الرئاسة المصرية تدخلت.. الخرطوم تتخلى عن القاهرة بمفاوضات سد النهضة

الجمعة 20 نوفمبر 2020 12:43 م

رغم محاولات مصر كسب ود السودان واستمالته بصفها في مفاوضات سد النهضة، أعلن وزير الري والموارد المائية السوداني "ياسر عباس‎"، الخميس، بشكل مفاجئ، أن بلاده قررت عدم مواصلة التفاوض حول سد "النهضة" الإثيوبي "وفق المنهج السابق".

وفشل الاجتماع السداسي الذي عقد الخميس، بحضور وزراء الري والخارجية من مصر والسودان وإثيوبيا، في التوصل لاتفاق حول "سد النهضة".

وقال "عباس"‎، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الخرطوم: "أكد السودان، خلال الاجتماع، عدم مواصلة التفاوض بشأن سد النهضة وفق المنهج السابق، وطالب بالعودة إلى الاتحاد الأفريقي لاعتماد دور الخبراء ودفع المفاوضات سياسيا، وصولا لاتفاق مرضٍ لكل الأطراف".

وأضاف أن "رئيسة الاجتماع، وزيرة التعاون الدولي بدولة جنوب أفريقيا، رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، وفي مخالفة إجرائية واضحة، مضت في الدعوة لمواصلة التفاوض لمدة 10 أيام مقبلة".

وأوضح أن بلاده ترى "هذا الأمر غير ذي جدوى، وتمت تجربته في السابق مرارا دون تقدم يذكر".

وتابع "عباس" أن السودان أكد خلال الاجتماع "تمسكه بالعملية التفاوضية، برعاية الاتحاد الأفريقي، للتوصل إلى اتفاق ملزم برضا جميع الأطراف بمنهجية جديدة تمنح دورا أكبر لخبراء الاتحاد الأفريقي لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث".

وأردف أن "مصر وإثيوبيا أصرتا على مواصلة التفاوض بالأساليب المجربة التي وصلت إلى طريق مسدود في السابق".

وعلى الفور، أجرت الرئاسة المصرية اتصالات مع المجلس العسكري والحكومة في الخرطوم لمناقشة الأمر على مستوى منخفض من التمثيل، مع اتصالات أخرى مرتقبة بعضها غير معلن.

كما يُتوقع أن يجري وزير الخارجية المصري، "سامح شكري"، مزيداً من الاتصالات ليس مع الخرطوم حصراً، وإنما مع نظرائه الأوروبيين تمهيداً لإحالة الملف ككلّ إلى مجلس الأمن قبل الصيف المقبل، بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية.

ويأتي الموقف السوداني، رغم أن مصر تجري حالياً تدريبات عسكرية موسّعة مع السودان في المجال الجوي أُطلق عليها "نسور النيل"، ويشارك فيها طيّارون مصريون وعسكريون من القوات الخاصة، وهي خطوة فُسّرت على أنها رسالة إلى أديس أبابا، لكن موقف الخرطوم الخميس أطاح هذا التفسير.

وبحث اجتماع الخميس، سبل الوصول إلى آلية لاستئناف المفاوضات الثلاثية، للتوصل إلى اتفاق ملزم قانونا حول ملء وتشغيل السد.

وكانت الخرطوم أعلنت، في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، اتفاق وزراء الري في الدول الثلاث على إنهاء جولة مفاوضات انطلقت مطلع الشهر، وإعادة الملف إلى الاتحاد الأفريقي.

وقالت وزارة الري السودانية، في بيان آنذاك، إن "هذه الجولة عجزت عن إحراز أي تقدم ملموس، والاتفاق حول الدور الذي يلعبه الخبراء في التفاوض ومنهجيته ومساراته والجدول الزمني له".

وتصر أديس أبابا على ملء السد لتوليد الكهرباء، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، وهو ما ترفضه الأخيرتان، خشية التداعيات.

وتتخوف مصر من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب. 

ومن آن لآخر، تعلن مصر، أو السودان، فشل التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل "سد النهضة" يكون ملزما قانونا لإثيوبيا.

وتصر أديس أبابا على ملء السد لتوليد الكهرباء، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، فيما تتخوف مصر من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب.

 

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر السودان إثيوبيا سد النهضة

فشل الاجتماع السداسي حول سد النهضة.. والسودان يرفض تمديد المفاوضات

مصر تجدد تمسكها باتفاق عادل حول سد النهضة وترغب في استئناف المفاوضات

السودان يرفض المشاركة في مفاوضات سد النهضة

تقرير رسمي للخارجية.. سد النهضة يجبر مصر على التوجه نحو أفريقيا في 2020