الأردن .. رؤوس المواطنين تعتدي على «هراوات» الدرك لحماية «سفارة العدو»

الاثنين 12 أكتوبر 2015 08:10 ص

لا يوجد أردني واحد من أي مستوى يؤيد حادثة ضرب عامل مصري من قبل أقرباء لعضو البرلمان زيد الشوابكة.. شوابكة نفسه يتعرض حاليا لمحكمة شعبية أشد وطأة وقسوة من أي محكمة قانونية ومستقبل الرجل السياسي على المحك، فيما وقف الرأي العام الأردني صفا وبحزم لمساندة ضحية الإعتداء.

كل ذلك لم يشفع للأردنيين في إعلام الردح المصري الإنقلابي فالمذيع وائل الإبراشي إصطاد النائب الشوابكة على الهاتف ولم يسأله أو يستفسر منه وفقا للأصول المهنية، بل تدفق يكيل لضيفه على الشاشة الإتهامات بالبلطجة ووصف البرلمان الأردني بأقذع الصفات.

عمو عمرو أديب صاحب المقاطع الشهيرة التي تشيد بملك الأردن والأردنيين قدم وصلته هو الآخر بالردح للأردنيين وليس لمن إرتكب الخطأ.. ختمها الرداحون بتوع الإنقلاب بوصلة الغضيب توفيق عكاشة، الذي نسي وقفة الشعب الأردني مع مواطنه العامل فطفق بسيل من الشتائم التحريضية ضد الأردنيات ووصل لمنحنيات تعكس أخلاقياته المهنية.

شخصيا نددت بشدة بمظاهر الزعرنة التي يظهرها بعض نواب بلادي، لكن ركوب الموجة لبث السم والدسائس شيء والتنديد بحادثة وقعت فعلا وإنتهت شيء آخر تماما.. فوجئت مثلا بأديب يستغل الموضوع ليتحدث عن تنكر الشعب الفلسطيني لمصر.

نعم النائب الأردني أخطأ والقانون ينبغأ ان يأخذ مجراه، لكن الشخصية الأردنية حادة والأردنيون يطلقون الرصاص على بعضهم في بعض الأحيان بمواقف أقل بكثير من ذلك الحاصل مع العامل المصري.. يوميا تحصل إحتكاكات في بلد مزدحم كالأردن وموقف الرأي العام لا مجال للمزاودة عليه، لكن وصلات الردح الإعلامي أصبحت تقليدا في مصر التي نحب.

تلفزيون بـ«قرشين»

على طريقة الحليب منزوع الدسم… قرأت بإهتمام الخبر الرسمي الذي صدر في الأردن بمناسبة صدور إرادة ملكية بتعيين مجلس الإدارة للتلفزيون الجديد الذي يعلم الجميع بأن الديوان الملكي يشرف على ملفه من التأسيس إلى الظهور.

هنا أيضا في رأيي الشخصي تم تضليل المرجعيات فالمشروع مهم وإستثنائي وخبر تأسيس شاشة مستقلة فعلا على أساس «مجتمعي» ومهني في بلادي كبير ودسم ومفرح.

لكن العبارة كانت واضحة مقترنة بقرار التعيين».. غير متفرغين».. رئيس مجلس الإدارة والمهنيون الكبار المختارون لن يكونوا «متفرغين».. السؤال: المؤسسون لمشروع إستثنائي وحيوي من هذا النوع غير متفرغين.. متى سيفعلون؟ ولماذا أصلا غير متفرغين.

عبرت علنا عن خشيتي بأن تكون المسألة عبارة عن «قرشين» في وزارة التخطيط ضمن مشاريع المساعدات لا بد من انفاقها بأي طريقة ومن الواضح بأن فريق المهام المستحيلة من الزملاء قبل المهمة مجازفا بنجاحاته خارج وداخل البلاد ويعرف بأن المسألة قد لا تغادر عقلية «الفزعة» ولا مساحة «جمعة مشمشية» فقرروا بأن التفرغ غير ملائم…عجبي.

رؤوس وهراوات

تلك معادلة أصبحت مفهومة ومتكررة… كلما إعتدت رؤوس المحتجين على هراوات الدرك الأردني وهو يحول بينهم وبين سفارة العدو ظهر الأردن وبقوة على شاشات الفضائيات الدولية من «الجزيرة» إلى «سي أن أن».

يعجبني النفس البغيض الواضح والجريء في تعبيرات وتعليقات مسؤول سابق تقلد منصبا رفيعا في الدولة وهو يدعو لقطع أيدي المحتجين على أبواب سفارة العدو…الرجل لم يحدد مكان القطع المقترح من الرسغ او الكتف.

صاحبنا نفسه وهو من الذين ينطبق عليهم قول الملك بخصوص المحرضين على الفتنة وخصوم الوحدة الوطنية لم يفكر في الدعوة إلى قطع لسان الرجل المجهول وهو يظهر في أحد الفيديوهات مدافعا عن سفارة العدو وهو يشتم المحتجين قائلا: يلعن أبوكم لأبو الاقصى.

الرجل الأرعن لم يسئ لجهة في الكون بلسانه الطويل أكثر من الإساءة للنظام الهاشمي الأردني الذي يرعى المسجد الأقصى وللدولة التي يزعم الولاء والإنتماء لها، علما بأن إنتماءه على الأرجح لجيبه وللبقالة التي يديرها بمكان المسيرات ولا يريد لتجارته أن تتأثر وإن كانت الشرطة فعلت خيرا بتوقيفه ومحاسبته.

..على حد تعبير زميلنا المبدع محمد خروب.."ما علينا".. كمواطن أردني ما زلت لا افهم ما الذي يمنع دولتي من تنظيم مسيرات إحتجاجية عملاقة تأييدا للأقصى في ظل الهجمة التي تستهدف الوصاية الملكية الهاشمية قبل أي شيء آخر.

مجددا بلادي وللأسف في المعادلة نفسها، حيث تعتدي رؤوس المواطنين على هراوات الدرك تحديدا في محيط سفارة العدو.

 

* بسام البدارين مدير مكتب «القدس العربي» في عمان. 

  كلمات مفتاحية

الأردن الدرك الأردني سفارة إسرائيل مصر الإعلام المصري زيد الشوابكة وائل الأبراشي