عددت صحيفة "التايمز" البريطانية ثلاثة أسباب محتملة وراء قرار الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بنشر التقرير الاستخباراتي السري المرتقب حول اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، والذي قيل إنه يتهم ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" بإعطاء أمر القتل الوحشي للصحفي المقيم في الولايات المتحدة والكاتب بصحيفة "واشنطن بوست".

وبحسب تقرير الصحيفة، الذي كتبه مراسلها "ريتشارد سبنسر"، فما يريد "بايدن" عمله من وراء نشر التقرير لا يزال غير واضحا، ولكن هناك احتمالات ثلاثة.

وتضيف الصحيفة:  "لربما أراد (بايدن) من ذلك الضغط على الأمير محمد بن سلمان وجعله مطواعا باتجاه السياسة الخارجية الأمريكية، وربما أراد موافقة السعودية عندما يقرر العودة للاتفاق النووي مع إيران، ومثل سلفه دونالد ترامب الذي رفض نشر التقرير، لربما يريد الخروج من مستنقع الشرق الأوسط، ونشر التقرير قد يكفل له خروجا بدون مشكلات مع حلفائه".

وأشار "سبنسر" إلى مقولة الزعيم السوفيتي السابق "حوزيف ستالين": "موت واحد هو تراجيديا، ومليون وفاة هي مجرد أرقام"، قائلا إنها تنطبق على طريقة تعامل "بايدن" مع "بن سلمان"، حيث مثّل القتل الوحشي والبشع لـ"خاشقجي" نقطة فارقة "ستجعل الرعشة تسري في عروق القادة خاصة في الديمقراطيات الغربية لو صافحوا رجلا تورط في جريمة شنيعة"، وذلك رغم أن "هناك قادة في العالم يواصلون الحكم بعد ارتكابهم مذابح فظيعة وهم يبحثون عن المجد والمثال الثوري".

ويتساءل كاتب التقرير: "وماذا لو لم يوافق الملك سلمان وابنه على هذه الخطة؟".

ويجيب: "هناك إمكانية لا يتحدث أحد عنها في واشنطن، وهي استبدال ولي العهد الذي حقق إنجازات أثناء فترة حكمه القصيرة؛ مثل منح المرأة حرية أوسع، لكن زعيما مقنعا قد يخلص الولايات المتحدة من حليف محرج".

ولفت إلى أن ما تكهن به تقرير نشره موقع "آراب دايجست" البريطاني، والذي يطالعه كثير من الدبلوماسيين السابقين، حول أن "بايدن" يسعى للإفراج عن الأميرين المنافسين لولي العهد والمعتقلين حاليا بالمملكة، وهما الأمير "أحمد بن عبدالعزيز" عم ولي العهد، و"محمد بن نايف"، ولي العهد السابق الذي أطيح به في 2017 من أجل القيام "بانقلاب" لصالح "بن سلمان".

لكن هذا السيناريو بعيد عن التحقق، من وجهة نظر مراقبي الشأن السعودي والسعوديين أنفسهم، كنا يقول التقرير، فسلطة ولي العهد محصنة ويسيطر على كل مفاصل الدولة.

وكان "بايدن" قد حذر الملك "سلمان"، في أول مكالمة معه، من أن التقرير يظهر دور ابنه في جريمة مقتل "جمال خاشقجي" وأنه هو الذي وافق على قتله.

وقالت الصحيفة إن المكالمة كانت تجاهلا محسوبا لولي العهد الذي كان محاورا مهما في إدارة "ترامب".

ويتوقع صدور نسخة من التقرير بعد رفع السرية عنها في أقرب وقت، الجمعة، ذلك أن "بايدن" وفريقه أكدا على أهمية إبلاغ السعوديين أولا بقرار نشر تقييم المخابرات الأمريكية حول جريمة قتل "خاشقجي".