بوليتيكو: هجوم أربيل يكشف معضلة بايدن في العلاقة مع السعودية

الأربعاء 17 فبراير 2021 03:21 م

اعتبرت صحيفة "بوليتيكو" أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف القوات التي تقودها الولايات المتحدة بشمال العراق، الإثنين الماضي، يسلط الضوء على "معضلة" الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في العلاقة مع السعودية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن "بايدن" شن حملة لاتخاذ نهج أشد صرامة من سلفه "دونالد ترامب" تجاه الرياض، وتعهد بتحميل الرياض المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان، لكن بعد 4 أيام فقط من توليه منصبه، سافر الجنرال المسؤول عن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط "فرانك ماكنزي" إلى المملكة للإعلان عن اتفاقية قاعدة جديدة، توسع التعاون العسكري بين البلدين.

وتتمثل المعضلة التي تواجه "بايدن" في ضرورة الموازنة بين اعتماد الجيش الأمريكي على الرياض كشريك في مكافحة الإرهاب وصد نفوذ إيران في منطقة، حسبما أوردت "بوليتيكو"، مضيفة: "المخاطر كبيرة، حيث تواصل القوات الأمريكية والتحالف في العراق صد الهجمات المتكررة من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران".

وأطلقت تلك الميليشيات، الإثنين الماضي، 14 صاروخا على قاعدة جوية عراقية تتمركز بها القوات الأمريكية في أربيل، أصابت 3 منها القاعدة، ما أسفر عن مقتل متعاقد مدني وإصابة 9 أشخاص آخرين، من بينهم 5 أمريكيين، في أدمى هجوم منذ نحو عام.

وتقول الصحيفة إن التوتر بدأ يظهر مع قيام وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، بتوجيه من "بايدن"، بمراجعة ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء تغييرات على الانتشار العسكري الأمريكي في جميع أنحاء العالم، مع التركيز على مواجهة التهديد المتزايد من الصين.

وترجح "بوليتيكو" أن تؤدي المراجعة، التي لا تزال في مراحلها الأولية، إلى نشوب صراع جديد على الموارد المحدودة بين القادة العسكريين الإقليميين.

وفي هذا الإطار، يقول "بلال صعب"، وهو مسؤول دفاع سابق في إدارة ترامب، ويعمل حاليا في معهد الشرق الأوسط: "كان الهدف من هذا كله الإشارة إلى وجود رئيس جديد في البيت الأبيض يراجع كل ما فعله ترامب"، مشيرا إلى أنه "لا أحد يرغب في أن تسوء العلاقات مع السعودية".

ومنذ اندلاع الخلافات مع إيران في ربيع 2019، حينما عطلت ناقلتين نفطيتين في خليج عمان، حث القادة العسكريون في البنتاجون والقيادة المركزية الأمريكية البيت الأبيض على تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، نشبت خلافات في بعض الأحيان بين هؤلاء القادة ونظرائهم المدنيين الذين أرادوا تحويل الموارد العسكرية إلى آسيا، وفقا لما نقلته "بوليتيكو" عن 5 مسؤولين سابقين وحاليين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

وتابعت: "دق المسؤولون العسكريون ناقوس الخطر بشأن ضعف السعودية، لا سيما بعد هجوم سبتمبر/أيلول 2019 على منشآت معالجة النفط التابعة لشركة أرامكو المملوكة للدولة في بقيق، ما أسفر عن إيقاف مؤقت لنصف إنتاج النفط السعودي".

ونشر البنتاجون، في العامين الماضيين، الآلاف من القوات، بالإضافة إلى مقاتلات وقاذفات وسفن حربية وبطاريات دفاع صاروخي في المنطقة.

وفي غضون ذلك، دفع قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال "فرانك ماكنزي" للإبقاء على مجموعة ضاربة واحدة على الأقل لحاملة طائرات في الشرق الأوسط، بحسب ما قاله مسؤولون سابقون وحاليون، كما شهد أوائل العام الماضي تشغيل حاملتين في المنطقة.

إلا أن عدد القوات في المنطقة تذبذب منذ مايو/أيار 2019، حيث انخفض الوجود العسكري الأمريكي، خلال الأشهر القليلة الماضية، وفقا للمتحدث باسم القيادة المركزية الكابتن "بيل أوربان".

وبين 1 يونيو/حزيران 2019 و1 ديسمبر/كانون الأول 2020، قدر "أوربان" العدد بين 60 إلى 80 ألف جندي في المنطقة، لكن اليوم، انخفض عدد القوات الأمريكية إلى أقل من 60 ألف جندي، حسبما تشير "بوليتيكو".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أربيل السعودية جو بايدن العراق إيران أرامكو

هجوم مطار أربيل.. مقتل متقاعد وجرح 6 بينهم جندي أمريكي

بعد هجوم أربيل.. السفارة الأمريكية ببغداد تجرب منظومة لصد الصواريخ

واشنطن: عواقب وخيمة على أي مجموعة مسؤولة عن هجوم أربيل

فورين بوليسي: الكرة بملعب بن سلمان لإصلاح علاقاته مع بايدن

ف.تايمز: السعودية التحدي الخارجي الأكبر لبايدن بعد روسيا والصين