رغم مرور فترة قصيرة على دخولها البيت الأبيض، تلقت الإدارة الأمريكية الجديدة ثلاث إشارات واضحة من السعودية وحاكمها الفعلي ولي العهد "محمد بن سلمان" بغية التقارب وتجنب الصدام مع الأخيرة.
وتمثلت تلك الإشارات الثلاث في إصدار قرارات بملفات حقوق الإنسان (الإفراج عن الناشطة لجين الهذلول) ومباحثات عن الحرب في اليمن، والإعلان عن إصلاح للنظام القضائي في المملكة، حسبما أشار تقريران منفصلان أوردهما موقع "أكسيوس" الأمريكي وصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ووفقا لموقع أكسيوس فإن تلك الإشارات ترسلها السعودية لتعبر بها عن استعدادها للتعاون والتقارب وأيضا تجنب من خلالها الصدام مع الرئيس المتحفز ضد المملكة؛ بسبب الانتهاكات المتورط فيها ولي عهدها وعلى رأسها جريمة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".
وأشار الموقع إلى أن حدثين جريا الأربعاء يؤكدان هذه الجهود السعودية وهما الإفراج عن الناشطة المعروفة "لجين الهذلول" التي قادت حملة لرفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة في السعودية،
وهناك أيضا لقاء وزير الخارجية السعودي "فيصل بن فرحان" مع مبعوث الرئيس "بايدن" الخاص لليمن "تيم ليندركينج" في الرياض.
ومن ضمن المحاولات السعودية أيضا في هذا الصدد، إعلانها عن إصلاح قضائي يسمح بقانون مدني إلى جانب قوانين الشريعة الإسلامية. وجاء توقيت الإعلان عن الإصلاحات كإشارة لإدارة "بايدن".
وبعد دخوله البيت الأبيض، تحرك "بايدن" وأعلنت إدارته تعليق صفقات السلاح إلى السعودية، ووقف الدعم الأمريكي لحرب اليمن وإلغاء قرار إدارة "دونالد ترامب" تصنيف الحوثيين كحركة إرهابية.
وفي ضربة أخرى للسعودية، أعرب "بايدن" عن نيته العودة إلى الاتفاقية النووية مما يعني تفكيك العلاقات الخاصة التي أضفاها "ترامب" على العلاقات مع السعودية ويعيدها إلى علاقات تقوم على أسس تقليدية.
وفي المقابل، لم تصدر تصريحات علنية ناقدة من السعودية للتطورات الأخيرة ويحاول قادتها التعامل مع الواقع الجديد من خلال المحادثات الخاصة مع الإدارة.
ورأت صحيفة "الجارديان" أن الإفراج عن الناشطة "لجين الهذلول" بمثابة مبادرة سعودية موجهة إلى إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن".
وقالت الصحيفة إن هذا التحرك هو عبارة عن حركة من ولي العهد السعودي للتقارب مع الإدارة الجديدة.
وأضافت أنه في الوقت الذي عاشت فيه "الهذلول" أول يوم من خارج السجن بعد ثلاثة أعوام كان الحاكم الفعلي "بن سلمان" يتطلع لنتائج عرض السلام من جهته إلى الإدارة في واشنطن.
وذكرت أن "بن سلمان" يتعامل مع قراره بالإفراج عن الناشطات السعودية المطالبات بحقوق المرأة كمحاولة وإن متأخرة للانفتاح على الإدارة التي شددت في الأسابيع الأولى نبرتها التي أكدت على موضوع حقوق الإنسان التي أصبحت شرط علاقات العمل مع الرياض بالإضافة لتصحيح أخطاء فترة "ترامب".