أوبزيرفر: بايدن يعيد تقويم العلاقة مع السعودية ولكنه يحذر إيران أيضا

الأحد 28 فبراير 2021 12:55 م

رفعت إدارة "بايدن" السرية عن تقرير وكالة المخابرات المركزية حول مقتل المعارض السعودي "جمال خاشقجي"، في إحراج كبير للسعودية وولي عهدها "محمد بن سلمان"، الذي حمّله التقرير المسؤولية عن تقطيع وإخفاء جثة الصحفي السعودي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وقال تقرير وكالة المخابرات المركزية: "منذ عام 2017، كان ولي العهد يسيطر بشكل مطلق على أجهزة الأمن والاستخبارات في المملكة، مما يجعل من غير المرجح أن يقوم المسؤولون السعوديون بعملية من هذا النوع دون تفويض من ولي العهد".

وكان الرئيس السابق "دونالد ترامب" قد رفض نشر التقرير، لكن "بايدن" عكس ذلك القرار. حيث انتقد "بايدن" السعودية وخاصة ولي العهد، لكن من المتوقع أن تغير هذه الخطوة بشكل كبير طبيعة علاقات الولايات المتحدة مع أحد أقرب حلفائها في الشرق الأوسط.

وفي تطور آخر، عرضت إدارة "بايدن" رسميًا الانضمام إلى المحادثات لإحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، إذا امتثلت إيران بالتزاماتها، وهو ما يزعج السعودية أيضا.

تم توقيع الاتفاق في عام 2015، بعد سنوات من المفاوضات عبر القنوات الخلفية، لكن "ترامب" انسحب من الاتفاق في عام 2018، وأعاد فرض العقوبات، وشن حملة "ضغوط قصوى" على إيران.

سيطر الصقور على فريق "ترامب" ولم يرغبوا فقط في إجبار إيران على تقديم المزيد من التنازلات بشأن برنامجها النووي، ولكن أيضًا في إيقاف توسعها الإقليمي، كما دعمت سياساتهم السعودية وإسرائيل، وكلاهما يرى في صعود إيران أكبر تهديد لاستقرارهما.

عكس "بايدن" هذه السياسة أيضًا، وعلى عكس "ترامب" الذي تجاهل الحلفاء الأوروبيين التقليديين لأمريكا، فقد عاد "بايدن" لمشاركتهم، ففي بيان مشترك مع المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، قالت الولايات المتحدة: "إذا عادت إيران إلى الامتثال الصارم لالتزاماتها، فإن الولايات المتحدة ستفعل الشيء نفسه وهي مستعدة للدخول في مناقشات مع إيران لتحقيق هذه الغاية". ولتخفيف التوترات وإظهار حسن النية، تم رفع العقوبات عن الدبلوماسيين الإيرانيين.

في الواقع، يروّج "بايدن" لرؤية الشرق الأوسط في عهد "باراك أوباما"؛ وهي السماح لإيران الشيعية بمد نفوذها في منطقة تهيمن عليها تقليديا السعودية السنية.

ومع ذلك، فإن إيران تلعب بجد للحصول عليها، فقد قال وزير الخارجية الإيراني "جواد ظريف"، المحاور الرئيسي لطهران في الصفقة عام 2015، إنه يجب أولاً على الولايات المتحدة "رفع جميع العقوبات بشكل غير مشروط وفعال"، وعندها فقط ستمتثل إيران للاتفاق بشكل كامل. ومن المعروف أن إيران قد تجاوزت الحد المقرر لتخصيب اليورانيوم منذ انسحاب "ترامب" من الصفقة.

وحذر "ظريف" من أن "بايدن" ليس لديه وقت "مفتوح" لاتخاذ قرار.

يرى المحللون في ذلك بمثابة تحذير، ويقولون إن إيران كانت صبورة أثناء وجود "ترامب" في السلطة ولم تطلق العنان لميليشياتها الإقليمية على حساب القوات الأمريكية وحلفائها في المنطقة بالقدر الذي يمكن أن تصل إليه لأنها كانت تنتظر رحيله وانتصار "بايدن". لكن اقتصاد البلد على وشك الانهيار التام ولا يمكنه تحمل الانتظار لفترة طويلة. يحتاج "بايدن" للتحرك والآن.

بدأت إيران في اختبار "بايدن" واستفزازه. وقبل أسبوعين، سقط وابل من 15 صاروخا على قاعدة أمريكية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي. وأعلنت ميليشيا جديدة باسم "سرايا أولياء الدم" مسؤوليتها عن الهجوم. وفقًا للعديد من الخبراء الإقليميين، فهي متحالفة مع الميليشيات المدعومة من إيران على الأرض في العراق.

وقالت "سرايا أولياء الدم": "لن تكون قوات الاحتلال الأمريكية آمنة حتى لو رحبت بها حكومة إقليم كردستان الخائنة".

وقد جاء الهجوم رداً على اغتيال "قاسم سليماني"، الجنرال السابق في الحرس الثوري الإيراني، و"أبو مهدي المهندس"، الزعيم السابق لكتائب حزب الله، من قبل الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2020.

في حين أن "بايدن" يبدو جادًا بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، فقد أظهر أيضًا لطهران أنه لا يمكن خداعه؛ حيث شن الجيش الأمريكي هجمات في شرق سوريا ضد الميليشيات المدعومة من إيران ردا على هجوم أربيل.

وحذّر "بايدن" إيران من أنها لا تستطيع التصرف مع الإفلات من العقاب، وطلب منها "توخي الحذر".

المصدر | أنخيل فوهرا/ مؤسسة أبحاث أوبزيرفر - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الأمريكية حو بايدن محمد بن سلمان جمال خاشقجي

بايدن: قلت للملك سلمان إننا سنحاسب السعودية على انتهاكات حقوق الإنسان

إدارة بايدن تراجع اتفاقيات الأسلحة الهجومية مع السعودية

حسابات معقدة.. لماذا رفضت إيران المحادثات المباشرة مع أمريكا؟

فك شيفرة الخطوات الأولى لإدارة بايدن تجاه السعودية وإيران

كيف تساهم أوروبا في تقويض أجندة بايدن تجاه الشرق الأوسط؟

إخضاع السعودية للقيم الأمريكية.. "المهمة المستحيلة" لإدارة بايدن