كشف تحالف القوى العراقية، عن مباحثات تجريها كتل وشخصيات سياسية لإسقاط حكومة رئيس الوزراء «حيدر العبادي»، مبديا رفضه الانضمام إلى تلك المباحثات، في حين شدد سياسيون أن خصوم «العبادي» هم من داخل تحالفه، الذي يضم قادة يسعون إلى الاستحواذ على السلطة.

وقال النائب عن التحالف، «ظافر العاني»، في بيان، «إن قوى سياسية من التحالف الوطني الحاكم في البلاد، وتحديدا كتلة دولة القانون، وشخصيات كبيرة من التحالف، تجري مباحثات لإقالة العبادي من منصبه، بسبب اتهامه شخصيات كبيرة بإهدار المال العام»، بحسب صحيفة «العربي الجديد».

وأضاف أن «تلك الجهات، تتهم العبادي بالتفرد باتخاذ القرارات المتعلقة بالإصلاحات، وأن الإصلاحات لم تلامس حتى الآن جوهر المشكلة، فضلا عن بطء تحرك العبادي العسكري وعدم تحقيق إنجازات بهذا الشأن، بالإضافة إلى عدم تحسن الأوضاع الخدمية».

وأكد أن هذه الجهات دعت تحالف القوى للانضمام إليها، لكنه رفض أن يكون جزءا من هذه التحركات حتى الآن، مشددا على أنه من المبكر التفكير بتغيير حكومي الآن.

ودعا إلى منح «العبادي» فرصة أطول للمضي بالإصلاحات الموعودة، مشيرا إلى أن بعض الإصلاحات لا يتحملها «العبادي» وحده.

من جهته، أكد عضو التحالف الكردستاني، «قاسم أحمد»، في تصريح صحفي أن حزمة الإصلاحات التي بادر «العبادي» لإطلاقها، على الرغم من عدم تنفيذ الجزء الكبير منها لكنها وضعته في مأزق كبير.

وأضاف أن «العبادي» دخل مأزقا كبيرا من خلال تحميل نفسه مسؤولية الوعود الكبيرة التي أطلقها بإجراء الإصلاحات، مشيرا إلى أن «العبادي» لم يستطع تحقيق تلك الوعود ولا يستطيع أيضا الانسحاب منها.

واعتبر أن هذا الموقف منح خصوم «العبادي» فرصة كبيرة استغلوها في محاولة للإطاحة به، موضحا أن خصوم «العبادي» هم بالتأكيد من داخل التحالف الذي ينتمي له، لأن التحالف هو الجهة التي لها الحق بتشكيل الحكومة، كونها الكتلة الأكبر في البرلمان، الأمر الذي يثير أطماع قادة الكتلة الذين يسعون إلى الاستحواذ على السلطة.

وأكد أن الجانب الكردي بعيد كل البعد عن تلك المحاولات، وأنه ينتظر منح الفرصة الكافية لـ«العبادي» لتحقيق وعوده، كما أن تحالف القوى نأى بنفسه عن تلك المحاولات، الأمر الذي يجعل منها محاولات ومؤامرات داخل التحالف الوطني وأزمة داخلية يعيشها التحالف.

وأشار إلى أن الظرف الحالي يتطلب توحيد الجهود السياسية، وتقارب وجهات النظر، وهذا ما نطمح له، والعمل على الاستعدادات المطلوبة لتحرير المحافظات العراقية، مؤكدا أن مؤامرات التحالف الوطني، ستكلف العراق الكثير، من خلال نزاعه على السلطة.