هل الأردن قلق من الانتخابات الفلسطينية؟
المستويات الاردنية المختلفة السياسية والامنية مهتمة بتطورات المصالحة ومشدودة لنتائج الانتخابات القادمة.
وصول حماس للحكم في الضفة يعني أن الأردن سيتعامل مع الملف كاستحقاق جديد متشابك مع الداخل الاردني
لا داعي للتشنج أو انعكاس نتائج الانتخابات على تعامل الدولة مع الإخوان الاردنيين فتلك صيغة انتهى مفعولها والفرص أكثر من التحديات.
صورة رئيس السلطة الفلسطينية مع مدراء مخابرات السلطة والأردن ومصر أثارت تساؤلات عن علاقة المستوى الأمني لتلك الدول بملف الانتخابات.
* * *
في موقفه العلني يرحب الاردن من خلال وزير الخارجية، ايمن الصفدي، بالمصالحة الفلسطينية، وكذلك يرى الانتخابات القادمة للمجلس التشريعي وللرئاسة وللمجلس المركزي شأنا داخليا فلسطينيا.
تلك دبلوماسية التصريحات، اما الحقيقة والمنطق فإن المستويات الاردنية المختلفة "السياسية والامنية" مهتمة بتطورات المصالحة، ومشدودة اكثر لنتائج الانتخابات القادمة.
أن تكون الانتخابات الفلسطينية على فترات مختلفة، ويفصل بينها اشهر "التحقيب للانتخابات" خطوة مقبولة أردنيا، فالمشهد لا يحتمل استحواذ طرف على كل المواقع، ولا سيما حماس.
الصورة الاخيرة التي التقطت لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وبجانبه مدراء مخابرات السلطة والاردن ومصر أثارت تساؤلات عن علاقة المستوى الامني لتلك الدول مع ملف الانتخابات.
قطعًا إن نتائج الانتخابات في رام الله تستأثر باهتمام المستوى الأمني الاردني؛ فوصول حماس للحكم في الضفة يعني ان الأردن سيتعامل مع الملف على انه استحقاق جديد متشابك مع الداخل الاردني، ناهيك عن كونه تطورا لافتا على صعيد القضية الفلسطينية والرؤية الدولية والاقليمية لها.
لا يتمنى الأردن فوز حماس ولا يرغب في ذلك، لكن الأماني ليست هي من تصنع السياسات، بل التكيف والواقعية هي الحل للتعامل مع تطورات المشهد الفلسطيني ونتائج الانتخابات اللاحقة.
التحقيب الذي اتفقت عليه حماس وفتح سيكون اقرب لنقطة التوازن في المشهد الفلسطيني، اما الاردن فمطالب بالتعامل بمرونة مع النتائج، كما انه مطالب بفتح اتصالات مبكرة مع كل الاطراف.
لا داعي للتشنج، ولا داعي لأن تنعكس نتائج الانتخابات على التعامل الداخلي للدولة مع الاخوان المسلمين الاردنيين، فتلك صيغة انتهى مفعولها، والفرص فيها اكثر من التحديات.
* عمر عياصرة كاتب وإعلامي وبرلماني، عضو مجلس النواب الأردني.