استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

رسالة توسل لمحور المقاومة

الثلاثاء 29 ديسمبر 2020 12:06 م

رسالة توسل لمحور المقاومة

هل يكون صخب اعلام محور المقاومة دليلا على عمق الإحباط وردود فعل تعويضية عن الإحساس بالخوار؟!

مطلوب تجنب "الجعجعة  دون الطحن" لأن آثار هذا النمط الاعلامي البعيدة سيكون مدمرا من الناحية الاستراتيجية.

لا تجعلوا الضغوط الاعلامية تجبركم على الرد المتعجل أنتم من يحدد موعد الرد وكيفيته ومكانه وطبيعته فهذا قراركم وحدكم.

التهديد غير القابل للتصديق من الطرف الآخر(إسرائيل أو أميركا) يكشف خللا استراتيجيا في استراتيجية إعلام محور المقاومة.

تكرار التهديدات لاسرائيل برد "مزلزل.. مدمر.. صاعق وغير ذلك من مفردات ملتهبة" ثم عدم تنفيذ الردود ولو بالحد الادنى سيفقد المحور مصداقيته.

تعميق الوحدة بين الجهاد الاسلامي وحماس أمر لا بد من التفكير فيه والابتعاد عن "نرجسية الفروق الصغيرة" وسيكون هذا انجازا استراتيجيا.

*     *     *

متابعتي لتصريحات قادة " محور المقاومة" (ايران وسوريا وحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي والجبهات الشعبية الفلسطينية والحشد الشعبي العراقي وأنصار الله باليمن) بخصوص الردود على الاعتداءات الاسرائيلية من ناحية، وكيفية تعاطي مراكز الابحاث والاعلام والمسئولين الاسرائيليين والأمريكيين على تهديدات الرد   من ناحية ثانية، تجعلني اسجل الملاحظات التالية:

1- ان تكرار التهديدات لاسرائيل بالرد "المزلزل او المدمر او الصاعق وغير ذلك من المفردات الملتهبة" ثم عدم تنفيذ هذه الردود ولو بالحد الادنى سيفقد هذا المحور مصداقيته، ومع استمرار هذه التهديدات دون تنفيذ سيجعل جمهور المحور يصاب بالاحباط ويبدأ بهدوء ينفض من حول المحور، ان كسب التأييد الشعبي هو نتيجة للفعل المدروس والمؤثر وغير الانفعالي وليس بالوعود الخطابية.

2- ان التهديد غير القابل للتصديق من الطرف الآخر(اسرائيل او الولايات المتحدة)، يكشف عن خلل استراتيجي في استراتيجية اعلام محور المقاومة، ومن متابعتي لردود الفعل الاسرائيلية أجد ان نسبة التصديق الاسرائيلي لا تتجاوز 20% باستثناء تهديدات حزب الله التي ترتفع نسبة التصديق لها لدى الباحثين الاسرائيليين والجمهور الاسرائيلي  الى حوالي 60- 70%.

3- من الملاحظ ان كل اطراف المقاومة يكررون عبارة بأننا لن نكون " البادئين" بالاعمال العسكرية، وهذا يضع التساؤل التالي: لو التزمت اسرائيل بعدم القيام  بـ"عمليات عسكرية" ولكنها استمرت في الاستيطان والاعتقالات والحصار لغزة والاختراق للصفوف العربية بالتطبيع والتأليب الدولي على الفلسطينيين وعلى محور المقاومة، فهل يعني أن هذه اقل خطورة من العمل العسكري الاسرائيلي المباشر؟

وانا أدرك الظروف الداخلية والاقليمية والدولية المحيطة بمحور المقاومة، ولا أطلبهم بالرد النزق وغير المدروس مهما كانت السخرية منهم، ولكني اؤكد على رفض  "الجعجعة  دون الطحن"، لان الآثار البعيدة لهذا النمط الاعلامي سيكون مدمرا من الناحية الاستراتيجية.

4- لقد بدأت منظمة التحرير تفقد مصداقيتها بسبب فقدان أي ترابط بين القول والفعل، فرئيس سلطة التنسيق الامني تجاوز المرة الستين بوعود الغاء التنسيق الامني والذهاب للمحاكم الدولية، بينما التنسيق مع الموساد والاستعداد لاحلال السلطة الفلسطينية بسلطات مدنية محلية على غرار روابط القرى قائم على قدم وساق.

وعليه أصبح المجتمع الفلسطيني وجمهور المقاومة مصاب بعقدة التصديق، فلا تعززوا هذا النمط من التفكير بتكرار ما قاله الشاعر العربي القديم: "ملأنا البر حتى ضاق عنا، وماء البحر نملأه سفينا" بينما هو لا يملك في البحر حتى لوح خشب واحد.

5- أحد علماء النفس الاسرائيلي يرى ان صخب اعلام محور المقاومة هو دليل على عمق الاحباط وردود فعل تعويضية عن الاحساس بالخوار..وانا لا أوافقه كليا في تفسيره، لكن أرى ان بعض اجنحة محور المقاومة تعبر عن ما قاله هذا الاسرائيلي.

6- ان لا تجعلوا الضغوط الاعلامية تجبركم على الرد المتعجل، انتم من يحدد موعد الرد وكيفيته ومكانه وطبيعته، فهذا قراركم وحدكم.

لذا ارى:

1- استعدوا وخططوا وتدربوا دون حديث إلا لتحديد المواقف "رفضا او قبولا " لسياسة معينة دون ضجيج.

2- تفاخروا بالرد بعد وقوعه، على ان يكون التفاخر بعيدا عن محاولة الاشارة للجهة التي قامت بالرد رغبة في كسب الجماهير..كما كان يحدث بين تنظيمات المقاومة في الستينات والسبعينات.

3- اجراء المناورات المشتركة في قطاع غزة قبل ايام امر جيد جدا، لكن تعميق الوحدة بين الجهاد الاسلامي وحماس امر لا بد من التفكير فيه والابتعاد عن "نرجسية الفروق الصغيرة" وسيكون هذا انجازا استراتيجيا.

كان الله في عونكم...وانحني امام حذاء كل مرابط منكم في خندقه او سجنه او خليته السرية..

* د. وليد عبد الحي أستاذ جامعي وباحث في المستقبليات.

المصدر | facebook.com/walid.abdulhay/posts

  كلمات مفتاحية

محور المقاومة، إيران، إسرائيل، فلسطين، التهديد، الرد المزلزل، المفردات الملتهبة، المصداقية، إعلام، حماس، الجهاد الإسلامي،