علماء شرعيون: التطبيع جريمة.. وتوقيع العثماني عليه مهانة وصدمة

الثلاثاء 29 ديسمبر 2020 12:40 م

رأى علماء شرعيون أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، جريمة لا تغتفر، وأن توقيع رئيس الوزراء المغربي "سعد الدين العثماني" على اتفاق التطبيع مهانة وصدمة كبيرة.

جاء ذلك في لقاء على قناة "الحوار" في لندن، شارك فيه الشيخ "حسين حلاوة" أمين عام المجلس الأوروبي للإفتاء، والشيخ "ونيس المبروك" عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وفجر رئيس الحكومة المغربية "سعد الدين العثماني" موجة انتقادات واسعة بعدما حضر شخصيا وشارك في توقيع اتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، بينما سبق أن كرر مرارا تمسكه برفض إقامة علاقات مع إسرائيل، بالنظر إلى أنه منتمٍ لحزب "العدالة والتنمية" الإسلامي.

وسبق أن برر "العثماني" قرار المملكة بالتطبيع، بأن ذلك لن يمس ثوابت المملكة تجاه القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، مؤكدا أن المغرب الموحد أقدر على دعم الفلسطينيين، في إشارة إلى الاعتراف بمغربية الصحراء مقابل التطبيع مع إسرائيل.

لكن تبريرات "العثماني" لم تقنع المنتقدين، خصوصا بسبب انتمائه لحزب إسلامي رفض مرارا التطبيع مع إسرائيل.

وقال الشيخ "حلاوة" إن التطبيع مع المحتل جريمة، لأنه محتل اعتدى على الأرض والدين والمقدسات والعرض، والمال، ولا يزال مصرا على ذلك، وفي كل يوم يرى الإجرام بالأراضي الفلسطينية، ولذلك فهو خيانة واعتداء على المقدسات والقيم التي شرعها الله وحافظ عليها الدين الإسلامي.

وأضاف أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير التطبيع تحت أي مسمى أو أي عذر ما دام المحتل يواصل انتهاكاته ضد الفلسطينيين واحتلاله للمقدسات.

من جهته؛ قال الشيخ "مبروك" إن التطبيع يعني الدخول بعلاقات مبرمجة ومخططة تؤول في نهايتها إلى جعل العلاقة معه طبيعية، وهي علاقة مع دولة محتلة استيطانية عرقية لها أيديولوجية ومشروع بالمنطقة، دون الاتفاق على أي حق من حقوق الفلسطينيين القائمة على شروط العدالة.

وأشار إلى أن هناك خطأ شائعا يقع فيه البعض، أن التطبيع وفق السياسة الشرعية هو نوع من الصلح أو التفاوض أو الموادعة والهدنة، ولكن هذا الأمر لا يكون مع محتل اغتصب الأراضي المقدسة لا سيما المسجد الأقصى المبارك.

وحول تطبيع المغرب مع الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما أنه يأتي في ظل حزب إسلامي يقود الحكومة المغربية، قال الشيخ "حلاوة" إن الإشكالية تكمن في أن هذا الحزب يقول إن مرجعيته الإسلام ثم يتعدى على الحدود، متسائلا: هل تحول الحرام الذي كان يردد من حزب العدالة والتنمية في المغرب قبل الدخول في معترك السياسة، إلى أمر مباح في عشية وضحاها؟!.

بدوره قال "مبروك"، إنه لا يمكن قبول ما قام به رئيس الوزراء المغربي "سعد الدين العثماني" (..) وما حدث خطأ لأنه تعد على حق ثابت ومقدس، ولا يمكن استبدال صحراء شرقية أو غربية بمنطق تراب فلسطين.

ولفت إلى أن الخطأ الذي وقع فيه "العثماني" أنه "انطلق من رحم حركة إسلامية، وكان منظرا لها، ومن وضع نفسه مواضع التهم، فلا يلومن من أساء الظن به، فكيف ترفع حذاءك بالأمس، واليوم توقع بنفسك باليد اليمنى التي رفعت بها الحذاء مع من يذبح الشعب الفلسطيني ويغتصب مسرى النبي".

وفي هذه النقطة، قال الشيخ "حلاوة" إنه لا يمكن قبول مهانة جلوس "العثماني" أمام وزير إسرائيلي للتوقيع على اتفاقية التطبيع التي لا يمكن تبريرها، وموقف المغرب شكل صدمة كبيرة لدى المسلمين لا سيما أنه مسؤول عن ملف القدس طوال العقود الماضية.

والأسبوع الماضي، وقع "العثماني"، الذي يترأس الحكومة المغربية منذ 2017، على "إعلان مشترك" بين كل من المغرب والاحتلال والولايات المتحدة، خلال زيارة وفد رسمي إسرائيلي أمريكي للرباط، وصل إليها على متن أول رحلة طيران تجارية مباشرة من إسرائيل إلى المملكة.

وبات المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال عام 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

المغرب تطبيع العثماني علماء خيانة

العثماني: لا يمكننا الاصطدام مع اختيارات الدولة وتوجهات الملك في التطبيع