كيف سترد إيران على اغتيال «أبي قنبلتها النووية»؟

الاثنين 30 نوفمبر 2020 11:34 ص

كيف سترد إيران على اغتيال «أبي قنبلتها النووية»؟

يشكل الاغتيال تصعيدًا كبيرًا في سياق الحرب الأمنية العسكرية التي يخوضها ترامب ونتنياهو ضد إيران.

قنبلة إيران النووية ستغيّر ميزان القوى الإقليمي لكنّه بعكس المبتغى منه قد يسبب حربا غير تقليدية ضد إيران تشعل المنطقة.

المعارك الاستخبارية الإسرائيلية الإيرانية ستستمر طويلا والتغيير الجذري الحقيقي سيحصل إذا أنجزت طهران قنبلتها النووية فعلا.

تقابل إيران الاغتيال والتخريب الإسرائيلي بصواريخ ومسيّرات بالسعودية وتخريب ناقلات وسفن بالخليج وتحريك ميليشيات بالعراق واستعصاء سياسي يقوده «حزب الله».

*     *     *

يشبه اغتيال محسن فخري زاده يوم الجمعة الماضي، والذي اعتبرته مصادر عديدة «أبا القنبلة النووية الإيرانية» في مفاعيله الرمزية، اغتيال قاسم سليماني في بداية هذا العام، والذي كان القائد الفعلي لمشاريع طهران العسكرية والأمنية الخارجية.

يشكل الاغتيالان تصعيدين كبيرين، في سياق الحرب الأمنية – العسكرية التي تخوضها إدارتا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد إيران.

ورغم المشاركة السياسيّة المعلنة لدول عربية في هذه الحرب ضد طهران، فقد حاولت إحدى هذه الدول، الإمارات، تجنّب تلقّي الغضب الإيراني ضدّها، بقرار سحب قواتها من اليمن، وبإرسال وفود للتنسيق الأمني، فيما اكتفت السعودية بمحاولات صدّ ضربات الحوثيين، وعدم الانخراط بعمليات عسكرية مباشرة ضد طهران.

ردت طهران على هذه الحرب التي شملت عمليات أخرى، من أهمها حريق في منشأة نطنز النووية في تموز/يوليو الماضي، بمجموعة من العمليات العسكرية ضد إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة والإمارات، إضافة إلى إعلانها رفع مستوى تخصيب اليورانيوم، وبالتالي تقليص الفترة الممكنة لإنتاجها قنبلة نووية من سنة إلى 3 ـ 4 أشهر.

تقول تحليلات بعض الصحف الغربية إن العملية الأخيرة كانت بضغط من إدارة ترامب على إسرائيل، وهو أمر ينافي مسارا سياسيا اعتدنا فيه على قيام إدارة نتنياهو بالتحريض المستمر، في كل المحافل الدولية، ضد إيران، كما ينافي مسارا عسكريا موازيا، لم يتوقف من العمليات الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية.

وإذا أخذنا في الاعتبار أن العالم النووي كان هدفا مستمرا لأجهزة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية منذ سنوات، فإن الاستنتاج المنطقي هو استبعاد وجود ضغط أمريكي على إسرائيل ليصبح الموضوع «ضغطا» أمريكيا لضبط توقيت الاغتيال على ساعة ترامب.

يُفهم من هذا السيناريو، أن ترامب، الذي استنفد كل المحاولات الممكنة لعرقلة الانتقال السلمي للسلطة إلى إدارة جو بايدن، يحاول تأجيج عناصر الملف الإيراني الشائك، والذي يحتوي كل القضايا المثيرة للمؤسستين السياسية والعسكرية الأمريكية:

القنبلة النووية الإيرانية، أمن إسرائيل، العراق، أفغانستان، تنظيم «القاعدة» و«الإرهاب الإسلامي» الخ.. بحيث يترك إرثًا ملتهبًا يحرق إدارة بايدن وتعرقل خططه لإعادة الاتفاق النووي مع إيران.

تقابل إيران عمليات الاغتيالات والتخريب الإسرائيلية، بعمليات الصواريخ والمسيّرات في السعودية، وتخريب الناقلات والسفن في الخليج، وتحريك الميليشيات المحسوبة عليها في العراق، والمكاسرة السياسية التي يمثّلها النفوذ الكبير لـ«حزب الله» في النظام السياسي اللبناني، والاستعصاء الحاصل في سوريا.

يمنع هذا الامتداد الجغرافي الواسع، عمليّا، حصول حرب شاملة مع إيران، وإذا أضفنا أمل النظام الإيراني بتغيير محسوس في المواقف الأمريكية مع انتقال بايدن إلى البيت الأبيض، فإن الحصيلة المستنتجة هي أن المعارك والعمليات الاستخبارية الإسرائيلية ـ الإيرانية ستستمر لأمد طويل.

وأن التغيير الجذري الحقيقي سيحصل إذا تمكنت طهران من إنجاز قنبلتها النووية فعلا، وعندها سيكون ميزان القوى الإقليمي قد تغيّر، لكنّه، على عكس المرتجى منه، قد يكون سببا في حرب غير تقليدية ضد إيران تشعل المنطقة.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

إيران، القنبلة النووية، اغتيال فخري زاده، إسرائيل، أمريكا، بايدن، ترامب، العراق، السعودية، الحرب الأمنية العسكرية،

ظريف: الاجتماع الأمريكي الإسرائيلي بالسعودية وراء اغتيال زاده