استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كورونا.. ومخاطر التدافع على اللقاح

الاثنين 14 ديسمبر 2020 10:06 ص

كورونا.. ومخاطر التدافع على اللقاح

أكثر ما يقلق المنظمة الدولية هو «التدافع» من أجل اللقاحات خاصة بين الدول المتقدمة.

الأمم المتحدة تحذّر من «كارثة إنسانية»، استناداً إلى تقديرات منظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي.

التدافع يناقض ما ساد البشرية من روح «تضامنية» خلال شهور الوباء بل ينقض نصائح العلماء بوجوب عدم التسرّع بإعلان نهاية الجائحة.

دوافع سياسية للتدافع على اللقاح وتسابق بين دول كبرى إثباتا لتفوّقها ومَن يخرج أولاً من أزمته الاقتصادية لذا بدا التحذير من «سحق الفقراء» مبرّراً ومشروعاً.

*     *     *

مقلق هذا السباق إلى لقاح «كوفيد-19» والجدل الذي أثاره بين الدول، بين منظمات المختصّة، وبين الشركات المصنّعة، وبين مؤيدي استخدامه ومعارضيه.

هو نفسه الجدل الذي دار أسابيع وشهوراً حين كان الفيروس حدثاً طارئاً ومجهولاً، في شأن الإغلاق وتخفيف الحظر، ومحاولة التوفيق بين ضرورات الوقاية وضبط الإصابات وبين متطلّبات الاقتصاد والحد من الخسائر ونتائجها الاجتماعية.

بعد نحو عام على انتشار الفيروس وأقل من ثمانية شهور على إشهاره وباءً عالمياً، هناك الآن لقاح، أو للدقّة 51 لقاحاً وصل 13 منها إلى المرحلة النهائية، من أصل 163 يجري تطويرها.

هذا إنجاز علمي عظيم ودليل على تقدّم هائل للبشرية إذا ما قورن بالأعوام العديدة التي مضت قبل التمكّن من التغلّب على وباء الإنفلونزا الإسبانية (1918) بعدما فاق عدد ضحاياه مئة مليون إنسان.

تسارعت الأنباء أخيراً وتضاربت، لكن «قمة العشرين» برئاسة السعودية أوحت بأن القضاء على الوباء بات مسألة وقت، وأن المهلة المتوقّعة يُفترض ألا تتخطّى منتصف 2021، إذ أن دولَها الأكثر غنىً مدّدت إعفاء الدول النامية من سداد ديونها إلى يونيو المقبل.

وتعهّدت أيضاً، وفق بيانها الختامي، بوصول اللقاح إلى كل الدول، خصوصاً الفقيرة. وتمت الإشارة خلال النقاش إلى توزيع ملياري جرعة كبداية يُفترض أن تكفي لتأمين مناعة جماعية.

قد يبدو ذلك منحةً أو واجباً إنسانيين إلا أنه يعكس، واقعياً، مبدأ «احمِ الآخرين لتحمي نفسك»، المبدأ الذي كرّسه الوباء بعدما أظهر أنه أحد ارتدادات العولمة.

لكن، ها هي الأمم المتحدة تحذّر من «كارثة إنسانية»، استناداً إلى تقديرات منظمة الصحة العالمية والبرنامج العالمي للأغذية، وكلاهما أكثر التصاقاً وخبرةً بما يجري على أرض الواقع، سواء في مناطق النزاعات المسلحة، أو في ما يتعلّق بالقدرات التنظيمية في مختلف أنحاء العالم.

لكن أكثر ما يقلق المنظمة الدولية هو «التدافع» من أجل اللقاحات، خصوصاً بين الدول المتقدمة.

ولعل هذه الأخيرة تتّبع مبدأ «احمِ نفسك لتحمي الآخرين»، وتعتبر أن استقرار الاقتصاد العالمي يتوقّف عليها أولاً. ثم إنها ضُربت بالمعدّل الأكبر للإصابات (فاقت 65 مليوناً) والوفيات (أكثر من 1.5 مليون)، وبالتالي ينبغي أن تكون لها أولوية في الحصول على اللقاح لتتمكّن من التعافي سريعاً.

وتضاعفت المخاوف بعد مسارعة بريطانيا إلى الترخيص للقاح «فايزر- بيونتيك» للحصول عليه قبل سواها، وما رافق ذلك من سجال قومي شعبوي بين سياسيين غربيين وحتى اختصاصيين حول جودة التدقيق في نتائج اختبارات هذا اللقاح وفي تركيبته التي تتداخل بالحمض النووي للجسم.

كما أن الفوارق ليست واضحة بينه وبين لقاحات «سينوفارم» الصيني و«سبوتنيك في» الروسي و«موديرنا» الأميركي و«استرازينيكا» البريطاني الذي تراجع الحديث عنه.

هناك دوافع سياسية للتدافع على اللقاح، والتسابق بين الدول الكبرى إلى مَن يثبت «تفوّقه» ومَن يخرج أولاً من أزمته الاقتصادية، لذا بدا التحذير من «سحق الفقراء» مبرّراً ومشروعاً.

هذا يناقض ما ساد البشرية من روح «تضامنية» خلال شهور الوباء، بل ينقض نصائح العلماء بوجوب عدم التسرّع في إعلان نهاية الجائحة، فأقصر التقديرات يتوقّع تراجعها وليس نهايتها الفعلية خلال 2021. لا بدّ من آلية تشرف عليها منظمة الصحة العالمية لتحقيق تعهّد «قمة العشرين» بتوزيع عادل للقاح أو اللقاحات.

* عبد الوهاب بدرخان كاتب صحفي لبناني

المصدر | الاتحاد - أبوظبي

  كلمات مفتاحية

لقاح، فيروس كورونا، الأمم المتحدة، الفقراء، التدافع على اللقاح، كوفيد-19،

رغم الوعود.. الفقراء سينتظرون طويلا للحصول على لقاح كورونا