أثار إطلاق الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" اسم "الحاج بكتاش ولي" على عام 2021، جدلا واسعا عبر "تويتر"، بين احتفاء تركي بتكريم الشيخ الصوفي الذي عاش في فترة الدولة العثمانية، وهجوم سعودي يربط تعاليم "البكتاشية" بالطائقة الشيعية الإثنى عشرية.

وفي منشور رئاسي بالجريدة الرسمية حمل توقيع "أردوغان"، وثق الرئيس التركي تسمية العام الجديد باعتبار "الحاج بتكتاش ولي" الأب الروحي لجنود الإنكشارية في الجيش العثماني، الذين فتحوا العديد من دول أوروبا.

وأورد المنشور أن الشيخ الصوفي "كان يبشر بالحب والتسامح والوحدة والتضامن والسلام منذ قرون بأفكاره وتعاليمه، وقد تم إدراج ذكرى وفاته لدى اليونسكو"، وساهمت أفكاره "في التأثير في الجماهير بشكل كبير، خصوصاً في تكوين الهوية الاجتماعية والوحدة في الأناضول".

كما أعلن "أردوغان" حملة ثقافية وإعلامية تحت رعايته تبدأ من رئاسة الجمهورية إلى كل مؤسسات الدولة، على مدار عام 2021 للتعريف بـ"الحاج بكتاش ولي"، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، خصوصاً بين العلويين الأتراك الذين يقدر عددهم بالملايين، إلى جانب أتباعه في ألبانيا، ويزور قبره عشرات الآلاف كل عام في تركيا.

ويعتقد العلويون في تركيا أن طريق "الحاج بكتاش ولي" هو طريق "علي بن أبي طالب"، وأنه من نسل موسى الكاظم، الإمام السابع للطائفة الإثني عشرية الشيعية، وكان اسمه الأصلي "السيد محمد بن سيد إبراهيم عطا".

ويوصف "الحاج بكتاش ولي" بأنه زعيم " البكتاشية"، وهي طريقة صوفية، تقول عن نفسها إنها سنية، لكن عدداً من أهل السنة ينفي ذلك، ويعتبرها من غلاة المذهب الشيعي المستمد من الإثني عشرية، حتى إن بعض الباحثين يصفون البكتاشية بأنها "إسلام مواز" في تركيا.

وفي هذا الإطار، دارت أغلب تغريدات الهجوم على إعلان "أردوغان" بين مؤيدي النظام السعودي، إذ كتب "منذر آل الشيخ مبارك"، عبر "تويتر": "في تسمية أردوغان 2021 الحاج بكتاش ولي تأكيد على أن أردوغان وخامنئي يشتركان في الحقد على العرب من بابين باب العرق وباب العقيدة".

وأضاف: "أقول للعرب الذين يقاتلون تحت راية إيران أو راية تركيا في كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق، أنكم إن قاتلتم تحت راية تركية فالمصلحة فارسية والعكس صحيح".

كما ربط الكاتب السياسي "خالد الزعتر" بين إيران وتركيا، واعتبر أن تسمية العام باسم الحاج بتكاش ولي "تؤكد المؤكد حول ذلك"، على حد تعبيره.

ووسع "الزعتر" دائرة هجومه لتشمل أنصار تيار "الإخوان المسلمون" أيضا، مغردا: "إيران وتركيا وجهان لعملة واحدة، المضحك أنه كان الإخوانجية ومخلفات الصحوة ينادون في وقت سابق بالتحالف مع تركيا في مواجهة إيران".