ف.تايمز: السيسي فرعون جديد لمصر حولها لدولة ضعيفة وفاشلة

الخميس 11 فبراير 2021 05:56 م

قالت صحيفة "فاينناشيال تايمز" البريطانية إن مصر بعد أن ألهمت العالم بثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، أطاحت بالديكتاتور "حسني مبارك" بعد 30 عاما في 2011، تعاني الآن من سيطرة فرعون جديد هو "عبدالفتاح السيسي"، الذي حولها لدولة ضعيفة وفاشلة سياسيا واقتصاديا وبلا أي تأثير إقليمي.

وذكرت الصحيفة أنه في عهد "السيسي" حل خنق المعارضة محل وعود الثورة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، كما انخفض الاستثمار الأجنبي وتراجع دور القاهرة في التأثير الإقليمي لصالح دول عربية مولت انقلاب "السيسي" في 2013.

وذكرت الصحيفة أنه مع أن جيلا بعد جيل من الانقلابيين العرب أطلقوا اسم ثورة على تحركاتهم إلا أن ثورة ميدان التحرير كانت تستحق ذلك الاسم لأن شعبا في الشوارع أطاح بنظام قوي متجذر بالجيش والقوى الأمنية، وكان شعارها الوحيد "ارفع رأسك فأنت مصري". ولم يطل وعد التحرير ليتحول إلى سراب.

وقالت الصحيفة أن مصر حصلت في شخص "السيسي" على فرعون جديد رفعه الليبراليون واليسار الوطني، ليطيح بالرئيس المنتخب "محمد مرسي" وجماعته من السلطة.

وأضافت أنه بعد الإطاحة بـ"مرسي"، تحرك النظام سريعا لخنق أنصار الرئيس من الإخوان المسلمين والموالين لهم وقتلهم في الشوارع وملأ السجون بهم. وبعد ذلك تحرك لاعتقال أعداء الإخوان ومبارك معا.

وانتخب "السيسي" في 2014 ومرة أخرى في 2018 في حملة ظهرت وكأنها تسويق تجاري وليس منافسة سياسية وتمتع فيها بسلطات لم يتمتع بها حتى مبارك. وقضى على المعارضة بحيث لم يعد هناك مساحة في مصر للرأي المعارض أو المنظمات المستقلة.

وعلى خلاف "مبارك" الذي أحاط نفسه بأحسن المستشارين في مجال السياسة الخارجية، فضل "السيسي" المطيعين أو الرجال الذين يوافقون على كل ما يقول.

وبحسب زميل سابق له يفضل "السيسي" الاستماع للاستخبارات العسكرية والخلية الأمنية المرتبطة بالحكومة التي يتجاهلها بشكل عام.

إمبراطورية تجارية عسكرية

وكشفت الاضطرابات التي خرج منها السيسي عن فشل الإسلاميين والليبراليين والعسكر في مصر للتعايش معا.

وفشل العلمانيون تحديدا بتقديم قيادة قوية ولهذا تطلعوا للجيش كي يساعدهم على التخلص من الإسلاميين وبنتائج قاتلة.

ولم تنجح الليبرالية كثيرا في المجال الاقتصادي، ففي عهد مبارك وجدت الكثير من الشركات الخاصة مفيدا أن يكون في مجلس إدارتها ضابط جيش.

وفي عهد "السيسي"، بدا الاقتصاد المصري مثل إمبراطورية تجارية عسكرية تشمل كل شيء من تربية الدجاج إلى مزارع الأسماك ومنتجعات السياحة والبناء.

وتقود شركة إنشاءات تابعة للجيش عملية بناء مشروع للسيسي وهو عاصمة جديدة قرب القاهرة بكلفة 50 مليار دولار أمريكي.

ويقول "يزيد صايغ" من مركز كارنيجي الشرق الأوسط والخبير بالجيش المصري إن تدخل الجيش في القطاع الخاص كان في أدنى مستوى في الاستثمار الخاص منذ الستينيات أو في ذروة ما أطلق عليها "الاشتراكية العربية" للرئيس الراحل "جمال عبدالناصر".

واستفاد "السيسي" من تراجع الرأي الغربي تجاه تفضيل الديكتاتورية على الاضطرابات، وبخاصة بعد اختطاف الجهاديين للثورة السورية مما سرع بخروج تنظيم الدولة. ووصف "دونالد ترامب" السيسي بـ"ديكتاتوري المفضل".

ونشر الرئيس الأمريكي الجديد "جوزيف بايدن" تغريدة أعلن فيها عن نهاية ما أسماه الصك المفتوح لرجل مصر القوي.

ومع ذلك تقدم الولايات المتحدة ومنذ توقيع اتفاقية السلام المصرية- الإسرائيلية عام 1979 مساعدة سنوية بـ 1.3 مليار دولار، وعلقها "باراك أوباما" ولفترة قصيرة بعد انقلاب 2013.

وطالما اعتبرت واشنطن هذه المساعدة كثمن صغير لمساهمة مصر في أمن إسرائيل وقناة السويس.

وفي ظل "السيسي" تراجعت مكانة مصر كعماد مهم في سياسة الولايات المتحدة بالمنطقة.

وتم تجاوز أكبر دولة عربية من ناحية التعداد السكاني بدول مثل السعودية والإمارات العربية اللتين سارعتا بتمويل انقلاب "السيسي" في 2013 وتحويله كزبون.

ولا يعوض احتكار "السيسي" للسلطة تراجع تأثيره الكبير. وهو عكس ما بدا وكأنه الحال قبل عقد من الزمان ولو لفترة قصيرة.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

عبدالفتاح السيسي فرعون مصر حسني مبارك محمد مرسي الإخوان انقلاب عسكري

عودة الفراعنة.. قيام دولة مصر الحضارية