نتنياهو/بن زايد وجائزة نوبل للشالوم!

الخميس 26 نوفمبر 2020 08:43 ص

نتنياهو/بن زايد وجائزة نوبل للشالوم!

لا يهين ترشيح تريمبل لهما فكرة السلام بل يهين قضية أيرلندا بتشبيه نزاع أيرلندا وسلام 1998 باتفاق الإجرام بين إسرائيل والإمارات.

اتفاق الإمارات وإسرائيل ضد فلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي ويمنيين تحت إرهاب الإمارات وليبيين ضحايا جرائم حفتر حليف أبوظبي وسوريين انفتحت أبوظبي على نظام قتل مئات الآلاف وشرد ملايين منهم.

*     *     *

قرأنا مؤخرا في الأنباء اسم اللورد ديفيد تريمبل، وهو رئيس وزراء أسبق لأيرلندا الشمالية، عن دوره، كزعيم لحزب ألستر الوحدوي، الممثل المحافظ للبروتستانت المنادين بالوحدة مع بريطانيا، في المفاوضات مع حزب شن فين، الممثل للكاثوليك المنادين بالوحدة مع جمهورية أيرلندا.

والتي أدت إلى اتفاق بلفاست عام 1998 لتشارك السلطة، واتفاق الجمعة العظيمة في العام نفسه الذي أوقف النزاع العنيف والمسلح الطويل بين الطرفين، وهو العام الذي حصل فيه على جائزة نوبل للسلام.

استنادا إلى صفاته المذكورة، اقترح تريمبل ترشيح وليّ العهد الإماراتي، محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لجائزة نوبل للسلام، وهو اقتراح عجيب، ولا يمكن تفسيره برغبة اللورد المحافظ في إسباغ السلام على العالم، أو فيما يخص النزاع العربي ـ الإسرائيلي، ولا يمكن أن يتّسق حتى مع السياق الأيرلندي نفسه!

فالسلام هناك جرى بين طرفين متعاديين وأنهى نزاعا عنيفا مسلحا ودمويا لحقبة طويلة جدا، أما في الحالة العربية، فالاحتلال الإسرائيلي مستمر لأراض عربية وفلسطينية، وهو احتلال لا يني يتعزز بكافة أشكال الغطرسة العسكرية والسياسية الممكنة، واتفاق «السلام» الإسرائيلي مع أبوظبي يساهم في دعم وتقوية هذا الاحتلال.

جاء اتفاق الإمارات مع إسرائيل على خلفيّات عسكرية وأمنيّة وعدوانية واضحة من الطرفين، فأحد مطامح سلطات أبوظبي الرئيسية من هذا الاتفاق هي التمكن من الحصول على طائرات قتالية حديثة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وكلا الدولتان لديهما سجل عسكري وأمني وسياسي حافل بانتهاكات حقوق الإنسان، واحتلال أراضي الغير، إضافة إلى سلسلة طويلة من الاتهامات بأشكال من الإجرام والاغتيالات والسجون وزرع الاضطرابات في مناطق كثيرة من العالم.

السؤال الذي يطرأ على البال طبعا، هو ما هو سبب استفاقة اللورد العجوز، وكيف خطر هذا الترشيح المعيب على باله؟ جواب هذا السؤال ذو حدين:

- الأول هو أن هناك تقليدا قديما ضمن السياسة الأيرلندية يربط اتجاه المحافظين الوحدويين البروتستانت بإسرائيل، فيما يتعاطف الطرف الكاثوليكي المضطهد مع الفلسطينيين،

- والحد الثاني، هو أن تريمبل كان واحدا من لجنة تحقيق تركل (على اسم جاكوب تركل القاضي السابق في المحكمة العليا الإسرائيلية) حول الحصار البحري الإسرائيلي لغزة، واستهداف السفن التي تحاول كسر الحصار، والتي توصلت، كما هو متوقع، في كانون الثاني/يناير 2011 إلى أن «حصار غزة متوافق مع القوانين الدولية».

لا يهين ترشيح تريمبل فكرة السلام، بل يهين أيضا قضية أيرلندا نفسها، بالتشبيه الذي يمكن أن يحصل بين النزاع الأيرلندي، والسلام الذي ولد عام 1998، وبين اتفاق التعاون على الإجرام الموقع بين إسرائيل والإمارات.

والذي يستخدم عمليا ضد الفلسطينيين، كما ضد اليمنيين الذين يرزح كثير منهم تحت الاحتلال والإرهاب الإماراتي، وضد الليبيين الذين عانوا من دعم أبوظبي لحركة الجنرال خليفة حفتر في ليبيا، والمسؤول عن عدد كبير من جرائم الحرب، وضد السوريين الذين قرّرت أبو ظبي الآن الانفتاح على النظام الذي قتل مئات الآلاف منهم، وشرد الملايين.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

اللورد تريمبل، إيرلندا الشمالية، بن زايد، الإمارات، أبوظبي، نتنياهو، إسرائيل، جائزة نوبل للسلام، فلسطين، اليمن، ليبيا،

نتيناهو يهنئ بن زايد بعيد الإمارات الوطني.. ماذا قال؟

بعد نتنياهو وترامب.. التطبيع يضع كوشنر على قائمة المرشحين لجائزة نوبل

329 مرشحا لجائزة نوبل للسلام.. من هم؟