استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حفلة جنون في الشرق الأوسط!

الاثنين 5 أكتوبر 2015 04:10 ص

لم يكن ينقص الشرق الأوسط الغارق في بحر من الفوضى والتشظي والحروب والتقسيم والمواجهات والتفكك سوى أن تدخل روسيا بمشروعها وبرئيسها الأوتوقراطي الذي يستعيد دور الأباطرة الروس، في تصفية للحسابات وإنهاك وإلهاء للغربيين بقيادة أميركا، في مناطق نفوذهم، للرد على مضايقة روسيا جيو- استراتيجياً واقتصادياً، وما عاناه اقتصادها من نزف وانهيار «روبلها»، بعدما قرر الغرب عقاب موسكو على ضم شبه جزيرة القرم والتوغل في أوكرانيا.. فهي عملية لا علاقة لها بدعم الأسد ومحاربة «داعش» ولا حتى بموطئ قدم وفق الاستراتيجية الكبيرة التي يحن الرئيس بوتين فيها لاستعادة دور روسيا القيصرية في نظام دولي يتحول للتعددية القطبية. والواقع أن روسيا دخلت على خط الأزمة السورية بسبب تردد وفشل استراتيجية إدارة الرئيس أوباما الغارقة في المثاليات والدبلوماسية على حساب القيادة والزعامة. هذا على رغم ما يراه أوباما من أن روسيا دخلت الحرب من منطلق ضعف.

وقد رأينا نتائج استراتيجية أوباما الكارثية، كما أشرت مراراً في هذه الصفحة وآخرها في مقال الأسبوع الماضي، في تجرؤ إيران على انتهاج سياسة طائفية ومحاولات تمدد وتدخل، وصولاً لاستخدام وتوظيف مأساة التدافع في منى في حربها الباردة ضد السعودية. ويُضاف إلى ذلك أن تردد أوباما شجع على التطرف وساهم في تفاقم خطر «داعش» وتمددها! وتعلم أميركا ذلك، كما تعلم أيضاً، حسب اعتراف وزير الخارجية جون كيري، أن بشار الأسد لم يكن يقاتل «داعش» وسمح لها بالنمو والتمدد. وقد تغاضت أميركا وروسيا عن تطبيق قرارات مجلس الأمن، وأظهرتا عدم التشدد مع الأسد الذي ساهمت سياسته في تحطيم سوريا ككيان ودولة، وقتل 300 ألف شخص، وتشريد نصف الشعب السوري، وخلق أكبر أزمة لاجئين في العالم منذ الحرب العالمية الثانية!

ويهدف التدخل الروسي لتوظيف الورقة السورية لتعزيز مكانة روسيا على المسرح الدولي، والرد على الغرب وإثخان جراحه في مناطق نفوذه. بالإضافة إلى هدف ضمان موطئ قدم لروسيا في المتوسط، ولتجربة الأسلحة الحديثة ومقاتلات «سوخوي» المتطورة والدبابات والمدفعية الحديثة. ويهدف التدخل أيضاً لتصفية الحسابات وخلط الأوراق، وهو يزيد الأوضاع تعقيداً ومأساوية، ويساهم في انسداد أفق أي حل سياسي أو عسكري ينهي ما نشهده من فوضى وانهيار في سوريا.

إن مقامرة بوتين في حربه في سوريا ستدخله في مستنقع إذا لم يلجأ لحل سياسي. واعتقاده أن ذلك سيحول روسيا إلى صاحبة قرار ونفوذ في عمق مناطق نفوذ الغرب.. ليس صائباً. وأرى شخصياً، ويرى باحثون كثر، أن روسيا ستدفع فاتورة مكلفة، لأنه لا يمكن للقصف الجوي لكل من يعارض نظام الأسد، تحت ذريعة الحرب على «داعش»، أن يحقق نتائج! لأنه لا يمكن هزيمة التنظيمات المسلحة بقصفها من الجو.. وأميركا تعلم ذلك.. فقصف مقاتلات «أف 16» ليس استراتيجية، وكذلك قصف مقاتلات «سوخوي» ليس استراتيجية أيضاً!

وفي الاستراتيجية ليست لروسيا مصلحة كبرى وملحة في الشرق الأوسط، بل هي مناكفة وحنين للماضي من قبل بوتين. وروسيا إمبراطورية مكشوفة وعلى حافة الإفلاس وتنزف من الداخل اقتصادياً بسبب العقوبات وتراجع الاستثمارات وانهيار «الروبل». ومن المفيد الإشارة إلى أن اقتصاد إيطاليا، وهي من القوى الثانية في النظام العالمي، أكبر من اقتصاد روسيا التي تعيش دور الإمبراطورية، ويبدو أن بوتين يصدق ذلك!

ولكن الواقع أن حفلة الجنون في الشرق الأوسط تزداد جنوحاً واستعاراً لتصب النيران في أكثر من موقع ومكان، من العراق المتشظي إلى سوريا المنكوبة والنازفة دماً ودموعاً ولاجئين، والتي يزيدها التدخل الروسي ضياعاً وتيهاً، إلى اليمن الذي يعود تدريجياً لأحضان الشرعية بعد تحرير سد مأرب وباب المندب في الزحف نحو تحرير العاصمة صنعاء، ولكن لا يزال المشوار طويلاً للتحرير.

وفي هذا الوقت يزيد تدخل إيران، وأذرعها، في شؤون المنطقة الأوضاع تأزيماً وتعقيداً، لتدخلها في شؤون الدول العربية، وتصعيد الفرز المذهبي. وبعد الكشف عن سلسلة من الشبكات والخلايا الإرهابية التي مولتها ودربتها إيران لتعيث فساداً وتزعزع الأمن في دول الخليج، وخاصة في البحرين والكويت، أدى ذلك لقطع العلاقات بين البحرين وإيران وطرد القائم بالأعمال الإيراني من البحرين واستدعاء السفير البحريني من إيران وتقديم شكوى في الأمم المتحدة ضد تدخلها السافر في شؤون البحرين، والأعمال الإرهابية التي راح ضحيتها 16 رجل أمن و3000 مصاب. وكذلك قطع اليمن العلاقات الدبلوماسية مع إيران لتدخلها في الشؤون اليمنية ودعم الانقلابيين الحوثيين.. وللحديث صلة.

  كلمات مفتاحية

الشرق الأوسط أمريكا روسيا شبه جزيرة القرم أوكرانيا التدخل الروسي العسكري سوريا بوتين

التدخل الخارجي يؤجل الحلول في الشرق الأوسط

سوريا واليمن .. «شرق أوسط» أكثر تعاسة

التحديات ‬الأمنية ‬في ‬الشرق ‬الأوسط ‬الجديد!