أعلنت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية المشتركة، اكتشاف ما يعتقد أنه أقدم مصنع لصناعة الجعة عالي الإنتاج في العالم، في شمال أبيدوس بمحافظة سوهاج (جنوب).

وقال "مصطفى وزيري" الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المصنع يرجح أنه يرجع إلى عصر الملك نعرمر، وإنه يتكون من 8 قطاعات كبيرة كانت تستخدم كوحدات لإنتاج الجعة.

واحتوى كل قطاع على حوالي 40 حوضا فخاريا منتظمة في صفين لتسخين خليط الحبوب والماء، وكل حوض مثبت في مكانة بواسطة دعامات مصنوعة من الطين وموضوعة بشكل رأسي على هيئة حلقات.

وأشار "ماثيو آدمز" رئيس البعثة، إلى أن الدراسات أثبتت أن المصنع كان ينتج حوالي 22 ألفا و400 لتر من الجعة في المرة الواحدة، وربما تم بناؤه في هذا المكان بالتحديد لتزويد الطقوس الملكية التي كانت تتم داخل المنشآت الجنائزية الخاصة بملوك مصر الأوائل، إذ عثر خلال أعمال الحفائر بتلك المنشآت على أدلة استخدام الجعة في طقوس تقديم القرابين.

يذكر أن عددا من علماء الآثار البريطانيين قاموا بالكشف عن هذا المصنع في بداية القرن العشرين، ولم يتم تحديد موقعه بدقة، وتمكنت البعثة الحالية من إعادة تحديد مكانه والكشف عنه وعن محتوياته.

وتسعى مصر باستمرار للترويج لتراثها الفرعوني عن طريق هذه الاكتشافات من أجل إنعاش قطاع السياحة، الذي تلقى ضربات متتالية بسبب عدم الاستقرار السياسي والأمني في البلاد عقب إسقاط الرئيس الراحل "محمد حسني مبارك" عام 2011.

ولم يكد هذا القطاع يبدأ في التعافي عام 2019 حتى تلقى ضربة جديدة بسبب فيروس كورونا المستجد.

وكان يُنتظر أن يزور مصر قرابة 15 مليون سائح في 2020، مقابل 13 مليونا العام السابق، لكن حركة السياحة تراجعت بنسبة كبيرة بسبب الأزمة الصحية العالمية.