لماذا تدعم الإمارات المرتزقة السودانيين في ليبيا؟.. فورين بوليسي تجيب

الجمعة 5 فبراير 2021 06:58 م

"من خلال تحويل الدعم الإماراتي للجماعات السودانية المقاتلة في ليبيا، فإن أبوظبي تكون جاهزة لدعم أي زعيم بديل عن قائد قوات الشرق الجنرال المتقاعد خليفة حفتر حالة ظهور واحد".

بهذه الكلمات علقت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، على تقرير للأمم المتحدة كشف أن الإمارات تواصل استخدام المرتزقة السودانيين لمواجهة الحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا.

واستندت المجلة، في مقال لها بعنوان "الصراع في ليبيا أصبح أكثر فوضوية"، على تقرير أممي نشر الشهر الماضي، كشف قيام الإمارات بفتح خطوط اتصال مباشرة مع الجماعات السودانية المسلحة التي تقاتل في حرب الوكالة الليبية دفاعا عن أمير الحرب "حفتر".

وقالت محللة الشؤون السياسية في المجلة "آمي ماكينون"، إن الإمارات قامت منذ عام بفتح اتصالات مباشرة مع الجماعات المسلحة في إقليم دارفور والتي تقاتل إلى جانب "حفتر".

والعام الماضي، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تقريرا قالت فيه إن الإمارات قامت، في خرق لقرار حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا، بنقل شحنات من الأسلحة إلى "حفتر"، الذي أنهى حملة عسكرية فاشلة للسيطرة على العاصمة طرابلس، استمرت 14 شهرا.

ويرى الخبراء أن الاتصال المباشر بين الإمارات والجماعات المسلحة السودانية، وتجاوزها لـ"حفتر" وقواته يكشف عن شهية لدور مباشر لها في النزاع، ويعبر عن "عدم الثقة بالجنرال الآبق".

ونقلت الكاتبة عن "فردريك ويهري" الزميل البارز في برنامج الشرق الأوسط بوقفية "كارنيجي": "أعتقد أن هناك نقاشا يمكن تقديمه بشأن عدم الثقة بقدرات حفتر في ساحة المعركة (..) وقد عبر الكثير من داعميه الخارجيين بمن فيهم روسيا عن عدم الثقة هذه".

وتضيف الكاتبة أن الداعمين الخارجين التزموا بدعم "حفتر"، خوفا من انزلاق الشرق إلى فوضى فصائلية جديدة في غياب القيادة الواضحة.

فيما قال "عماد الدين بادي"، الزميل غير المقيم في برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلنطي: "من سيحمل الراية بعد حفتر، فسيمنحونه نفس الدعم بما في ذلك المرتزقة".

وتعتبر الإمارات واحدة من دول خاضت في النزاع الليبي المعقد وتحاول كل منها التنافس وتحقيق أهدافها في هذا البلد المتشرذم في شمال أفريقيا".

فمن جهة، قدمت مصر وفرنسا والإمارات وروسيا عبر شركة التعهدات الأمنية "فاجنر" الدعم لـ"حفتر" والجيش الوطني الليبي الذي يتزعمه.

ومن جهة أخرى قدمت تركيا وقطر وإيطاليا الدعم العسكري لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس.

وزاد من تعقيد الأمور وجود ميليشيات مسلحة من تشاد والسودان وسوريا.

وفي تقرير المفتش العام بوزارة الدفاع الأمريكية حول عمليات مكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا، قيّم في العام الماضي، أن الإمارات ساعدت بشكل محتمل نشاطات المرتزقة الروس التابعين لـ"فاجنر" في ليبيا.

وسبق أن نفى السفير الإماراتي في واشنطن "يوسف العتيبة" وبشدة المزاعم.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقع "حفتر" اتفاقية سلام اشترطت خروج كل الأطراف الأجنبية من ليبيا بحلول 23 يناير/كانون الثاني، لكن صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية أظهرت المرتزقة الروس وهم يحفرون الخنادق.

فيما يظهر اتصال الإمارات مع المقاتلين السودانيين، أن القوى الأجنبية ليست على عجلة للمغادرة وترك ساحة النزاع.

