استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مصر والتوسط بين أمريكا وإيران

الأحد 14 فبراير 2021 08:19 ص

مصر والتوسط بين أمريكا وإيران

كيف يمكن لمصر التوسط بين أمريكا وإيران مع عدم وجود علاقات رسمية بين مصر وإيران؟!

لم تنطفئ ثورة إيران ومشروعها الإسلامي لم يتوقف والعلاقة بين شعبها وقادتها لم تتفتت وقوميتها لم تضعف.

مقومات إيران الحضارية تضرب في عمق الشعب كما تضرب في عمق النظام حركة النظام مدعمة بالقومية والدين.

مصر وإيران حجرا أساس لتوازن المنطقة إذا لم يتحركا بالتوازي تسقط المنطقة وثقل كل منهما في طرفه يحقق التوازن بين أطراف المنطقة.

*     *     *

قد يقول البعض: كيف يمكن لمصر التوسط بين أمريكا وإيران مع عدم وجود علاقات رسمية بين مصر وإيران؟!

الحق أقول لكم إن العلاقات الرسمية بين مصر وإيران ليست أساس التعامل بين مصر وإيران، فالدولتان حجرا أساس لتوازن المنطقة، إذا لم يتحركا بالتوازي تسقط المنطقة، وثقل كل منهما في طرفه يحقق التوازن بين أطراف المنطقة.

فمصر، بغض النظر عما يقوله المتهورون، هي قائد العالم العربي بلا منازع، حتى وإن لم تحرك يدها، وإيران هي قائد العالم الشيعي بلا منازع مهما قيل من مهاترات.

القيادة المصرية ليست بالحركة الرسمية، وإنما بالحركة الحضارية، وتأثيرها ليس من خلال الدعاية والمهاترات، وإنما من خلال عمل أبنائها في جميع المجالات والساحات، حتى بدون أوامر مباشرة من الحكومة، كل منهم يحمل مصر في قلبه، ويرسم اسمها على ذراعه، ويتحرك من أجلها بعقله، ليس في حاجة إلى أوامر، أو تولي منصب حكومي، أو حتى مقعد شرفي.

أما إيران فالثورة فيها لم تنطفئ بعد، ومشروعها الإسلامي لم يتوقف، والعلاقة بين شعبها وقادتها لم تتفتت، وقومية أهلها لم تضعف، مقوماتها الحضارية تضرب في عمق الشعب كما تضرب في عمق النظام، حركة النظام مدعمة بالقومية والدين.

مصر تفهم إيران جيدا وتتعامل معها طوال قرون طويلة مضت، وإيران عينها طوال التاريخ الطويل على مصر، حركة مصر محددة لحركة إيران، وطموح إيران محدد بنظرة مصر، ولاشك أنه لو لم تكن مصر موجودة في المنطقة لكان لإيران شأن آخر.

اقرأوا التاريخ لتدركوا هذه الحقيقة، وتبينوا أبعاده لتدركوا هذه الحقيقة، وهي أن المنطقة لن تستعيد توازنها إلا بحركة منسجمة بين مصر وإيران.

لعلكم تذكرون في التاريخ الحديث المواقف المؤكدة لهذه لحقيقة، فمصر ناصرت حركة مصدق وهي في ظل الحكم الملكي، وفي نفس الوقت زوج الملك أخته لشاه إيران، ومصر الثورة دعمت ثورة إيران.

وفي نفس الوقت دعمت إيران في عهد الملكية مصر في حربها مع إسرائيل وفي إعادة فتح قناة السويس، رغم وجود علاقات حميمة بين إيران وإسرائيل، وقد استضافت مصر الملك الذي خلعته الثورة ولم تعده إلى إيران، في الوقت الذي قطعت إيران علاقاتها الرسمية مع مصر.

لكنهما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس الشريف هدف واحد يحققه كل منهما بطريقته، وهي بين الضغط السياسي والضغط الثوري.

بنظرة مدققة إلى دلالات الحركة المصرية الإيرانية المتناقضة يمكننا أن نتوصل إلى أن شعرة معاوية لم تنقطع بين مصر وإيران، ومن ثم فإن العلاقات سواء كانت رسمية أو غير رسمية هي ضابط حركة الطرفين على ساحة المنطقة.

فحركة مصر رسمية كانت أو شعبية أو ضمنية تضبط حركة إيران في المنطقة، وحركة إيران في المنطقة قومية أو مذهبية مرتبطة بشعرة معاوية مع مصر.

هل لدى إيران استعداد لقبول الوساطة المصرية؟ بغض النظر عن أي ادعاء بأن العلاقات المصرية الأمريكية تشكك في حياد مصر، المفاهيم الضمنية بين مصر وإيران لن تتأثر بهذا الادعاء، وهو أيضا ما لا تدركه أمريكا.

هل لدى أمريكا استعداد لقبول الوساطة المصرية؟ أمريكا تدرك عمق العلاقات التي نسجتها مع مصر، وأبعاد الخلاف الظاهر بين إيران ومصر، ومن ثم يمكن أن تجد مصر وسيطا مناسبا.

هل لدى مصر استعداد لعرض الوساطة بين أمريكا وإيران؟ لاشك أن النظر إلى أبعاد الفائدة التي تتحقق لمصر والمنطقة يدفع مصر للإيجابية في ظل حركة التطوير والتحديث الارتقاء، فضلا عن وجود قدرة وآليات لديها على القيام بهذا الدور.

هل يمكن أن تنجح الوساطة المصرية بين إيران وأمريكا؟ عنصر المصلحة لدى الأطراف الثلاثة من هذه الوساطة يرجح نجاحها، فضلا عن أن لدى الأطراف الثلاثة القدرة الكاملة على توظيف الحوار للحصول على نتائج مرضية لكل الأطراف.

العلم أساس الدين، والعمل الصالح أساس النجاح!

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.

* د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس.

المصدر | facebook.com/msmomen

  كلمات مفتاحية

مصر، إيران، الوساطة المصرية، أمريكا،

إيران: الاتصالات مع مصر لم تنقطع في أي وقت