استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

فلسطين مرة أخرى

الاثنين 12 أكتوبر 2015 05:10 ص

فلسطين تشتعل من جديد وتواجه المحتل «الإسرائيلي» بصدور عارية. الشباب كما الفتيات، يحملون الحجارة ويقذفونها على الجنود وسياراتهم المصفحة وهم يعلمون أنهم سيعتقلون أو يُطلق عليهم الرصاص المطاطي والحي.

الغاضبون اليائسون يستلون السكاكين ويغرزونها في أعناق المستوطنين والجنود، وهم يعلمون أن مصيرهم القتل، أي يقومون بفعل شبه انتحاري، ولا تتوقف الخسارة عند قتلهم بل يأمر القضاء العنصري الصهيوني بهدم منازلهم.

هل الغضب هو الذي يدفع الفلسطينيين هذه المرة إلى الانتفاض أم أنه اليأس من كل شيء؟

السؤال مشروع، خاصة أن المتظاهرين والمتصادمين مع جنود الاحتلال لا يرفعون أي شعارات أو مطالب، إنهم ينتفضون ضد المحتل، ربما لأنهم لا يستطيعون الانتفاض ضد السلطة، التي ساهمت بمواقفها في تراكم الغضب وتعاظم اليأس، وحتى اليوم، لا تحرك السلطة ساكناً وهي ترى الشباب يستشهدون ويقتلون بدم بارد. إنه الغضب المجبول باليأس.

نحن لا نستطيع قولها، والسلطة لا تستطيع، وحتى المنتفضون لا يمكنهم رفع شعار اليأس، لكن كاتباً «إسرائيليا» مثل ناحوم برنياع، الغاضب من حكومته وسياساتها الخاطئة قالها بوضوح. فقد كتب في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الأسبوع الماضي الآتي: «تتجسد الانتفاضة الثالثة ليس بسبب غياب الأمل السياسي، بل بسبب غياب كل أمل. لا أمل للوصول إلى دولة (فلسطينية)، وفي واقع الأمر لم تعد رغبة في الوصول إلى دولة: تبدّد الإيمان في السلطة الفلسطينية وبمنافستها حماس. لا أمل اقتصادياً: الضفة وغزة لا تنتجان شيئاً تقريباً، باستثناء أجهزة مضخمة من متلقي الرواتب على حساب الدول الأجنبية. لا أمل من العالم العربي، الذي ينشغل في هذه اللحظة بسوريا، بالعراق وباليمن، ولا أمل من القوى العظمى الغربية. فالشباب الذين يهتفون ‘‘الله أكبر’’ عندما يرشقون الحجارة على سيارات «الإسرائيليين»، أو عندما يطعنون أحداً في شارع الواد في البلدة القديمة، إنما يهتفون هتاف اليأس».

الفلسطينيون مؤمنون بالله، ولديهم أمل كبير بالله، ولا يقولون «الله أكبر» يأساً من رحمته، ولكن من سياسات الاحتلال، هذه فكرة توضيحية نقولها للكاتب. أما في الجانب الآخر، فهم يائسون أيضاً من سياسات السلطة الفلسطينية التي تتفرج عليهم وتحصي شهداءهم وجرحاهم وتصر على أن الحل يجب أن يكون سياسياً.

لقد هدد رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس» في خطابه في الأمم المتحدة في الأمس القريب بإلغاء اتفاقية أوسلو، ووقف التنسيق الأمني، وحل السلطة الفلسطينية. وهلل فلسطينيون كثيرون لهذا الموقف، وتمنوا من أعماق قلوبهم أن ينفذ تهديده، لكنه عاد وأطلق مقولته التي مسحت كل التهديدات وقال إن الحل الوحيد يجب أن يكون سياسياً، أي لا أمل بانتفاضة ثالثة، وهو موقف جلب إليه الانتقادات الكثيرة من سياسيين فلسطينيين، وكان الرد الشعبي عفوياً غير منظم، والعمليات الفدائية كانت فردية أيضا وغير موجهة، وحتى الآن فلسطين تحصي شهداءها الذين يسقطون يومياً، كما يحصي الفلسطينيون بيوتهم المدرجة على قائمة الهدم.

ردود الفعل العالمية باردة وخفيفة كالهواء، ومن ضمنها ردود الفعل العربية، فجامعة الدول العربية تلتزم الصمت، ولم تكلف نفسها بعقد اجتماع طارئ يحتسي فيه الأعضاء القهوة ويتبادلون الأحاديث الودية. الجامعة العربية مأخوذة بتتالي المواقف الفجائية والأحداث المتسارعة في الدول العربية التي تشهد اضطرابات أشبه بحروب أهلية، وجامعة الدول العربية تراقب، فقط تراقب التدخل الروسي في سوريا وربما قريبا في العراق، والصمت كما يبدو يعني القبول، ولا يعني هذا القبول الصامت إجماعاً عربياً، بل يعني أكثر تفاوتاً أو تضارباً في المواقف، وهذا سينعكس على التحالفات في سوريا واليمن وليبيا وغيرها من المناطق الساخنة التي باتت تشهد حروباً بالوكالة، وللأسف، بين دول عربية، يغذيها تجار السلاح والدين والبشر.

