ما قصة الخواتم "الجهادية" التي بيعت أيام الحرب العالمية الأولى؟

الخميس 25 فبراير 2021 09:27 ص

كشفت جمعية الدفاع الوطني التابعة للدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، عن خواتم فريدة من نوعها للبيع، تم صنعها لمساعدة العساكر وإعانة عوائلهم وتمويل أعمال خيرية أخرى.

وتأسست الجمعية في نوفمبر/تشرين الثاني 1912 بإسطنبول، بهدف حماية الشعب خلال فترة الحروب، وتقديم المساعدات لينعم أفراد الشعب بالرفاهية والسعادة.

وتطورت الجمعية خلال وقت قصير، وأنشئت عشرات الفروع منها، ونشطت هذه الفروع بالقيام بأنشطة في جميع نواحي الحياة، وشارك فيها الكثيرون خلال فترة المعاناة من حرب البلقان.

وزادت وتيرة عمل جمعية الدفاع الوطني مع بداية الحرب العالمية الأولى، بسبب مشاركة الدولة العثمانية فيها، وبدأت الجمعية بتصميم خواتم وعرضها للبيع لتكون مورد دخل جديد.

وأطلق على هذه الخواتم اسم "جهادية"، وكان الهدف من صنعها وبيعها مساعدة العساكر، وإقامة مستشفيات ومطابخ للفقراء، وتأمين الغذاء لعائلات العساكر ودعم الجيش.

يقول عضو هيئة التدريس في قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم في جامعة 18 آذر بمدينة جناق قلعة "مدحت أتاباي"، إن هذه الخواتم صنعت من الحديد والخردة، كما صنعت خواتم من الفضة لكبار مسؤولي الدولة.

ويضيف: "يوجد نقش جهادية ونجمة وهلال على جانب الخاتم"، لافتا إلى أن "تاريخ 1332 على الجانب الآخر، وهو التاريخ الهجري حينها لإعلان الجهاد".

ويتابع "أتاباي" قائلا: "توجه رئيس جمعية الدفاع الوطني نديم بك، برفقة عضو البرلمان ورئيس الجمعية الإرشادية صلاح جيمجوز بك، وجميل بك مدير الجمعية، لزيارة السلطان محمد رشاد، في أبريل/نيسان 1915، مقدمين له مجموعة من خواتم الجهادية كهدية وقائمة بالمساعدات لتلبية لاحتياجات عساكر الجيش من ريع الخواتم".

ويزيد: "قبل السلطان محمد رشاد، الهدية وارتدى الخاتم، وهنّأ الجمعية على أعمالها، متبرعا لها بـ100 ليرة عثمانية.. وقد قوبل تبرعه بالترحيب وبأنه (يمثل مسؤولية كبيرة جدا)".

ويذكر "أتاباي"، أن خواتم الجهادية بيعت في خارج الوطن أيضا، مثل إيران وأفغانستان ورومانيا لمساعدة الجيش طوال فترة الحرب.

ويستطرد أستاذ التاريخ التركي: "استخدم ريع الخواتم لمساعدة عوائل العساكر المحاربين، ولتلبية حاجة العساكر، كما استمر صنعها إلى نهاية الحرب،وتم تسجيل مقدار الأموال المكتسبة من إهدائها وبيعها في ميزانية خاصة كل عام".

ويؤكد "أتاباي"، زيف المعلومات المذكورة في بعض مواقع الإنترنت عن "خواتم الجهادية"، واختلاف القصص المروية عنها، موضحا أن الخواتم المعروضة في الإنترنت على أنها "جهادية خواتم" مزيفة وليست حقيقية.

ويختتم حديثه بالقول: "مع الأسف المعلومات في الإنترنت عن الجهادية غير صحيحة، والخواتم المعروضة تم صنعها مؤخرا ولا علاقة لها بالخواتم الحقيقية، التي بقي منها إلى أيامنا القليل جدا، فقد تم صنع الجهادية كقطعة واحدة، أما جميع ما يوجد على الإنترنت مقطوع، لذلك جميعها مزيفة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الحرب العالمية الأولى خواتم جهادية الدولة العثمانية

حطام سفينة عثمانية عملاقة في المتوسط.. ما قصته؟

بوثائق عثمانية.. تركيا تساعد الفلسطينيين لحماية أراضيهم