استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عن اللغة العربية مجددا

السبت 30 يناير 2021 11:13 ص

عن اللغة العربية مجددا

هل هناك حل لازدواجية الفصحى والعامية؟ وهل يمكن توحيد العاميات في نسق لغوي واحد؟!

العربية الفصحى ليست هي وحدها اللغة العربية المكتوبة والعاميات ليست وحدها المحكية.

تضيق الشقة بين العاميات والفصحى مع الوقت لصالح الفصحى التي تزيد مفرداتها في المحكي.

العربية ليست اللغة الوحيدة في العالم التي تعرف الفوارق بين الفصحى والمحكية بل تكاد كل اللغات تعرف مثل هذه الثنائية.

مشروع لتحديد اللغة العربية الأساسية يدعون لوضع لغة تجمع شتات العاميات العربية لتكوين لغة واحدة للكتابة والحكي.

هل يمكن اقتراح لغة عربية بديلة للغة الفصحى بدعوى أنها باتت منفصلة عن الحياة لأننا في الممارسة اليومية نتخاطب بمجموعة من اللهجات الدارجة؟!

*     *     *

ليس بعيداً عما تناولناه مؤخرا حول اللغة العربية، وقعت عيني مصادفة، على مقال يعود للعام 1974، للكاتب اللبناني أحمد شامي، ومنشور في أحد أعداد مجلة «الطريق»، يعلق فيه على مشروع أطلق يومها من قبل شخص أو جهة في لبنان عرف بـ«مشروع تحديد اللغة العربية الأساسية».

ولم أفلح في معرفة صاحب هذا المشروع، شخصاً كان أو جهة، ولكن يفهم من السياق أن واضعي المشروع يدعون إلى وضع لغة هي جمع لشتات العاميات العربية، لتكوين لغة واحدة للكتابة والحكي، حلاً لازدواجية الفصحى والعامية من جهة، وتوحيداً للعاميات في نسق لغوي واحد.

ما لم يقله واضعو المشروع صراحة في حدود ما يشي به هذا المقال، أنهم بصدد اقتراح لغة عربية بديلة للغة الفصحى، انطلاقاً من اعتقاد لديهم بأنها باتت منفصلة عن الحياة، فنحن في الممارسة اليومية نتخاطب بمجموعة من اللهجات الدارجة تختلف بين منطقة عربية وأخرى، فهي، وفق فهمهم، لغة كتب لا لغة للحياة.

وفي الشرح ينقل الشامي عن أصحاب المشروع ملاحظتهم بأن العربية الفصحى ليست هي وحدها اللغة العربية المكتوبة، وبأن العاميات وحدها هي المحكية، فالفصحى محكية في بعض المناسبات، في الخطب والمحاضرات والمناظرات على ألسنة المتمكنين منها، كما أن العاميات هي الأخرى مكتوبة في الأزجال والأغاني والحوار في المسرح وأفلام السينما وحتى في بعض القصص.

غاية الكاتب الشامي من مقاله المشار إليه هي التصدي لهذه الدعوة، التي نظر لها باستهجان لا بل وبريبة، فإذا كان تعدد اللهجات هو إحدى الصعوبات التي يواجهها دارسو اللغة العربية من الأجانب، على نحو ما أشارت المستشرقة الرومانية ناديا أنجيليسكو التي توقفنا أمس عندها، فإن الشامي يرى أن العربية ليست اللغة الوحيدة في العالم التي تعرف الفوارق بين الفصحى والمحكية، بل إنه يكاد يقول إن كل اللغات بدون استثناء تعرف مثل هذه الثنائية.

وفي سياق رفضه لمشروع «تحديد جديد للغة العربية»، يجزم الشامي أنه ما من عربي، مشرقياً كان أو مغاربياً، لا يمكنه، إذا كان على درجة من الثقافة، فهم ما يكتبه أخوه العربي إذا كان مكتوباً بالفصحى، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن كل لغة تقدم لمستخدميها إمكانات عديدة في التعبير عن الفكرة الواحدة أو المعنى الواحد.

وإن كان لنا من تنويه ذي صلة بالموضوع فهو ملاحظة أن الشقة بين العاميات والفصحى في العالم العربي تضيق مع الوقت، لصالح الفصحى التي تزيد مفرداتها في المحكي.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

اللغة العربية، العاميات، اللهجات، الدارجة، المكتوبة، المحكية،