لم تحرز القضية الفلسطينية أي تقدم يذكر منذ خمسة وعشرين عاماً، جميع المحاور مصابة بالجمود والتكلس، وتحتاج إلى عمليات جراحية لإذابة الجليد وإصلاح عظامها المتكلسة وعمودها الفقري المائل. والسبب الرئيسي هو تجاهل القضية ذاتها، ظناً من الدول العربية أنه أصبح هناك دولة فلسطينية قائمة، وعدم التقدم يعود إلى الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وليس بسبب الموقف الانتهازي للسياسة الصهيونية النازية، التي تنظر إلى الفلسطينيين نظرة دونية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وتتعامل معهم من موقع الوصي، وهي في بعض هذا محقة، فالاقتصاد الفلسطيني مرتبط حتى الآن بالاقتصاد «الإسرائيلي»، والتجارة مرتبطة أيضا، والطاقة والمياه والمواد الغذائية يأتي معظمها من «إسرائيل»، ولهذا يقول الكاتب «الإسرائيلي» برنياع إن الضفة الغربية منطقة لا تنتج شيئاً، وهي عبارة عن سلطة تؤمن الرواتب للناس من المانحين العرب والأجانب.

لا أحد سوى الأطراف الموقعة على اتفاقية أوسلو يعلم خباياها وأسرارها، هنالك من يقول إن الاتفاقية لا تنص على دولة ذات سيادة، وإنما على حكم ذاتي، بينما يطالب الفلسطينيون بدولة كاملة المواصفات، أي دولة لها حدود واضحة ومجال جوي وحدود بحرية وموانئ برية وبحرية وغيرها من عناصر السيادة. وقال شارون في أحد تصريحاته إن الفلسطينيين يوقعون على شيء ويصرحون بشيء آخر.

الفلسطينيون في حاجة ماسة إلى المكاشفة والشفافية من قبل قيادتهم، وعليهم أن يتوقفوا عن سياسة الضبابية التي أوصلتهم إلى ما يشبه اليأس. فإما أن يكون لهم دولة حقيقية، وهذا أضعف الإيمان في المرحلة الراهنة، وإما أن يكونوا أقلية تابعة لسلطات الاحتلال، وعليهم أن يعرفوا هذا بوضوح، فإما أن يقبلوه أو يرفضوه.

السياسات العربية الآن منشغلة بملفات أخرى غير فلسطين، والسياسات الإسلامية منهمكة بملفات غير المسجد الأقصى، وإذا استمرت هذه السياسات العربية والإسلامية سيستيقظون ذات يوم ليجدوا الأقصى ركاماً، والضفة الغربية محتلة من جديد. ولا ندري ماذا سيكون رد الفعل العربي عندئذ.

أجزم قائلاً، إن كل ما يحدث في العالم العربي يعود إلى سبب واحد: بقاء فلسطين محتلة، إن كانت فلسطين التاريخية، أو فلسطين التي انكمشت لتتحول إلى ضفة وقطاع، بل إن هذه المنكمشة غير حرة، والفلسطينيون يمارسون سيادتهم على 24% فقط منها، وهذا الجزء مستباح أيضا، ورئيس الحكومة «الإسرائيلية» بدأ يسلّح المستوطنين، وهذا يعني المزيد من المذابح وهدم البيوت، فهل سيتدخل العرب قبل فوات الأوان؟

  كلمات مفتاحية

فلسطين الاحتلال الإسرائيلي الغضب الانتفاضة الثالثة الانتفاضة السكاكين

«أبو مرزوق»: إطلاق الصواريخ من غزة سينهي الانتفاضة في القدس والضفة

«رأي اليوم»: اتصالات عربية إسرائيلية حثيثة لمنع انتفاضة فلسطينية جديدة

انتفاضة ثالثة؟ لكن الشروط لم تكتمل بعد

نحن وبشائر الانتفاضة الفلسطينية الثالثة

«الزهار»: المواجهات مع (إسرائيل) في الضفة قد تتحول إلى انتفاضة

لماذا لن تكون انتفاضة فلسطينية جديدة؟

شهداء فلسطينيون وقتلى إسرائيليون في عمليات مختلفة بالقدس

«التعاون الإسلامي» تعتزم طلب اجتماع طارئ لـ«مجلس الأمن» لبحث الاعتداءات الإسرائيلية

يا لوحدك: فلسطين المنسية تقاتل وحدها .. والعرب يقتتلون

ذاكرة سياسية لفلسطين

عودة الروح إلى النضال الفلسطيني

خارج ذاكرة «السلطة» والعرب فلسطين: يا لوحدنا!

حول استراتيجية النضال الفلسطيني