أعلنت وسائل الإعلام المغربية الرسمية، الأحد، وفاة "المحجوبي أحرضان"، مؤسس حزب "الحركة الشعبية" (مشارك بالائتلاف الحكومي)، وأحد الوجوه السياسية البارزة في المملكة، عن عمر ناهز 100 عام، بعد معاناة مع المرض.

ويعد "أحرضان" أحد أكثر السياسيين المغاربة إثارة للجدل، كما أنه عاش ثنائية المشاركة في السلطة والقرب منها، إلى حد توليه العديد من المناصب الرفيعة وشارك في 8 حكومات، منها وزير الدفاع بين عامي (1961 و1964)، ووزير دولة مكلف بالدفاع الوطني بين فبراير/شباط 1966 ومارس/آذار 1967، وكذلك منصب وزير دولة مكلف بالبريد والمواصلات عام 1977.

و"أحرضان" زعيم سياسي مغربي أمازيغي، عاصر 3 ملوك (محمد الخامس والحسن الثاني ومحمد السادس)، وجمع بين السياسة والفن التشكيلي وكتابة الشعر والرواية.

كما أنه أحد الذين شاركوا (لمدة قصيرة) في الحرب العالمية الثانية كضابط في الجيش الفرنسي، ثم التحق بالمقاومة وجيش التحرير، واختط لنفسه مسارا سياسيا حافلا، سواء إبان فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب أو بعد مرحلة الاستقلال.

وساهم الزعيم الأمازيغي في تاريخ البلاد بحضوره خلال محطات حكومية وسياسية كبرى، وهو من مؤسسي حزب "الحركة الشعبية" بعد استقلال المغرب، بمعية الراحل "عبدالكريم الخطيب".

وخلال المؤتمر الاستثنائي لحزب "الحركة الشعبية" المنعقد يومي 4 و5 أكتوبر/تشرين الأول 1986، أُعفي من مهامه أمينا عاما للحزب، وذلك بضغط من الملك المغربي الراحل "الحسن الثاني".

وفي حزيران/يونيو 1991، أسس حزبا جديدا أطلق عليه اسم "الحركة الوطنية الشعبية" تقلد فيه منصب الأمين العام.

وفي يونيو/حزيران 1997، فاز "أحرضان" في الانتخابات البلدية، وفي مارس/آذار 2006 عملت قيادات "الحركة الشعبية" وكل الحركات المنشقة منها، بما فيها "الحركة الوطنية الشعبية" و"الاتحاد الديمقراطي" على توحيد صفوفها في حزب واحد هو "الحركة الشعبية"، وتم اختيار "أحرضان" رئيسا للحزب و"امحند العنصر" أمينا عاما.

لكن رغم ذلك، ظلت علاقة "المحجوبي" بـ"الحسن الثاني" متوترة نوعا ما؛ بسبب قضايا عديدة أبرزها الأمازيغية والبوليساريو والصحراء.

كما فجر "أحرضان" جدلا واسعا عندما زار إسرائيل مرتين؛ ليكون أول مسؤول سياسي مغربي يزور الدولة العبرية.

وبرر "أحرضان" ذلك في حوار صحفي بقوله: "جاءت الزيارة (الأولى) إلى إسرائيل بعدما توصل الحسن الثاني برسالة من رئيس الوزراء إسحق رابين يلتمس فيها من ملك المغرب مساعدته في إقناع اليهود المغاربة المقيمين في إسرائيل بدعمه في تحقيق السلام مع الفلسطينيين".

وأضاف: "التقيت اليهود المغاربة المقيمين في إسرائيل في موسم يقيمونه يعرف باسم (للا ميمونة) وأبلغتهم رسالة الملك ورحبوا بها".

ومبررا الزيارة الثانية، قال "أحرضان"، في حوار صحفي آخر، إنه عاد من إسرائيل، وقدم تقريرا إلى الملك "الحسن الثاني"، ذكر فيه أنه التقى "بنيامين نتنياهو" الذي قال له إنه سيقوم بما في وسعه فإما أن يكون هناك سلام حقيقي أو حرب حقيقية.