وحسب تقرير الأمم المتحدة، اتصل قادة الجماعات المسلحة في دارفور وبشكل مستمر مع المسؤولين الإماراتيين في مدينة بنغازي الليبية، وذلك لمناقشة الدعم اللوجيستي والمالي الذي تحتاجه هذه الجماعات.

ويكشف التقرير الكيفية التي نمّت فيها الإمارات علاقات مع قادة كبار لهذه الجماعات، وقضى اثنان منهم أسابيع في الإمارات، العام الماضي، حيث التقيا عددا من كبار المسؤولين الأمنيين في البلد.

ويرى محللون، أن تدخل الإمارات في ليبيا نابع من التحذير من مخاطر الانتفاضات الشعبية والكشف للسكان أنها عادة ما تجلب عدم الاستقرار.

ورفضت السفارة الإماراتية في واشنطن التعليق، فيما دعت سفيرة الإمارات بالأمم المتحدة "لانا نسيبة"، الأسبوع الماضي، لوضع حد للنزاع.

ووقعت الحكومة الانتقالية في السودان اتفاقية سلام مع الجماعات المسلحة في دارفور الصيف الماضي، ودعت كل المسلحين للعودة إلى البلاد، لكن تقرير الأمم المتحدة تحدث عن وجود مهم للجماعات السودانية في ليبيا، بدون تحديد أعداد من سيظلون.

وقال قائد في جيش تحرير السودان- جناج "ميني ميناوي"، للجنة الخبراء في الأمم المتحدة، إنهم جندوا 3 آلاف مقاتل جديد منذ منتصف 2019.

وقامت هذه الجماعة مع "حركة العدل والمساواة" بتجنيد مقاتلين في دارفور وفي مخيمات اللاجئين في تشاد.

ولاحظ تقرير الأمم المتحدة، أن حركة العدل والمساواة، ركزت على التهريب، وهي الحركة السودانية الوحيدة التي لم تصطف إلى جانب "حفتر".

وقال "ويهري"، إن المقاتلين السودانيين لديهم تاريخ في ليبيا وتم استخدامهم كورقة في النزاع الليبي منذ 2011.

ويقدر عدد الذين جندهم الزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي" من السودان وتشاد ومالي والنيجر للدفاع عنه قبل الإطاحة به ومقتله في 2011 حوالي 10 آلاف مقاتل.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ذكرت "هيومن رايتس ووتش"، أن شركة إماراتية اسمها "بلاك شيلد سيكورتي سيرفيس" قامت بتجنيد 390 من السودانيين بحجة العمل بالحراسة في الإمارات قبل نقلهم إلى راس لانوف، الميناء النفطي الذي يسيطر عليه "حفتر".

وقال عدد من الأشخاص الذين قابلتهم المنظمة الدولية، إنهم عاشوا إلى جانب قوات حفتر وطلب منهم حماية المنشآت النفطية في المنطقة.

ونفت الشركة أنها ضللت العمال، وقالت إنها لا تقدم خدمات ذات طبيعة عسكرية.

وفي وقت سابق الجمعة، فازت قائمة المرشح لرئاسة الحكومة الليبية "عبدالحميد محمد دبيبة"، بمناصب السلطة الموقتة، بعدما حازت على 39 صوتا، وفق ما أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

ومن المقرر أن تقود القائمة الفائزة ليبيا، حتى إجراء الانتخابات أواخر العام الجاري.

ومنذ 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، تشهد ليبيا حالة هدوء بعد اتفاق على وقف إطلاق النار، تخرقه قوات "حفتر" بين الحين والآخر، رغم تحقيق الفرقاء تقدما في مفاوضات على المستويين العسكري والسياسي للتوصل إلى حل سلمي للنزاع الدموي، قبل أن يتوصلوا، الجمعة، لانتخاب رئيس حكومة جديد ورئيس للمجلس الرئاسي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحرب في ليبيا مقاتلون سودانيون دعم إماراتي مرتزقة سودانيين

تقرير رسمي للبنتاجون يكشف: الإمارات تموّل مرتزقة فاجنر الروسية في ليبيا

أطراف الدعم الخارجي.. قطر وتركيا ومصر والإمارات ترحب باتفاق ليبيا

بلومبرج: الإمارات خفضت وجودها الداعم لحفتر في ليبيا

حمديتي: أي سوداني موجود في ليبيا دون إذن السلطات يعتبر مرتزقا