إيكونوميست: هل تزعزع المصالحة الخليجية التقارب القطري التركي؟

الجمعة 22 يناير 2021 03:40 م

الاقتصاد والأيدولوجيا وغضب الجيران، 3 أسباب للتقارب بشكل خاص بين قطر وتركيا، وفق تقرير لمجلة "إيكونوميست".

وأشار التقرير، الذي ركز على أسباب تطور العلاقات بين الدوحة وأنقرة، إلى أن البلدان أغضبا جيرانهما لأسباب متنوعة؛ فقطر دعمت الربيع العربي، واحتضنت بعض الإسلاميين عندما انحرف مسار الثورات في تلك الدول.

وتركيا أيضا أغضبت جيرانها بسبب المنهج الإسلامي للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" واحتضانه معارضين إسلاميين من مصر وسوريا ودول أخرى، علاوة على غضب أوروبي خاص بسبب أنشطة التنقيب التركية شرقي البحر المتوسط.

هناك أيضا العقوبات الأمريكية التي فرضت على تركيا؛ بسبب أزمة منظومة "إس-400" الروسية.

وترى المجلة أن تركيا التي تعاني من أزمة اقتصادية تعول على قطر في الدعم المالي، فيما تعوّل الدوحة على الحماية التركية.

ويضيف التقرير: "كان دعم قطر للجماعات الإسلامية مثل حماس والإخوان المسلمين سببا في قطع كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة في 2017. وطلبت الدول الأربع من قطر إغلاق القاعدة العسكرية التركية على أراضيها".

وبدلا من ذلك، حسب "إيكونوميست"، "عمقت قطر علاقاتها مع تركيا التي أرسلت قوات وأغذية للإمارة الخليجية، واكتمل بناء القاعدة العسكرية التركية في 2019، ويمكنها استقبال 5000 جندي تركي، كما اعتبرها أردوغان رمزا للإخوة"، وأرسلت أنقرة أسلحة لقطر، ونظّمت معها مناورات عسكرية مشتركة.

وتابعت المجلة أن قطر بدورها دعمت التدخل التركي في سوريا وليبيا، بل وأكثر من هذا، فقد ضخّت أموالا في تركيا؛ ففي عام 2018 تعهدت باستثمار 15 مليار دولار في الاقتصاد التركي، ووافقت على تبادل عملة بـ3 مليارات مع المصرف المركزي التركي. ومع تراجع الاحتياطي من الدولارات، زادت قطر التبادل إلى 15 مليار دولار.

 وفي نوفمبر/تشرين الثاني عندما كانت تركيا تواجه أزمة عملة، وافقت قطر على شراء 10% من أسهم السوق المالي، و42% من مركز تسوق يعاني من مشاكل مالية، ووعدت بالاستثمار في ميناء إسطنبول، وتصل قيمة الاستثمارات القطرية إلى مليارات الدولارات؛ بحيث أصبحت قطر ثالث مستثمر أجنبي في تركيا.

وتساءلت المجلة حول مصير العلاقات بين قطر وتركيا، بعد إقرار المصالحة الخليجية، مشيرة إلى أن  الجمود النسبي لا يزال يسيطر على علاقات تركيا ببقية القوى الكبرى بالخليج، مثل السعودية والإمارات، ولا سيما الأخيرة التي تتهمها تركيا بدعم وتمويل المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016.

تراجعت علاقات أنقرة مع السعودية بعد قتل الصحفي "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018، لكن قطر عرضت الوساطة بين البلدين.

ويخلص التقرير إلى أن الظروف التي جلبت كلا من قطر وتركيا للتعاون معا لم تتغير بشكل أساسي وستظل العلاقة قوية؛حيث يقول "غالب دالاي"، من معهد "بروكينجز" في الدوحة، إن التحالف "واحد من أكثر العلاقات التي نسجها أردوغان استقرارا منذ وصوله إلى السلطة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات القطرية التركية تقارب المصالحة الخليجية

معهد إسرائيلي: هل تمهد المصالحة الخليجية لتحالف إقليمي أوسع؟

فورين بوليسي: إنهاء حصار قطر تطور إيجابي لكن الأزمة الخليجية لم تنته

مذكرة تفاهم بين تركيا وقطر لتعزيز التعاون الاقتصادي

زيارة جاويش أوغلو.. قطر تشكر تركيا على دعمها المصالحة الخليجية