استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الإسراء والمعراج رحلة علم وتعليم

الأحد 28 فبراير 2021 04:23 م

الإسراء والمعراج رحلة علم وتعليم

في التعليم رؤية ويتم من خلال السمع والبصر،  فلماذا تمت الرحلة التعليمية بالليل ولم تتم بالنهار؟

رحلة الإسراء والمعراج رحلة علمية وتعليمية مائة بالمئة، فقد تم فيها إحاطة الرسول ﷺ بكثير من الأمور والعلوم.

لماذا لم يذكر الرسول الكريم ﷺ مشاهد الطريق في الأرض ولا في السماء إلا دليله على السفر برؤية القافلة؟

الأولى أن يقال البراق على وزن فعال أي ما يطير بأسرع من البرق. لماذا أركب الله رسوله هذه الآلة؟ ولم يركبه ظهر جبريل؟

التعلم والتعليم متعة يستشعرها أهلها ولا حاجة لهم بمتعة أخرى لأنه يُستشعر الصحبة والمرجعية الإلهية بقول الله أعلم! فمن لا يشعر بها ما احتسب من العلماء!

*     *     *

وإن تعجب فعجب قول خطباء الجمعة إن الرسول ﷺ ركب في رحلة الإسراء والمعراج دابة، وقد علموا أن الدابة هي ما يدب على الأرض من كائنات بشرية أو حيوانية ممن يمشي على رجلين أو على أربع أو على بطنه!

والأولى أن يقولوا البراق، لأن البراق على وزن فعال، أي ما يطير بأسرع من البرق. لماذا أركب الله رسوله هذه الآلة، ولم يركبه ظهر جبريل؟

أولا لأن جبريل من يبلغه علم ربه، ومن ثم فهو المعلم الواسطة، وله حق التقدير، فما قال له الرسول الكريم ﷺ خلال الرحلة إلا أخي جبريل، رغم أن الرسول عليه السلام تقدم عليه في إمامة الرسل والأنبياء، وفي الدنو من حضرة المولى جل وعلا، فمكانة المعلم محفوظة وإن كان التلميذ ملكا أو رئيسا أو حتى نبيا رسولا.

رحلة الإسراء والمعراج رحلة علمية وتعليمية مائة في المائة، فقد تم فيها إحاطة الرسول صلى الله عليه وسلم بكثير من الأمور والعلوم:

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الإسراء:1)

ففي التعليم رؤية ويتم من خلال السمع والبصر،  فلماذا تمت الرحلة التعليمية بالليل ولم تتم بالنهار؟

لأن في صفاء الليل صفاء القلب وخشوعه لأمر العلم، وقد أمر الله رسوله أن يقوم الليل: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا}(المزمل:2). أما وضوح النهار فقد عوضه الله سبحانه بنوره حتى يرى الرسول الكريم القافلة في الصحراء، فتكون شاهدا على الرحلة.

لماذا صلى الرسول ﷺ في بيت المقدس بالرسل إماما في المرحلة الأولى من الرحلة، ولم تكن الصلاة قد فرضت بعد؟ لأنها صلاة ختم الديانات، واستلام الرسول الكريم راية الهدى، فمن لم تهده صلاته فلا صلاة له.

وقد جاء فرض الصلاة في نهاية الجولة العلمية، فمن بعدها تستقيم الأمور، بل لقد كانت نهاية الصلاة في الحضرة الإلهية فكانت "التحيات لله والصلوات والطيبات"، ثم إسباغ "السلام ورحمة الله وبركاته" على النبي ﷺ، ثم تقبل السلام وطلب إسباغه على عباد الله الصالحين.

وكان الختام بشهادة الرسول أنه لا إله إلا الله، وبشهادة جبريل أن محمدا رسول الله، وهنا طلب الملائكة الصلاة والبركة على الرسول وآله كما منحت لأبيه إبراهيم من قبل.

بين الصلاة في المسجد الأقصى على الأرض، والصلاة في ختام الجولة أعلى السماء، أحداث علمية كثيرة تجاوزت علوم الأرض إلى علوم السماء، فمن أراد أن يفتح الله له بالعلم بدأ طلبه بالصلاة وختم عمله بالصلاة، فالصلاة الأولى تسليم لعلم الله وتحصيل علم الله إلى المنتهى، والصلاة الأخيرة تعهد بالعمل به.

لماذا لم يذكر الرسول الكريم مشاهد الطريق في الأرض ولا في السماء، إلا دليله على السفر برؤية القافلة؟

لأن هذه الرحلة لم تكن رحلة سياحية ترفيهية يتفرغ المسافر فيها للمشاهدة، حتى وإن قال بعض المفسرين إنها كانت ترضية للرسول بعد ما أصابه من أهل الطائف، فالرسل ليسوا في حاجة إلى الترضية الترفيهية، بل إلى مزيد من العلم فهم حملة علم ومبلغوا رسالة. فهل كانت رحلة النبي موسى مع العبد الصالح ترفيهية أم تعليمية؟ فما بال خاتم الأنبياء.

التعلم والتعليم في حد ذاته متعة يستشعرها أهلها، ولا حاجة لهم بمتعة أخرى أو ترفيه، لأنه يستشعر الصحبة الإلهية والمرجعية الإلهية فيقول الله أعلم:

{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(آل عمران:18)

فمن لا يشعر من رجال العلم بهذه المتعة ما احتسب من العلماء!

أما باقي العلوم في رحلة الإسراء والمعراج فتحتاج إلى مقال آخر.

* د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس.

المصدر | facebook.com/msmomen

  كلمات مفتاحية

الإسراء، المعراج، البراق، التعلم، التعليم، الرسول، جبريل، الصلاة،

عشرات الآلاف يُحيون ذكرى الإسراء والمعراج بالمسجد الأقصى