أثارت مشاهد حفل صاخب داخل مقام النبي موسى، بين القدس وأريحا في الضفة الغربية، غضب الفلسطينيين الذين رفضوا ما جرى.
ودعا فلسطينيون إلى "محاسبة أية جهة رسمية فلسطينية سمحت بانتهاك حرمة المقام الديني"، وسط اتهامات لوزارتي السياحة والآثار والأوقاف والشؤون الدينية، فيما قررت الحكومة الفلسطينية تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة.
و"مقام النبي موسى" يتبع وزارة الأوقاف الفلسطينية، وهو مكون من طابقين ويضم ساحة ومسجدا ومجموعة غرف، ومفتوح للسياحة والصلاة بشكل دائم لكنه عادة لا يشهد أعدادا كبيرة من المصلين كونه يقع في منطقة نائية.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، مشاهد تظهر مشاركة العشرات في حفل غنائي صاخب تخلله مشروبات كحولية، أقيم في ساحة المقام مساء السبت.
كما أظهرت مشاهد مصورة أخرى قيام ناشطين فلسطينيين يقطنون في مدينة القدس بطرد المشاركين في الحفل من ساحة المقام.
وأشارت تدوينات بمنصات تواصل إلى إن فرقة غنائية محلية تدعى "بويلر روم" هي من أقامت الحفل.
حصل في #مقام_النبي_موسى pic.twitter.com/BJpDdxSQKl
— Hosni Sukker (@hosnisukker) December 27, 2020
#مقام_النبي_موسى شرق مدينة القدس المحتلة من الأماكن المقدسة في العالم الإسلامي .
— محمد عايد أبو جابر (@Muhmad6AbuJaber) December 27, 2020
تفاجئ المقدسيون بإقامة حفل ورقص داخل المسجد ، وبعد الاستفسار عن من سمح لهم القيام بهذا الفعل المشين ، أجابوا بترخيص من وزارة الاوقاف والسياحة .!!
إلى أين وصلنا ....pic.twitter.com/3ezh8e86BA
ولم تعلن أية جهة فلسطينية رسمية عن الجهة التي نظمت الحفل أو من منحها إذن الدخول لهذا المقام الديني الأثري.
وضمن حالة الاستنكار لهذا الحفل، الذي اعتبره الفلسطينيون "انتهاكا لحرمة المقام والمسجد"، أدى العشرات صلاة عصر الأحد، في ساحة "مقام النبي موسى".
وألقى بعض المصلين عقب الصلاة كلمات استنكرت إقامة الحفل الموسيقي داخل ساحة المقام، وطالبوا بمعاقبة المسؤولين عن ذلك.
وبشأن هذه الواقعة، قال قاضي قضاة فلسطين "محمود الهباش"، في تصريحات صحفية: "أشعر بتقزز وغضب تجاه ما حدث"، مطالبا بمحاسبة المسؤول عن ذلك.
فيما قرر رئيس الوزراء الفلسطيني "محمد اشتية"، تشكيل لجنة تحقيق فى الواقعة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وعلى ذات الصعيد، قالت "رابطة علماء فلسطين" في غزة، في بيان، إن "ما جرى في مقام النبي موسى جريمة دينية وأخلاقية ووطنية وقيمية".
وأضافت الرابطة (غير حكومية): "تابعنا بكل حزن وغضب ما جرى من عمل مشين خارج عن إطار الأخلاق والقيم وعن الإنسانية في مقام النبي موسى"، في إشارة للحفل الغنائي.
ويعود تاريخ "مقام النبي موسى"، لفترة المماليك (1250م-1517م)، حيث بناه الظاهر بيبرس رابع سلاطين الدولة المملوكية، كنقطة وصل بين فلسطين والأردن، ومحطة استراحة للحجاج المسلمين، وكنقطة عسكرية للجيوش الإسلامية، بحسب مؤرخين.
ورغم إطلاق اسم "مقام النبي موسى" على هذا المعلم، إلا أن مؤرخين وعلماء آثار، يؤكدون أنه لا علاقة له بالنبي موسى، الذي فقدت آثاره على جبل بالأردن بحسب العهد القديم من التوراة، ولا يعرف على وجه الدقة سبب تسمية المقام بهذا الاسم.