استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حين تعطس الصين!

الجمعة 29 يناير 2021 09:57 ص

حين تعطس الصين

مشروع طريق الحرير الجديد رغم كورونا لا يزال سارياً لتوسيع نفوذ الصين في المنطقة.

منازلة ترامب للصين عادت بنتائج عكسية فهي لم تحدث فرقاً يذكر في ما بات للصين من نفوذ عالمي.

سعى ترامب لمنازلة الصين والحدّ من مكانتها الاقتصادية المتنامية التي ستجعل منها القوة الاقتصادية الأولى عالميا متجاوزة الولايات المتحدة.

تمكنت الصين من إحداث اختراق في علاقاتها بأوروبا مستفيدة من جفاء أشاعه ترامب مع الاتحاد الأوروبي وأدار ظهره لعلاقات واشنطن الاستراتيجية معها.

الصين اليوم في حال الأفضل في السيطرة على كورونا قياساً لما هي أحوال قارات العالم وبلدانه بما فيها الأكثر تطوراً كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها.

*     *     *

قد يحملنا العنوان أعلاه إلى الاعتقاد بأن الموضوع يدور حول فيروس «كورونا»، الذي ما إن نذكره حتى يأتي ذكر الصين، كونها البلد الأول الذي أعلن عن اكتشافه في واحدة من مدنه المهمة، ووهان، وطالما أن الحديث يجري عن عطسة الصين، يمكن لنا أن نخال أن للعبارة تتمة.

بحيث تصبح كاملة كالتالي: «عندما تعطس الصين تنتشر فيروسات كورونا»، بالنظر إلى أن العطس أخطر سبل انتشار الوباء، حين يقذف بما في الفم من فيروسات من المصابين بها، على ما يقول أهل الطب وأولو العلم.

الحديث وإن كان عن عطسة الصين لا علاقة له ب«كورونا»، بل إن الصين اليوم هي في الحال الأفضل في السيطرة على الوباء، قياساً لما هي عليه الأحوال في مختلف قارات العالم وبلدانه، بما فيها الأكثر تطوراً كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها.

نحن إزاء عطسة أخرى، في الاقتصاد تحديداً، ومستخدم التعبير هو المحلل الروسي فلاديمير سكوسيرف، الذي كتب مقالاً بعنوان: «حين تعطس الصين تسعل آسيا وإفريقيا».

وفيه يتناول المدى الذي بلغه نفوذ الصين الاقتصادي في واحدتين من أهم قارات العالم، وأكثرهما اكتظاظاً بالسكان، رغم كل الجهود التي بذلتها واشنطن، خاصة في ولاية ترامب المنقضية، في منازلة الصين، والسعي للحدّ من مكانتها الاقتصادية المتنامية، التي ستجعل منها، قريباً، القوة الاقتصادية الأولى في العالم، متجاوزة الولايات المتحدة نفسها.

يمكن القول إن «المنازلة» الترامبية لبكين عادت، على عكس ما أراده صاحبها، بنتائج عكسية، فهي وإن لم تحدث فرقاً يذكر في ما بات للصين من نفوذ عالمي، فإنها مكنت بكين من إحداث اختراق في علاقاتها مع أوروبا، مستفيدة من حالة الجفاء التي أشاعها ترامب مع دول الاتحاد الأوروبي، وإدارة ظهره لعلاقات واشنطن الاستراتيجية معها.

ورغم ما بذله في أسابيعه وأيامه الأخيرة في البيت الأبيض من مساعٍ لوضع العقبات والألغام في وجه سلفه بايدن على غير صعيد، فإن بكين نجحت خلال هذه الأسابيع بالذات في إبرام اتفاقات استثمارية مع أوروبا.

وفيما كان بايدن يتأهب لدخول المكتب البيضاوي، كان وزير الخارجية الصيني يجري محادثات مع زعماء آسيويين مذكّراً شركاء بكين في القارة بأن مشروع طريق الحرير الجديد، رغم الوباء، لا يزال سارياً، لتوسيع نفوذ بكين في المنطقة، وفق ما أشار المحلل المشار إليه.

مهمة بايدن ستكون صعبة.. ليس لأن ترامب عقّدها أمامه قبل ذهابه، وإنما لأن نفوذ الصين بلغ مدى لم يعد بوسع واشنطن تجاهله، ولا الحدّ منه.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

الصين، الولايات المتحدة، بايدنـ ترامب، منازلة، كورونا، الاقتصاد،