تجديد حظر أرشيف الحرب الجزائرية.. لماذا تخشاه فرنسا؟

الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 09:31 م

كشف موقع استقصائي أن حكومة فرنسا جددت قرارا وزاريا يحظر رفع السرية عن أرشيف الدفاع السري للحرب الجزائرية، رغم الوعود التي قطعها الرئيس "إيمانويل ماكرون"، في سبتمبر/أيلول 2018.

وذكر "ميديا بارت" أن القرار صدر عام 2011، حين كان "نيكولا ساركوزي" رئيسا لفرنسا، ويحظر رفع السرية عن الوثائق المصنفة على أنها أسرار دفاع.

وأشار إلى أن "ماكرون" كان جدد وعده بكشف وثائق الحرب الجزائرية خلال مؤتمر صحفي عقده في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في مدينة مورو الفرنسية؛ حيث قال: "أبلغني العديد من المؤرخين بالصعوبات التي يواجهونها في الوصول إلى الأرشيف، وسأرد في الأسابيع المقبلة على التوضيحات المطلوبة مني".

ويتضمن أرشيف الحرب الجزائرية وثائق تكشف بعض الجرائم المحرجة للجيش الفرنسي؛ ففي 2018 أقر "ماكرون" بمسؤولية الدولة عن وفاة عالم الرياضيات "موريس أودين" عام 1957، الذي اغتيل خلال الحرب الجزائرية على يد جنود فرنسيين أثناء احتجازه.

وفي بيان سلمه إلى "جوزيت أودين"، أرملة "أودين"، أقر "ماكرون" أيضا بوجود نظام تعذيب أسفر عن العديد من ضحايا آخرين في الحرب الجزائرية على يد جنود فرنسيين.

وكانت الأمانة العامة الفرنسية للدفاع والأمن القومي (SGDSN) ألزمت أمناء الأرشيف، اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول 2019، بإجراء فرز أولي وطلب إلى المؤسسة المصدرة للوثيقة (الجيش غالبا) قبل رفع السرية عنها.

ويشير مراقبون إلى مخالفة تجديد قرار حظر نشر وثائق الحرب للقانون الفرنسي، الذي ينص على قابلية الكشف عن الوثائق السرية إذا كانت تعود إلى أكثر من 50 سنة.

وتقول السلطات الجزائرية إن القوات الفرنسية إبان فترة الاستعمار (1830-1962) هربت مئات آلاف الخرائط والوثائق التاريخية، بينها ما يعود للحقبة العثمانية (1518 -1830).

فيما تقول السلطات الفرنسية إن الوثائق الخاصة بالفترة الاستعمارية للجزائر جزء من الأمور السيادية للبلاد.

ومنذ 4 سنوات مضت، تتفاوض الجزائر وفرنسا حول ملفات تاريخية عالقة، منها الأرشيف الجزائري، الذي ترفض السلطات الفرنسية تسلميه، والتعويضات لضحايا التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في الصحراء الجزائرية بين عامي 1960-1966، والمفقودين خلال ثورة التحرير (1954-1962) وعددهم ألفان و200 شخص، حسب السلطات الجزائرية.

وإزاء ذلك، لوح مستشار الرئيس الجزائري "عبدالمجيد الشيخي"، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بلجوء بلاده إلى التحكيم الدولي ضد فرنسا لاستعادة أرشيف المرحلة الاستعمارية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فرنسا الجزائر

جزائريون يرفضون بيان ماكرون: لا تصالح دون اعتذار وتعويضات