استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الطفرات وأوهام التعافي الاقتصادي والسياسي

السبت 26 ديسمبر 2020 10:00 ص

الطفرات وأوهام التعافي الاقتصادي والسياسي

التعافي بات بعيدا في ظل الطفرات والتشوهات المرضية الخارجة عن السيطرة.

الطفرات البيولوجية ليست المسؤول الوحيد عن الفوضى والازمات الاقتصادية.

النظام الدولي يشهد طفرات تقنية واقتصادية يتولد عنها أزمات وصراعات تقف عائقا أمام محاولات الدول للتعافي الاقتصادي.

انسدادٌ يفتح الباب لطفرات وتشوهات سعيا لحل الأزمات كالتطبيع التي يأمل بعض العرب أن يخرجه من أزمته السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتراكمة.

*     *     *

وافق الكونغرس الامريكي على حزمة التحفيز المقدرة بـ900 مليار دولار من اصل خطة تحفيزية مقترحة مسبقًا قدرت قيمتها بتريليونين ونصف تريليون دولار أمريكي، كافح الديموقراطيون لتمريرها في الكونغرس الامريكي على مدى اشهر خمسة.

فالرئيس بايدن يلتحق بالبيت الابيض مسلحًا بخطة تحفيزية متواضعة إذا ما قورنت بالخطة التي أقرت على عجل في عهد ترمب قبل اكثر من سبع أشهر، وقدرت بـ3 تريليونات دولار.

ورغم انه مدعم بنفقات فيدرالية أقرها الكونغرس للعام القادم تقدر بتريليون و400 مليار دولار، فإن ميزانية الدفاع المقدرة بأكثر من 740 مليار دولار معلقة الى حين تجاوز فيتو ترمب الذي هدد بإعادتها لماراثون التشريع المتعب.

أرقام فلكية للتعامل مع فايروس كورنا، واخرى للدفاع، في حين ان الفايروس البيولوجي ما زال يتمدد ويتوسع ويتطور بالتوازي مع نمو صيني اقتصادي، وهجوم إلكتروني سيبراني يقوض تفوق الاقتصاد الامريكي، ونظرية الأمن وموازنتها الدفاعية الخرافية.

أمريكا ليست الدولة الوحيدة التي تعيش وهم التعافي من فايروس كورونا؛ فأوروبا بعد إقرار خطة التخفيز التاريخية المقدرة بـ 750 مليار يورو عادت الى نقطة الصفر بارتفاع الوفيات في ألمانيا، والعودة الى الإغلاق في إيطاليا وفرنسا، ليتبعها وعلى نحو مباغت الكشف عن تحور جديد لفايروس كورونا يضاعف أعداد المصابين في القارة العجوز.

الفايروس لا يعد المشكل والعائق الوحيد  للنمو والتعافي في اوروبا؛ فـ"بريكست" والحرب التجارية الأمريكية الصينية، والعقوبات على روسيا، وأزمة العلاقة مع تركيا كلها مجتمعة تمثل كوابح ومعيقات للخروج من نفق الأزمة الاقتصادية في اوروبا والعالم.

وفي الوقت الذي يستمر فيه الحديث عن التعافي والتعاون الدولي، تفرض إدارة ترمب عقوبات على 59 شركة صينية جديدة، مسببة اضطرابًا في الأسواق الآسيوية والأسترالية.

الطفرات البيولوجية لم تعد المسؤول الوحيد عن الفوضى والازمات الاقتصادية؛ فالنظام الدولي برمته يعاني من طفرات متنوعة، ذات طبيعة تقنية واقتصادية يتولد عنها المزيد من الازمات والصراعات التي تقف عائقًا وسدًّا منيعًا أمام محاولات الدول للتعافي الاقتصادي.

انسدادٌ يفتح الباب لمزيد من الطفرات والتشوهات على أمل الخروج من الأزمات كطفرة التطبيع التي يعلق عليها البعض في منطقتنا العربية؛ أملًا في الخروج من أزمته السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتراكمة، والضاربة في القدم؛ فالتعافي بات بعيد المنال في ظل الطفرات والتشوهات المرضية الخارجة عن السيطرة.

* حازم عياد كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الطفرات البيولوجية، الأزمات، النظام الدولي، كورونا، كوفيد-19، التعافي الاقتصادي، عقوبات، التطبيع،