تعرف على مصير عائلة القذافي بعد 10 سنوات من الثورة الليبية

الأربعاء 10 فبراير 2021 08:35 م

بعد أربعة عقود من الحكم الاستبدادي في ليبيا، انتهى الأمر بمعمر القذافي وأفراد عائلته بين القتل والسجن والمنفى نتيجة انتفاضة شعبية عارمة. فما المصير الذي لقيه كل منهم؟ 

من كان يتخيل أن يرى الدكتاتور المصاب بجنون العظمة وهو مدمى الوجه ومحاط بمقاتلين كانوا بين من ثار ضده، في قناة تصريف مياه كان اختبأ فيها مع مرافقيه؟ 

بعد 42 عاما من الحكم الدكتاتوري، انطلقت ثورة في 17 فبراير/شباط 2011 في سياق الربيع العربي انتهت في أكتوبر/تشرين أول من العام نفسه بمقتل القذافي الذي لوحق حتى معقله الأخير في مدينة سرت. 

وأدت الإطاحة بـ"القذافي" إلى تشتت شمل عائلته التي لعبت أدوارا مهمة خلال حكمه. وقتل أبناؤه الثلاثة "معتصم" و"سيف العرب" و"خميس" خلال الثورة.

وكان "خميس" لعب دورا مهما في قمع المنتفضين في مدينة بنغازي، مهد الثورة.

منفى

لجأ "محمد"، الابن الوحيد من زواج "معمر القذافي" الأول، إلى الجزائر المجاورة عام 2011، قبل أن يحصل على اللجوء في سلطنة عمان إلى جانب أخته عائشة، وهذه الأخيرة محامية شاركت في هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل "صدام حسين". 

أما "هنيبعل"، وهو شخصية غريبة الأطوار وكانت لديه نزاعات قانونية في فرنسا وسويسرا في بداية الألفية، فقد لجأ إلى الجزائر قبل أن يذهب إلى لبنان ليلتحق بزوجته، وهي عارضة أزياء لبنانية.

وأوقف في لبنان عام 2015 ولا يزال مسجونا هناك.

أما زوجته، فذكرت تقارير إعلامية أنها لجأت الى سوريا. 

يبقى مصير "سيف الإسلام" غامضا، وقد كان يعتبر لوقت طويل خليفة لوالده.  فقد قبضت عليه مجموعة مسلحة في مدينة الزنتان (جنوب غرب طرابلس) في نوفمبر/تشرين ثاني 2011، وحكم عليه بالإعدام في محاكمة قصيرة. لكن المجموعة المسلحة رفضت تسليمه إلى سلطات طرابلس أو المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الثورة. 

واختفى "ابن القذافي" الذي كان الأكثر ظهورا خلال حكم والده بعد أن أعلنت المجموعة التي تحتجزه الإفراج عنه في يونيو/حزيران 2017.

وقالت المحكمة الجنائية الدولية نهاية 2019 إنه لا يزال في الزنتان. 

وحاول شقيقه "الساعدي"، الذي هو لاعب كرة قدم سابق خاض مسيرة احترافية

فاشلة في إيطاليا قبل أن ينتقل لقيادة كتيبة نخبة في الجيش الليبي، فقد لجأ بعد الثورة إلى النيجر التي رحلته عام 2014 إلى ليبيا حيث لا يزال مسجونا.

ولجأت زوجة القذافي الثانية صفية إلى سلطنة عمان، وقد طلبت مرات عدة العودة إلى بلادها، لكن نداءاتها بقيت دون جواب رغم نفوذ قبيلتها في شرق ليبيا. 

القبيلة والأنصار

ويمتد حضور قبيلة القذاذفة بين سرت وجنوب غرب البلاد. وتشرح أستاذة القانون الليبي"أماني الهجرسي"، أنها "كانت واحدة من القبائل التي عانت من نظام ابنها العقيد معمر، بل زج بكثير من أبنائها المعارضين له في السجون" قبل الثورة.  

كان لـ"القذافي" أنصار يتجمعون ضمن "اللجان الثورية"، وهي تنظيم شبه عسكري تأسس لحماية النظام. ولجأ عدد منهم إلى تونس ومصر خشية تعرضهم لأعمال انتقامية، ولا يخفي بعضهم أمله في العودة إلى ليبيا.

وأعاد بعض قادة "اللجان الثورية" الذين استقروا في القاهرة إطلاق تلفزيون "الجماهيرية" الذي كان أبرز وسائل الإعلام زمن القذافي. 

وهناك مسؤولون سابقون من التكنوقراط الذين لم يتورطوا في التجاوزات زمن حكم القذافي، غادروا ليبيا في مرحلة أولى قبل أن يخاطروا بالعودة إلى بلادهم. 

هل يمكن أن يلعب المقربون من القذافي مستقبلا دورا سياسيا في ليبيا التي تمزقها حاليا الصراعات حول السلطة؟ 

وتستبعد الهجرسي ذلك لأن "معظم الليبيين يعتقدون أن النظام السابق كان سبباً في تدمير المنظومة السياسية لليبيا وإفسادها (...)، وبالتالي لا فرصة حقيقية أمام هذا النظام أو عائلة العقيد "القذافي" للعودة إلى الواجهة السياسية على الأقل خلال الأمد القصير".
 

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

القذافي الثورة الليبية سيف الإسلام القذافي

عمرو موسى: القذافي توقع سقوط مبارك وظن أنه بمنأى عن الثورات

أين دفنت جثة القذافي؟.. أحد أقاربه يكشف مصيرها واللحظات الأخيرة في حياته (بالفيديو)

عشرات آلاف الليبيين يحيون الذكرى الـ11 للثورة ضد القذافي