من بوابة المال.. إيران تحاول جعل العشائر العربية بسوريا‬⁩ ورقة في يدها

السبت 9 يناير 2021 09:54 ص

ذهب خبراء ومراقبون للشأن السوري إلى أن وجود إيران في سوريا تَعدَّى حماية النظام السوري من السقوط، حيث وسعت طهران أشكال الهيمنة على المشهد السوري، سواء السياسي أو الاستثمار الاقتصادي، إلى التواجد بين العشائر العربية ومحاولة االسيطرة عليها بطريقة أو بأخرى.

وأوضح المراقبون أن إيران تسعى لجعل العشائر العربية السورية ورقة بيدها، وذلك ضمن تكثيف جهودها لترسيخ فكرة إقامة منطقة نفوذ دائم لها في البلاد.

ووفق عدد من أبناء العشائر، فإن إيران تخوض صراعاً لكسب ودّ العشائر العربية عبر اختلاق وجهاء وشيوخ عشائر محليين يتبعون طهران رسمياً، ويأخذون دور الوكيل الفعلي في تنفيذ مخططاتها، وزجّ أبناء تلك القبائل في التشكيلات العسكرية التي تديرها إيران في سوريا.

ولا يحظى هؤلاء "الشيوخ الوهميون" بأي اعتراف شرعي من باقي أبناء المنطقة خارج حدود مناطق سيطرة الميليشيات الإيرانية، والنظام السوري، كما يؤكد أبناء تلك العشائر.

المصادر ذاتها كشفت أن إيران اعتمدت في سوريا، على عدة شخصيات عشائرية، دانت بالولاء المطلق لها، ووضعت كل البيض في سلتها، لدرجة أنها شكّلت ميليشيات من عشائرها لخدمة وتنفيذ مشاريع طهران، وأخذت تمشي خطوة بخطوة مع عملية التغلغل الإيراني على كل الصعد، العسكرية والاجتماعية والثقافية والدينية على الجغرافيا السورية، في جنوب دمشق وحلب وحماة وحمص ودير الزور والحسكة.

وأشارت إلى أن إيران تسعى لجعل العشائر العربية السورية ورقة بيدها، ضمن تكثيف جهودها لترسيخ فكرة إقامة منطقة نفوذ دائم لها في البلاد.

وفي السياق، قال "إبراهيم الحاج"، شيخ قبيلة قيس في المناطق المحررة، لموقع فضائية "تي آر تي" عربي، إن "إيران أغدقت الأموال على بعض الشخصيات العشائرية لتمرير مشروع التشيّع في سوريا عامة، فبنت الحسينيات، وأعطت المنتفعين من شيوخ العشائر صلاحيات واسعة، لدرجة إخراج الناس من السجون".

وأضاف أن "هذا كله يتماهى مع رؤية إيران لحكم سوريا، على المدى الطويل، ومنها على سبيل المثال إدراجها مناهج دراسية تكرّس ثقافة التشيع وتنشر اللطميات بين الأطفال، إضافة إلى دفع رواتب شهرية تصل إلى 150 دولاراً أمريكياً، إلى العوائل التي أعلنت تشيُّعها".

كيف بدأ الزحف الإيراني؟

وبات مشروع إيران في سوريا، واضحاً من خلال سعيها لإقامة ممر بري من أجل الربط بينها وبين لبنان، عبر العراق وسوريا، وهذا ما دعاها إلى محاولة تغيير البنية الاجتماعية والثقافية في بعض مناطق سوريا، بالاعتماد على عدة معطيات.

أولها تَمثَّل بتبني استراتيجية طويلة الأمد في سوريا، وإذا ما سلطنا الضوء أكثر على محافظة دير الزور، وجدنا أن طهران تجذب الأضواء إليها هناك، خوفاً من تهميشها من باقي الأطراف الفاعلة في الملف السوري.

وهذا ما يشير إليه المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية المعارض، الشيخ "مضر حماد الأسعد"، بتأكيده أن "الوجود الرسمي الإيراني في محافظة دير الزور بدأ بشكل رسمي وكبير عام 2017 تقريباً بعد عملية القضاء على تنظيم الدول فكانت الميليشيات الإيرانية تنتظر الفرصة للتوغل، وتحديداً من القرى والبلدات الممتدة من مدينة دير الزور مروراً بمدينة الميادين، ووصولاً إلى البوكمال التي تعتبر حالياً معقل النفوذ الإيراني بالمحافظة".

ووفق المتحدث، فإن إيران تغلغلت في النسيج الشعبي لأهالي دير الزور، عبر بعض المنظمات الإنسانية والخيرية، موضحاً أن هذه المنظمات توجد في محافظة دير الزور من أجل السيطرة، وذلك عبر تكوين الصداقات مع كبار شخصيات النظام السوري، أو القيادات السياسية والوظيفية والعشائرية في المنطقة، من خلال إغرائهم بالمال.

وبين المتحدث أنه "رغم كل محاولات إيران لابتلاع الحاضنة الشعبية، فإنها لم تستطع أن تستقطب سوى جزء صغير بسبب الاختلاف المذهبي والعقائدي بين التشيع والتسنن".

ورغم ذلك تسعى إيران إلى تشكيل ما يسمى "جيش العشائر" في دير الزور، بالتعاون مع شعبة المخابرات العسكرية بدمشق، على أن يتولى الحرس الثوري الإيراني تقديم الدعم المادي والعسكري له، لكن الفكرة تلقى مقاومة كبيرة في المحافظة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران العشائر السورية التشيع دير الزور إيران العشائر السورية التشيع دير الزور إيران العشائر السورية التشيع دير الزور إيران العشائر السورية التشيع دير الزور إيران العشائر السورية التشيع دير الزور إيران العشائر السورية التشيع دير الزور إيران العشائر السورية التشيع دير الزور إيران العشائر السورية التشيع دير الزور إيران العشائر السورية التشيع دير الزور

ناشيونال إنترست: إيران تعزز سيطرتها في سوريا بإصرار

وصفته بالاستشاري.. إيران تتوعد بسحق أي محاولة لضرب دورها في سوريا