حالة من الصمت والتجاهل تنتاب الإمارات والبحرين ومصر، رغم التصريحات الكويتية حول قرب إنهاء الأزمة الخليجية، والترحيب السعودي والقطري والعربي بها.
ولم يصدر عن أي مسؤول إماراتي أو بحريني أو مصري، تعليقا على البيان الكويتي، الذي خرج عن وزير الخارجية "أحمد ناصر المحمد الصباح"، وأكد فيه إجراء محادثات مثمرة ضمن إطار جهود الوساطة الرامية لإنهاء الأزمة الخليجية.
وأثار هذا الصمت حفيظة المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن الثلاثة من المنخرطين في الأزمة بشكل مباشر، وشاركوا السعودية في مقاطعة وحصار قطر منذ منتصف 2017.
الإمارات والبحرين وضعهم ايه والبيانات كلها قاعدة تتكلم عن "وحدة" الخليج؟
— ضُحَى. ☀️ (@Dfd138) December 4, 2020
الامارات البحرين "من دول الخليج" مصر "من دول المقاطعة" لم يصدروا بيان بشأن بيان الكويت حتى الان
— الوزير المرافق (@_AAN90) December 4, 2020
مش هنسمع صوت #الإمارات في الليلة دي ولا ايه
— بن مسعد (@ibnmos3ad) December 4, 2020
كده كده #مصر و #البحرين تابعين وليس لهم دور مؤثر في الأمر منذ بدايته#الأزمة_الخليجية
بيد أن الأكاديمي الإماراتي "عبدالخالق عبدالله"، المقرب من ولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد"، قلل من الإعلان الكويتي، وقال في تغريدة له عبر حسابه بموقع "تويتر": "بيان خارجية الكويت عن أجواء المصالحة الخليجية، على أهميته، لا يتحدث عن تفاصيل أو اتفاق ثنائي قطري/سعودي كما زعمت وكالات الأنباء، ولا يشير لحدوث اختراق في الأزمة أو تفاهمات ملموسة".
وأضاف: "بل يشير لرغبة جميع أطراف الأزمة مواصلة الجهود لتحقيق المصالحة الخليجية التي يتمناها الجميع".
بيان خارجية الكويت عن اجواء المصالحة الخليجية على أهميته لا يتحدث عن تفاصيل أو اتفاق ثنائي قطري/سعودي كما زعمت وكالات الأنباء ولا يشير لحدوث اختراق في الأزمة أو تفاهمات ملموسة بل يشير لرغبة جميع أطراف الأزمة مواصلة الجهود لتحقيق المصالحة الخليجية التي يتمناها الجميع. pic.twitter.com/Tm43SdQLAC
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) December 4, 2020
ولاحقا، عاد للحديث عن الأزمة قائلا: "حتى لو تحرك قطار المصالحة الخليجية ربع خطوة أو سنتيمترا واحدًا إلى الأمام، فهو مصدر سعادة لكل كويتي قطري بحريني سعودي إماراتي عماني يؤمن بالتعاون الخليجي وبالمصير الخليجي المشترك".
وتابع: "لكن لا ننسى أن قطار المصالحة تقدم خطوة إلى الأمام قبل سنة، ثم انتكس سريعا بسبب تعنت الأشقاء في قطر"، حسب زعمه.
حتى لو تحرك قطار المصالحة الخليجية ربع خطوة أو سنتيمترا واحدًا إلى الأمام فهو مصدر سعادة لكل كويتي قطري بحريني سعودي اماراتي عماني يؤمن بالتعاون الخليجي وبالمصير الخليجي المشترك، لكن لا ننسى ان قطار المصالحة تقدم خطوة إلى الأمام قبل سنة ثم انتكس سريعا بسبب تعنت الأشقاء في قطر
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) December 4, 2020
وقبل أيام، نقلت وكالة "بلومبرج" عن دبلوماسيين قولهم إن "الإمارات كانت أكثر تردداً في إصلاح علاقاتها مع قطر، وفضلت بناء علاقاتها مع إسرائيل".
الغريب أن وزير الخارجية السعودي "فيصل بن فرحان"، تحدث عن حل للأزمة تشمل كل الدول، وهو الأمر ذاته الذي أكده نائب وزير خارجية الكويت "خالد الجارالله"، حين قال إنه تم التوصل إلى اتفاق "نهائي" لطي الخلاف الخليجي، برعاية أمريكية وكويتية.
يأتي هذا الصمت، رغم الترحيب الذي عبر عنه مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الإمارات والبحرين أيضا، والذي أعلنه مجلس جامعة الدول العربية (ومقره مصر وأمينه العام مصري).
كما رحبت الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والأردن وعُمان بالتطورات التي من شأنها حل النزاع.
والخميس، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن إدارة "دونالد ترامب" ترغب في حلحلة الأزمة الخليجية قبل رحيلها بهدف تضييق الخناق على إيران.
فيما نقلت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، عن 3 مصادر مطلعة (لم تسمهم)، الخميس، إن السعودية وقطر تقتربان من التوصل لاتفاق أولي لإنهاء الخلاف المستمر منذ أكثر من عامين، بضغط من "ترامب".
وسبق أن رجح مصدر لـ"الخليج الجديد"، أن تبني دول الحصار موقفا أقل حدة سببه المخاوف من تبعات خسارة "ترامب" الانتخابات الرئاسية، لصالح منافسه الديمقراطي "جو بايدن" الذي لا تتمتع عواصم دول الحصار بعلاقات متينة معه، مقارنة بـ"ترامب".
بالإضافة إلى أجندة "بايدن" الأقل عدوانية تجاه إيران، ورغبته في إعادة الاتفاق النووي، وهو ما يجعل من الضروري للسعودية إعادة اللحمة لمجلس التعاون.
ومنذ 5 يونيو/حزيران 2017، تفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارًا بريًا وجويًا وبحريًا على قطر، بزعم دعمها للإرهاب وعلاقتها مع إيران، وهو ما نفته الدوحة مرارا واعتبرته محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل.
وتؤكد الدوحة أنه من الضروري حل الأزمة الخليجية بالحوار من دون أي شروط مسبقة، وهو ما تحاول الكويت ومعها سلطنة عُمان بذل جهود وساطة لإتمامه.