استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

روسيا واستباحة العرب

الجمعة 2 أكتوبر 2015 06:10 ص

تمثل الغارات الجوية، التي شنها الطيران الحربي الروسي داخل أراضي سورية، تحولاً نوعياً خطيراً في الأوضاع الاستراتيجية في المنطقة العربية، وسيكون له ما بعده في موازين القوى والصراع في المنطقة. تقول روسيا إن ضرباتها التي وجهتها، أول من أمس، كانت ضد «تنظيم الدولة»، وهو ما نفته تقارير إخبارية عديدة، مشيرة إلى أن الغارات الروسية استهدفت مواقع لفصائل المعارضة السورية، وأوقعت مدنيين كثيرين، وهو ما أطلق حملة تنديدات دولية ضد موسكو.

دخول روسيا على خط الحرب في سورية هو بمثابة البداية لتحول الصراع هناك إلى حرب دولية غير مباشرة، لا يعرف أحد أين ومتى ستتوقف، فالتحرك الروسي جاء بعد أن منح «الكرملين»، بالإجماع، الرئيس «فلاديمير بوتين»، تأييداً لشن ضربات داخل سورية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس».

الأكثر من ذلك أن الضربات الروسية جاءت بعد أسابيع قليلة من أنباء تم تداولها حول إرسال روسيا جنوداً وأسلحة وقطعاً عسكرية إلى سورية، وهو ما نفته موسكو، لكنه أصبح حقيقة. والمعروف أن روسيا تمتلك أكبر قاعدة عسكرية خارج أراضيها في ميناء طرطوس، والتي تعتبر المنفذ الوحيد لها على المياه الدافئة فى البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي.

يعكس التدخل العسكري الروسي فى سورية مخاوف موسكو من إمكانية سقوط نظام «بشار الأسد»، وسعيها إلى حمايته بكل الطرق، حتى ولو كان الثمن التورط فى حرب خارجية، كما هي الحال الآن. ولن تتوقف موسكو عن تحقيق هذا الهدف، لأسباب استراتيجية واقتصادية وسياسية كثيرة.

وبدلاً من أن الحرب في سوريا كانت تتم بالوكالة طوال العامين الأخيرين، فإننا الآن إزاء حرب صريحة بين القوى الدولية والإقليمية في المنطقة، تجري على الأراضي السورية. وإذا كانت الولايات المتحدة تقود تحالفاً دوليا ضد «داعش»، فإنه من المفارقة أن تنفرد روسيا بالعمل خارج هذا التحالف، على الرغم من ادعائها بمحاربة الدواعش.

بكلمات أخرى، من يحارب الآن فى سوريا ليس نظام «الأسد»، وإنما بالأساس نظام بوتين الذي يحاول، بكل الطرق، أن تكون له اليد العليا في صراعه مع الغرب، كما الحال في أوكرانيا ودول البلقان.

يرى بوتين أن إسقاط «الأسد» هو بمثابة إسقاط له ولهيبة بلاده. لذا، فهو على استعداد لتعزيز وجوده العسكري في سورية، من أجل ضمان البقاء هناك بأي ثمن وتحت أية لافتة. الطريف، هنا، أن النظام السوري لم ينزعج، أو يرفض التدخل العسكري الروسي، بل كان الداعي إليه. وذلك على عكس ما فعل مع الضربات التي وجهها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» قبل حوالي عام.

وإذا ما وضعنا الضربات الروسية ضمن السياق الدولي الأوسع، يمكننا القول إن «بشار الأسد» هو من يحارب نيابة عن «بوتين»، وليس العكس، فالأخير يدير معركة «كسر عظم» مع الغرب، في ملفات أخرى ملتهبة، مثل ملف أوكرانيا والعلاقة مع حلف الناتو...إلخ. ويحاول استخدام كل أدواته، من أجل مناورة الغرب والضغط عليه من أجل تحقيق مصالحه الإقليمية والدولية.

المدهش أن معظم الدول العربية لم تعلق، حتى الآن، على التدخل العسكري الروسي في سورية، سلباً أو إيجابا. ويبدو أن هذا التدخل قد أصاب الجميع بالمفاجأة، ليس فقط لقوته وجرأته، وإنما أيضاً لأنه يتحدى كل المحاولات والمبادرات التي طُرحت قبل فترة، وكانت تهدف للتخلص من «بشار الأسد» أساساً لحل سياسي هناك. وبينما يشن الطيران الروسي ضرباته ضد الشعب السوري، فإن هناك من يسعى إلى إنقاذ «بشار الأسد» بحجة الحرب على الإرهاب.

وهنا، يجتمع هؤلاء مع الروس والإسرائيليين تحت المظلة نفسها، التي يستخدمونها جميعاً، لا لشيء سوى لاستباحة الشعوب العربية وإسكاتها.

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا العرب بوتين بشار الأسد الغرب الدول العربية إسرائيل

مواجهة بين روسيا وأمريكا بالأمم المتحدة على خلفية الغارات الجوية في سوريا

«رويترز»: روسيا تمد شريانا بحريا لـ«الأسد» في سوريا

هل جاء تدخل روسيا العسكري ”المتدحـرج“ لانقاذ نظام بشار الأسد فعلا؟

الاستيلاء على دمشق: كيف تقدمت روسيا إلى الأمام في الشرق الأوسط؟

روسيا تقلب الموازين في سوريا والمنطقة

لماذا تصر روسيا على دعم «بشار الأسد»؟

تحركات موسكو في سوريا: 5 رسائل ترسلها روسيا إلى العالم

أهداف اللعبة العسكرية الروسية في سوريا

قوات روسية في حماة السورية.. والثوار: لا نهتم بجنسية من نقاتلهم

كثير من الحروب بين الإخوة .. كثير من «الدول» المتزاحمة أرضا وجوا

روسيا والخليج.. تقارب محفوف بالعوائق

روسيا تواجه دول الخليج في سوريا

العرب والورقة الروسية

الضربات الروسية في سوريا .. بين تأييد مصر وصمت الأردن والعرب

العرب وروسيا .. مواجهة حتمية في سوريا

سمات المجتمعات المأزومة .. استباحة الآخر