استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عقلية البازار ورّطت أنظمة عربية بتطبيع مجاني مع (إسرائيل)

الثلاثاء 15 ديسمبر 2020 11:23 ص

عقلية البازار ورّطت أنظمة عربية بتطبيع مجاني مع (إسرائيل)

لا بد من ظهور صلاح الدين الجديد من هذه الأمة يَسْترد حقوق العرب والمسلمين ومقدساتهم في فلسطين.

ضرب الحكام العرب المطبعون بعرض الحائط قيما ومبادئ ورثوها عن أجدادهم ومن السلف الصالح على مر العصور.

هزيمة تاريخية للحكام العرب المطبعين أمام الصهيونية العالمية والأمل معقود على الشعب العربي بالمغرب والسودان والإمارات والبحرين!

*     *     *

استغل ترامب حب معظم الحكام العرب للمال والجاه والسلطان، فعقد معهم صفقات التطبيع مع "اسرائيل" بأبخس الأثمان!

من المعروف عن ترامب أنه رجل الصفقات، وقد حقق معظم ثروته من صفقات العقار في أمريكا، وقد وَظَّف مهارته هذه في عقد صفقات التطبيع مع كل من: الإمارات والبحرين والسودان والمغرب خلال أربعة شهور، وبأقل الأثمان! فحقق ما عجزت عنه الصهيونية العالمية خلال سبعين سنة من الصراع العربي الإسرائيلي.

عقلية البازار تقوم على أن من يدفع أكثر يفوز بالصفقة، و"البازار" كلمة فارسية، وهي عملية يتبادل فيها البائع والمشتري جولات المفاوضات؛ بحيث يرفع البائع السعر الى أقصى مستوى، وفي المقابل يقوم المشتري بتخفيض السعر الى أقل سعر ممكن، وتستمر العملية الى أن تتم الصفقة، وتحقيق الربح لكل من البائع والمشتري، وهذا ما تم فعلًا في صفقات التطبيع مع "إسرائيل".

في حالة الإمارات، أغرى ترامب حكامها بموافقته على بيعهم طائرات حديثة من طراز أف35، وبجلب الاستثمارات الأمريكية والتكنولوجيا الإسرائيلية الى الإمارات، وبتسهيل صادرات الإمارات عبر ميناء حيفا.

أما في حالة البحرين فقد نجح ترامب في إبرام صفقة التطبيع مع "إسرائيل" مقابل جذب السائحين الإسرائيليين والأمريكيين الى المنامة، ووعدهم بالحماية من الخطر الإيراني.

وفي حالة السودان كان التطبيع شبه مجاني؛ فقد دفع السودان 335 مليون دولار مقابل وعد ترامب برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وقيام نتنياهو بإرسال القمح للسودان بما قيمته 5 ملايين دولار.

أما في حالة المغرب فكانت صفقة التطبيع مع "اسرائيل" بائسة، فتضمنت اعتراف ترامب بالصحراء الغربية تحت السيادة المغربية، والوعد بقيام مستثمر يهودي أمريكي من أصل مغربي من أنصار كوشنر الصهيوني بالاستثمار بـ3 مليارات دولار في المغرب.

وفي حالة السلطة الفلسطينية فقد كانت صفقة إعادة التنسيق الأمني مع الموساد الإسرائيلي مقابل بضعة ملايين من الشواكل الإسرائيلية، والتي هي في الأصل ضرائب تستوفيها "إسرائيل" من الفلسطينيين لصالح السلطة، وليست هبة من "إسرائيل"!

لقد طبق الحكام العرب المطبعون المقولة العالمية المشهورة: "ليس هناك صداقات دائمة، ولا عداوات دائمة، وإنما هناك مصالح دائمة"، ضاربين بعرض الحائط القيم والمبادئ التي ورثوها من أجدادهم، ومن السلف الصالح على مر العصور.

ضحية صفقات التطبيع مع "إسرائيل" هم الفلسطينيون المحاصرون في الأرض المحتلة، وقضية فلسطين والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وفلسطين بلد الأسراء والمعراج حيث يوجد فيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والضحية الأخرى هم سكان الجولان المحتل من العرب.

ورغم الهزيمة التاريخية للحكام العرب المطبعين أمام الصهيونية العالمية، فالأمل معقود على الشعب العربي في المغرب والسودان والإمارات والبحرين، وبقية البلدان العربية، ولا بد من ظهور صلاح الدين الجديد من هذه الأمة، يَسْترد حقوق العرب والمسلمين في مقدساتهم في فلسطين.

* د. خليل عليان أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

عقلية البازار، التطبيع، الأنظمة العربية، إسرائيل، فلسطين، المغرب، السودان، الإمارات، البحرين،