن فرنسا تدرس توجيه ضربات جوية لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا لتنضم إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
يشار إلى أن فرنسا أول دولة تنضم إلى التحالف في شن ضربات جوية ضد التنظيم في العراق، لكنها استبعدت وقتها فعل الشيء نفسه في سوريا؛ خشية أن يصب ذلك في مصلحة «بشار الأسد»، وقدمت باريس السلاح لمن تعتبرهم مقاتلي معارضة معتدلين يحاربون نظام «الأسد».
وكان الرئيس الفرنسي «فرنسوا أولاند» قد أعلن قبل أسبوعين أن بلاده ستجري طلعات استطلاع جوي فوق سوريا من أجل تنفيذ ضربات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وتابع «لدينا دليل على أنه جرى التخطيط من داخل سوريا لهجمات ضد عدة دول خاصة فرنسا.. مسؤوليتنا هي ضمان اطلاعنا بأي تهديدات لبلادنا قدر المستطاع... ومن ثم طلبت من وزير الدفاع أن يبدأ اعتبارا من يوم غد طلعات استطلاع فوق سوريا ستمكننا من بحث توجيه ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية»
وذكرت «لوموند» أن هناك أسبابا يمكن أن تؤدي إلى تغيير السياسة الفرنسية ومنها أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا وبينهم كثيرون فروا من الحرب السورية والفشل في صد «الدولة الإسلامية» وتنامي وجود روسيا في المنطقة.